تنطلق يوم غد في العاصمة القطرية الدوحة منافسات بطولة كاس الخليج الكروية في نسختها السابعة عشرة بمشاركة ثمان منتخبات لأول مرة في تاريخ البطولة التي تحمل المشاركة اليمنية الثانية فيها بعد خليجي 16 العام الماضي في الكويت . وتقام منافسات هذه الدورة في مجموعتين بعد أن تم إقرار عودة العراق لدورات الخليج في هذه النسخة وقبلها تم إقرار مشاركة الكرة اليمنية التي بدأت العام الماضي في نسخة الكويت (خليجي 16 ). ويقع منتخبنا الوطني في المجموعة الثانية التي وصفت بالمجموعة الحديدية كونها تضم أيضاً ثلاثة منتخبات قوية تأهلت إلى الدور الثاني لتصفيات آسيا المؤهلة لمونديال 2006م في ألمانيا، وهي السعودية حامل لقب النسختين الأخيريتن من البطولة والكويت مستضيف البطولة السابقة( خليجي 16 ) والبحرين أفضل الفرق الآسيوية تطوراً في السنوات الأخيرة، وثلاثتهم مرشحون للفوز بلقب هذه النسخة. أما المجموعة الأولى فقد ضمت منتخبات الإمارات الساعي إلى العودة القوية بعد الإخفاق في بلوغ الدور الثاني لتصفيات المونديال القادم ومروره بمرحلة تجديد واسعة، ومنتخب عمان الذي لا تخفى طموحه في السعي بقوة لنيل أول الألقاب، ومنتخب قطر المستضيف الذي يعول على الأرض والجمهور سعياً لتكرار إنجازه الوحيد في هذه البطولة قبل 12 سنة في نفس المكان، إضافة إلى المنتخب العراقي العائد بقوة والمتوج مدربه الشهير عدنان حمد بلقب أفضل مدرب آسيوي هذا العام. جميع الفرق خاضت مراحل إعداد متنوعة وواسعة بهدف بلوغ أقصى الجاهزية ولهذه الدورة التي ستكون الأقوى والأفضل والأكثر متابعة وجماهيرية بعد بلوغ عدد فرقها الثمان.. فيما كانت استعدادات المنتخب اليمني لهذه الدورة خارج نص الجاهزية الكاملة بعد أن تكاملت بعض الظروف في وجهه، وتصدت للكثير من خطط وبرامج المدرب الجزائري رابح سعدان الذي أظهر المنتخب بعض التحسن في عهده وإن لم يصل إلى الجاهزية المطلوبة كما يؤكد سعدان . وقبل أيام قليلة خاض المنتخب مباراتين تجريبيتين لم يكونا ضمن خطط وبرامج المدرب عندما أصر المدرب العراقي عدنان الحمد على إجراء مباراة دولية ودية مع المنتخب اليمني في معسكر المنتخبين بدبي الأسبوع الماضي، وخسرها المنتخب اليمني بنتيجة ( 1 / 3 ) بعد أداء مقنع للاعبي الفريق الثاني في المنتخب اليمني.. ثم توجه إلى العاصمة القطرية الدوحة مبكراً وأجرى مباراة تجريبية دولية أخيرة مع المنتخب القطري المستضيف وخسرها أيضا المنتخب اليمني بثلاثية نظيفة. وكان الأخضر اليمني قد خاض مراحل تصفيات المجموعة الآسيوية الخامسة المؤهلة لمونديال 2006م في ألمانيا بهدف وضع المنتخب في جاهزية أفضل لخليجي 17.. حيث قدم المنتخب اليمني أداءً طيباً عكس التطور التدريجي للمنتخب من مباراة إلى أخرى تحت قيادة المدرب الجزائري رابح سعدان، الذي تسلم مهمته مع المنتخب بعد ثلاث جولات من التصفيات بدأها منتخب الشباب الوطني بقيادة المدرب أمين السنيني بتعادل مع منتخب كورياالشمالية - بطل هذه المجموعة- وذلك بهدف لمثله في صنعاء، ثم خسر بصورة مفاجئة أمام منتخب تايلاند بثلاثة أهداف نظيفة في صنعاء، ليتم بعدها إعادة تشكيل المنتخب الوطني الأول تحت قيادة مؤقتة للمدرب الوطني أحمد صالح الراعي، وذلك بناءً على اختيار لجنة فنية مكونة من عدد من المدربين الوطنيين والعراقيين العاملين في الأندية اليمنية لمجموعة من اللاعبين الدوليين، وإعفاء منتخب الشباب من هذه المهمة. وعلى رغم من قصر فترة الإعداد حينها قبل الجولة الثالثة، فقد قدم المنتخب أداءً طيبا أمام مستضيفه المنتخب الإماراتي، الذي استغل بعض الأخطاء الدفاعية ونقص اللياقة البدنية وعدم الجاهزية والانسجام غير الكامل بين لاعبينا، ليفوز بثلاثة أهداف نظيفة على المنتخب اليمني.. بعد ذلك بدأ المنتخب مرحلة جديدة مع المدرب الجزائري، عقب التعاقد معه والذي أكد للجميع أن هدفه من مواصلة المشاركة اليمنية في تصفيات كأس العالم هو إعداد المنتخب لتقديم صورة طيبة ومستوى مشرف في دورة الخليج.. ثم لعب المنتخب بقيادته ثلاث مباريات تجريبية الأولى مع ماليزيا في معسكر كوالالامبور وفاز فيها بثلاثة أهداف نظيفة وعاد إلى صنعاء ليستقبل المنتخب السوري المتطور ويخسر أمامه في اللقاء الدولي الودي الأول بهدف لهدفين رغم أفضلية المنتخب اليمني ميدانياً قبل أن يعود ليثأر من هذه الخسارة ويفوز في اللقاء الثاني بينها في نفس ملعب المريسي بصنعاء بهدفين نظيفين. وقاد سعدان المنتخب الوطني بعد فترة إعداد جيدة إلى فوز تاريخي عريض على منتخب الإمارات بثلاثة أهداف مقابل هدف في الجولة الرابعة بصنعاء.. وقدم مستوى قويا أمام مستضيفه منتخب كوريا الشمالية في الجولة الخامسة بعد رحلة شاقة وطويلة لوصول المنتخب الوطني إلى كوريا الشمالية عبر عدة محطات وفي عدة أيام، ولعب تحت ظروف شديدة التعقيد من الطقس السيئ والتعب والإرهاق الناتجين عن تعقيد رحلة المنتخب إلى العاصمة بيونج يانج ليخسر بصعوبة (1 / 2 ) ويتأهل المنتخب الكوري عن هذه المجموعة رسمياً، بعد أن خسر المنتخب الإماراتي في نفس الوقت أمام مستضيفه التايلندي بثلاثة أهداف نظيفة في بانكوك. وخاض المنتخب اليمني بعدها فترة إعداد جيدة في مشاركته منافسات دورة الشيخ راشد بن محمد الدولية بدبي خلال شهر رمضان المنصرم، بعد أن تم إضافة ثلاثة لاعبين من منتخب الشباب هم الظهير الأيسر وسيم القعر والمهاجمين عبد الإله شريان وتامر حنش، وذلك بعد اعتذار مهاجم المنتخب الأول فتحي الجابر لظروف خاصة أعاقته عن مواصلة مشواره مع المنتخب الوطني حينها. وشكلت تلك المشاركة فرصة طيبة للمدرب في تجريب كل لاعبي الاحتياط الذين لم يجدوا فرصتهم بعد للظهور بشكل رسمي أمام المدرب الذي راجع بعض حساباته فيما يتعلق بخط الهجوم،بالاستغناء عن خدمات المهاجمين الشابين شريان وحنش والإبقاء على وسيم القعر.. ثم عاد مرة أخرى ليستدعي تامر حنش ويضيف لاعب منتخب الشباب مهند راجح قبل معسكره الأخير في دبي .. وكثف المنتخب جهود الاستعداد الجيد قبل الوصول إلى قطر من أجل مسح الصورة الهزيلة التي ظهرت بها أول مشاركة يمنية في دورات الخليج العام الماضي،إضافة إلى بناء منتخب يمني قوي يستطيع اليمن من خلاله المنافسة الفعلية في مختلف المنافسات العربية والقارية والدولية. وكان تعادله المثير مع المنتخب التايلندي في أرض الأخير في نهاية مشوار المنتخبين ضمن تصفيات كاس العالم الشهر الماضي بهدف لمثله قد أضفى بعض الارتياح والاطمئنان إلى مسيرة المنتخب خصوصاً وأن المنتخب التايلندي هو الذي سعى للتعديل بعد أن انتهى الوقت الأصلي للمباراة بتفوق المنتخب اليمني أداءً ونتيجة بهدف وحيد. وربما تشكل خسارة المنتخب في آخر مباراتين تجريبيتين له أمام العراق وقطر بعض القلق لدى محبي الأخضر اليمني .. غير أن جميع المراقبين يتوقعون بتقديم صورة أفضل في منافسات الدورة قد تعكس بصورة حقيقية المستوى الفعلي للكرة اليمنية حتى وإن حل أخيراً في ترتيب لائحة الصدارة العامة لفرق خليجي 17 كما أكد المدرب سعدان قبل الدورة . المنتخب اليمني يخوض أولى مبارياته في الدورة يوم السبت 11 ديسمبر مع فريق البحرين .. ويلعب اللقاء الثاني يوم الثلاثاء القادم 14 ديسمبر أمام حامل اللقب المنتخب السعودي فيما يختتم مشوار خليجي 17 بلقاء المنتخب الكويتي يوم الجمعة 17 ديسمبر.