وقال فخامة الاخ رئيس الجمهورية خلال استقبالةامس لرؤساء الوفود والمشاركين في مؤتمر الإرشاد الأول المنعقد حالياً بصنعاء " لانريد علماء منافقين ولا ينبغي ان يخضع العلماء لمن يسيسون الدين او يقولون انكم علماء سلطة بل عليكم كعلماء ان تقولوا كلمة حق ".. واضاف في اللقاء الذي حضره الاخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية " إن التدخل الاجنبي في العالم الإسلامي اليوم هو نتيجة التربية الخاطئة من قبل أولئك الذين فهموا الإسلام فهماً خاطئاً ، فالدين الإسلامي هو دين الحق والمحبة والرحمة لادين التطرف والغلو والإرهاب " وأكد فخامته "التدخل الأجنبي في بلداننا الإسلامية جاء بسبب تلك المدارس وتلك التعبئة الخاطئة التي لاتضر بالإجنبي ولكن تضر في المقام الأول بأوطاننا العربية والإسلامية ".. لافتا الى مايجرى في العراق وما جرى في أفغانستان. وقال رئيس الجمهورية ان الدعم الذي قدم في فترة من الفترات للمدارس المتطرفة كان لمواجهة المد الشيوعي في كل من آسيا وأفريقيا وفي منطقة الشرق الأوسط ومواجهة التطرف الماركسي" . واستدرك "لكن الأن الشعوب تدفع الثمن فيما تشهده من زعزعة للإمن والإستقرار ، لأنه للأسف هناك من لايقرأ الأمور بقراءة بعيدة بل بقراءة سريعة ومن فهم للإسلام بأنه غلو وتطرف". وتسأل فخامة الاخ الرئيس "كيف نلوم الاخر ولانلوم انفسنا ، ولانلوم علمائنا ومرشدينا ، فالعالم عندما يعتلي المنبر عليه ان يعرف ماذا يريد .. هل يريد الغلو التطرف والكذب وتزييف الحقائق والدجل على الجمهور وخداع الشباب والبسطاء من الناس ..ام انه ينبغي عليه ان يقرأ الامور بقراءة بعيدة ويعرف ماذا سيحصل من ردود افعال وماهي الثمار التي يريد ان يجنيها" ؟ وتابع"وهل نريد الامن والاستقرار في اوطاننا والحفاظ على مقدساتنا وكرامتنا واعراضنا..ام نريد زعزعة الامن والاستقرار لمجرد انه بين هذا العالم وذاك الحاكم خلاف او مماحكه فيتم تحريض الناس ويدفع الوطن الثمن". وقال الاخ الرئيس "ان السياسة مقبوله ولكن لا ينبغي توظيف الدين لاغراض سياسية بل يجب علينا ان نتجة نحو الدين الاسلامي الحقيقي دون تسيس ، وتحصين الشعوب وخاصة الشباب". واضاف "سيكون لمن يقوم بذلك اجر عند الله سبحانه وتعالى .. لانريد علماء منافقين ولا ينبغي ان يخضع العلماء لمن يسيسون الدين او يقولون انكم علماء سلطة بل عليكم كعلماء ان تقولوا كلمة حق ،فالعلماء المتخبطين يكونون منبوذين من جمهورهم وقياداتهم". وقال " لكن عندما يكون غرض العالم هو وجه الله وخدمة الدين لا كسب الجاه او المال او نيل شكر الحاكم ..فسيكون محل احترام وتقدير الحاكم والجمهوري ايضا". وقال ان الحجه تقع على العلماء ..فاذا صلح العلماء صلحت الامة واذا اختلفوا اختلفت الامة . ودعا العلماء الى التمسك بالثوابت والاسس وعدم الاختلاف على التفاصيل وقال "طالما كان هناك اجماع من العلماء المعتدلين ينبغي علي عامة الناس ان يقتدوا بهم وهناك مرجعيات مشهود لها في العالم العربي والاسلامي ولا ينبغي ان تأخذنا العزة بالاثم ..او تأخذنا الكبرياء" . واضاف رئيس الجمهورية "هناك علماء وصلت اعمارهم فوق التسعين لكنهم لازالوا يتعلمون ويعلمون ، فما بالك بالناس البسطاء والذين يدعون بانهم أعلم العلماء وهنا الكارثة .. لأن هؤلاء لا يفهون من الدين شيئا ولايفهمون سوى القشور وانا اعرف احد العلماء وهو المفتي احمد زبارة الذي عرفته وهو في التسعينات من عمره وهو يتعلم ويناقش ويتحاور مع غيره من العلماء فما بالك بالشباب الجديد الذي ذهب إلى افغانستان واذا به يدعي العلم ويكفر الناس .. ولقد تابعنا ما شهدته الجزائر وتابعتم ما حصل في اليمن وفي المملكة ..وهذا الشر من هو المسؤول عنه .. المسؤول عنه تلك المدارس التي ربت هذا الجيل التربية الخاطئة . وقال فخامة رئيس الجمهورية :نحن في اليمن اجرينا حوارا مع عدد من العلماء وكيف ينبغي لهم أن يذهبو لحوار الشباب الذين غرر بهم عندما ذهبوا لافغانستان وقلنا لهؤلاء العلماء اعيدوا الشباب إلى جادة الصواب وطريق الحق ..وعدد من العلماء ذهبوا وحققوا نتائج مفيدة للشباب والوطن وبعض ما يسمى بالعلماء والمرشدين لم يذهبوا لاولئك الشباب لانهم كانوا المحرضين لهم على التطرف .. وإذا تسألهم لماذا لاتذهبون ؟..يكون الجواب الحجة واضحة نحن كنا المحرضين لهم فكيف نعيدهم الى جادة الصواب. وعندما قلنا للشباب ان افكاركم هذه خاطئة قالوا اسألوا العلماء الذين درسونا وافتوا لنا فنحن ضحية ونحن لانريد ان يكون الشباب في عالمنا العربي والاسلامي ان يكونوا ضحية للمدرسين من اصحاب الاهداف السياسية نريد ان تكون هناك مدرسة وسطية ونخاطب شبابنا ان يكونوا من العلماء المعتدلين ويستمعوا الى الخطباء المصلحين غير المسيسين الذين يخافون الله . واضاف ..يمكن ان نأتي الى السلطة بطريقة سلمية .. هل تريدون خلافة اسلامية .. يمكن ان تكون هناك خلافة اسلاميه ولكن ادخلوا البيوت من ابوابها وحاور واقنع الشباب واقنع الحاكم والمحكوم وكن وسطيا ومعتدلا .. لاتكفر هذا او تتكلم عن هذا فمع احترامنا لبعض الخطباء انهم يشككون في كل شىء وهذا من ضعف الايمان .. ومثل هذا يعتلي المنبر وهو غير مؤمن بنفسه وبامته وبوطنه وشعبه وما لديه مبني على الغلو والمعلومات الخاطئة وكان ينبغي عليه ان يتوخى المعلومات الصحيحة.. وتقع على العالم المسؤولية فالشعوب امانة في اعناق الحكام والعلماء . واضاف الاخ الرئيس ان العالم الاسلامي يمر بمنعطف خطير يستعدي تكاتف الناس والترفع عن الصغائر ..وعلى العلماء ان يتواضعوا ويعتدلوا ويكونون منصفين ويحببون الاسلام الى قلوب الشباب ويزرعوا فيها الرحمة والمحبة وعدم سفك الدماء . وانا لست خطيبا او فقيها ولكن انا سياسي ..وهذا ماحبيت ان اتحدث به واتمنى للمؤتمر النجاح واكرر الترحيب بكم في اليمن وهي بلدكم فتحدثوا بما تريدون وليس هناك اي محظور . هذا وكان الاخ الدكتور عصام البشير وزير الارشاد والاوقاف بجمهورية السودان الشقيقة قد القى كلمة باسم المشاركين في المؤتمر عبر فيها باسمه وباسم كل المشاركين عن الشكر لليمن على احتضانها لهذا المؤتمر وتوفير كل المناخات والسبل الكفيلة بانجاحه وبما يعزز من دور علماء الامة في مواجهة التحديات المفروضة على الامة الاسلامية في الظروف الراهنة .. مؤكدا على اهمية ان تتكامل قدرات الامة وطاقاتها من اجل تعزيز وحدتها وتضامنها وتحقيق مصالح ابنائها . واشار الى ضرورة ان يضطلع العلماء والمرشدين بدورهم في التصدي للافكار المضللة وتبصير الناس بامور دينهم ودنياهم وبالمفاهيم الصحيحة للدين الاسلامي الحنيف بعيدا عن الغلو والتطرف والافكار المغلوطة التي يعبأ بها بعض الشباب فيسيئون الى دينهم وامتهم .