يتوجه الناخبون الروس بعد غد الأحد إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيساً جديداً للبلاد . ويتنافس في هذه الانتخابات الرئيس الحالي فلاديمير بوتين بالإضافة إلى خمسة آخرين . وذكرت أخر استطلاعات الراي العام من المفترض ان يحصل بوتين على حوالي 70% من اصوات الناخبين يلية بعيداً مرشح "الحزب الشيوعي " نيكولاي خاريتونوف 6% ويتنازعا مرشحا " الحزب الليبرالي الديمقراطي" اليغ ماليشكين و"الوطن" سيرغي جلازييف المرتبة الثالثة بحوالي 3,5% وفي الصف الأخير رئيس المجلس الفيدرالي سيرغي ميرونوف وممثلة التيار الليبرالي – الذي ذاب تقريباً بعد هزيمته المدوية في الانتخابات التشريعية الأخيرة- ايرينا خاكمادا بأقل من 2%. وما يقلق السلطة اليوم هو توقعها لنسبة متدنية لمشاركة الناخبين بسبب انعدام شبه كامل تقريباً لمنافسة حقيقية واقتناع الجميع بفوز بوتين حتى أصبح اقتراع 14 مارس يبدو بدون معنى . وهذا ما جعل الرئيس بوتين نفسه يتوجه أمس بخطاب خاص للشعب الروسي يدعوه فيه إلى المشاركة في الاقتراع ، بل حتى رئيس الكنيسة الارثوذكسية الكسي الثاني خرق تقليد عدم تدخل الكنيسة في الحياة السياسية وتوجه بدوره بخطاب خاص يدعوه فيه المواطنين الى المشاركة في الاقتراع واصفاً اياها بالواجب الاخلاقي والديني ، وتأتي هذه الانتخابات بعد سلسة من التحولات التي شهدتها السلطة التشريعية ثم السلطة التنفيذية ، فقد افرزت الانتخابات التشريعية التي جرت في 7 ديسمبر الماضي عن فوز ساحق لحزب روسيا الموحدة الذي لا يخفي ولائه الكامل للرئيس بوتين وبذلك ضمن الكرملين انصياع ولاء السلطة التشريعية التي ستضمن له التسريع بالمصادقة على المشاريع الذي يقدمها وبالتالي التسريع بالإصلاحات الاقتصادية والإدارية وغيرها دون خشية مشاغبة المعارضة التي تضاءلت وأصبحت أقلية وحتى منعدمة . وكانت أخر خطوة أقدم عليها الكرملين للتحكم في كل دواليب السلطة قبيل الانتخابات هي اقالتة لحكومة كسيانوف وهي الإقالة التي مكنته من التخلص من أحر فلول العهد اليلتسني السابق الذي ظل ظله حاضراً في كواليس السلطة ، حيث عين رئيساً جديداً للحكومة( ميخائيل فرادكوف ) والذي لا يعرف عنه ولاء سياسي لاي تيار ولا لطغمة مالية ولكن يعرف عنه فقط ولائه الكامل للكرملين وهو رجل إداري محنك مهمته الأساسية في المرحلة القادمة الإصلاحات الإدارية . ومن خلال الحكومة الجديدة والتي تتميز بتشكيلها شبه الكامله من رجالات بوتين ، وكما يطلق عليها في موسكو (الحكومة البوتينية) ، يؤكد المراقبون ان الرئيس الحقيقي للحكومة الجديدة هو بوتين نفسه ، وليس صدفة ان عُين ديمتري كوزاك نائب رئيس الديوان الرئاسي رئيساً للجهاز الحكومي ليتمكن الكرملين من خلاله تسيير عمل الحكومة. وبهذا الشكل يكون بوتين قد شكل فريقين تشريعي وتنفيذي يستطيع بهما خلال الفترة الرئاسية القادمة من تنفيذ مشاريعه الإصلاحية في جميع المجالات وفي مقدمتها مشروع مركزة السلطة.