أثار الفوز التاريخي الأخير للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم على نظيره الإماراتي بنتيجة ( 3 / 1 ) في صنعاء ضمن تصفيات كأس العالم الكثير من التفاؤل والارتياح الشعبي والرسمي في الأوساط الرياضية والإعلامية بمستقبل أفضل وعهد جديد للكرة اليمنية تودع معه مرحلة التراجع وعدم الاستقرار الفني وتستقبل فيه مرحلة جديد من التقدم والنجاح على صعيد المشاركات العربية والآسيوية والدولية . وشهدت الكرة اليمنية في العامين الأخيرين الكثير من النكسات بالنسبة لمشاركات المنتخب الأول في الدورة الآسيوية في بوسان الكورية وكأس العرب في الكويت ثم تصفيات كاس آسيا بالسعودية ووصولاً إلى المشاركة الهزيلة للمنتخب الأول في منافسات خليجي 16 العام الماضي بالكويت والتي كانت الضربة القاضية للكرة اليمنية والاتحاد العام لكرة القدم السابق برئاسة الأخ محمد عبد الله القاضي .. وكان الاستثناء الوحيد للكرة اليمنية في العامين الماضيين هو إنجاز منتخبي الناشئين والشباب من خلال منتخب الأمل الذي مثل اليمن لأول مرة في نهائيات كأس العالم للناشئين في مونديال فنلندا 2003م بعد انتزاعه ولأول مرة فضية كأس آسيا بالإمارات 2002م إضافة إلى صعوده في مرحلة الشباب إلى نهائيات كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخ الكرة اليمنية . وجاء مقدم المدرب الجزائري رابح سعدان على رأس الجهاز الفني للمنتخب الأول إضافة إلى كونه الخبير الأول في شئون الكرة اليمنية والمنتخبات الوطنية حسب عقده المبرم مع إتحاد الكرة في الثلث الأخير من شهر يوليو الماضي ليمثل مرحلة استقرار فنية للمنتخب الأول وانطلاقة قوية رأى الكثير من المراقبين والنقاد أنها ستكون الخطوة الصحيحة في تعديل مسار الكرة اليمنية وانتشالها من الأزمة التي كادت تعصف بها بعد تعدد إقالة الأجهزة الفنية التي بلغت سبع إقالات منذ تصفيات كأس العالم السابقة عام 2001م بدءاً بالمدرب البرازيلي أحمد لوسيانو ثم المدرب المصري محمود أبو رجيلة وبعده العراقي حازم جسام ثم المدرب اليوغسلافي ميلان زيفانو فيتش إضافة إلى المدربين الوطنيين عبد الله باعامر واحمد علي قاسم وأخيراً المدرب أمين السنيني الذي خاض الجولتين الأولى والثانية مع منتخب الشباب في هذه التصفيات وصولاً إلى تكليف المدرب الوطني أحمد صالح الراعي بالقيام بإعادة تشكيل المنتخب الوطني في شهر مايو الماضي ثم التعاقد أخيراً مع المدرب الجزائري وتكليف الراعي بالعمل مساعداً له . وعلي الرغم من محدودية الفترة القصيرة التي قضاها سعدان مع المنتخب الوطني والذي تم اختيار قائمته سلفاً قبل مجيء سعدان إلى اليمن إلا أن بصماته باتت واضحة على ملامح وأداء المنتخب من خلال ثلاث مباريات دولية ودية خاضها مع كل من ماليزيا وسوريا .. حيث فاز على مستضيفه الماليزي بثلاثة أهداف نظيفة ضمن المعسكر الخارجي بماليزيا قبل أن يخسر أمام ضيفه السوري في صنعاء وديا ( 1 / 2 ) ثم يعود ليفوز في اللقاء الودي الثاني مع سوريا بصنعاء بهدفين نظيفين .. ثم ينجح الجزائري سعدان في أول اختبار رسمي له مع الكرة اليمني ليقود المنتخب اليمني إلى فوز تاريخي وكبير على نظيره الإماراتي بثلاثة أهداف مقابل هدف عصر الأربعاء الماضي في صنعاء ضمن منافسات الجولة الرابعة للمجموعة الخامسة في إطار التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال ألمانيا 2006م ويمكن المنتخب اليمني من الثأر لخسارته في دور الذهاب لنفس التصفيات في التاسع من يونيو الماضي بمدينة العين الإماراتي بثلاثة أهداف نظيفة كان المنتخب حينها في بداية إعادة تشكيله تحت قيادة المدرب الوطني أحمد صالح الراعي. (نص الاستطلاع- نافذة تحقيقات - استطلاعات)