ويحتوي المعرض الذي حضر افتتاحه الاخوان احمد محمد الكحلاني وزير الدولة امين العاصمة ، والقاضي علي احمد ابو الرجال رئيس المركز الوطني للوثائق ، وآلن مورو السفير الفرنسي بصنعاء، على 223 لوحة تتضمن صورا لوثائق وخرائط وصحف توثق للعلاقات اليمنية الفرنسية التي بدأت منذ 300 سنة، حيث تعرضها من خلال سبع مراحل في التطور، أبرزها البن والرحالة والعلاقات الدبلوماسية الأولى في القرن 18 م، والوكالة القنصلية في الحديدة ابان الحكم العثماني لبلادنا، والتي افتتحت لتسهيل التجارة الفرنسية في البحر الأحمر خلال الأعوام 1880- 1915م إلى جانب الوكالة القنصلية في عدن خلال 1857-1943م ثم 1945- 1962م. كما يحتوي المعرض على وثائق بحوث ودراسات العلماء الفرنسيين الأوائل الذين توجهوا إلى اكتشاف الشرق على اثر الحملة الفرنسية على مصر، والذين وصلوا إلى اليمن، والوثائق التي تعرض العلاقات بين البلدين في الوقت الحالي. وتشير الوثائق إلى ان الاهتمام الفرنسي ببلادنا يعود الى حقبة التنافس الاستعماري في القرنين السادس عشر والسابع عشر، عندما قامت فرنسا بعدة محاولات للسيطرة على بعض الموانئ البحرية في البحر الأحمر وخاصة بعد حملة نابليون على مصر. وفي عام 1936 تم توقيع اتفاقية صداقة بين فرنسا واليمن ، اقتصرت على الجانب السياسي ولم تشهد علاقات التعاون اي تطور يذكر ما عدا بعض التعاون في المجال الطبي ابتداءً من الخمسينات. وفي عام 1970 اعترفت فرنسا بالنظام الجمهوري في صنعاء وتم تبادل التمثيل الدبلوماسي على مستوى السفراء واهتمت فرنسا بالتواجد القنصلي في عدن قبل الاستقلال لحماية مصالح الشركات الفرنسية التي كانت تعمل فيها انذاك وتطور هذا التمثيل الى سفارة. وبدأ التعاون الاقتصادي بين البلدين في عام 1977م بعد توقيع اول اتفاقية للتعاون الاقتصادي بين البلدين بعد ان كان مقتصرا على الجانب الثقافي والفني، وهو ما مهد الطريق لدخول المؤسسات التجارية والصناعية الفرنسية وتنفيذ العديد من المشاريع التنموية. وفي بداية الثمانيات تم تشكيل لجنة مشتركة يمنية فرنسية على مستوى صنعاءوعدن حيث تم دمجها مع قيام الوحدة المباركة في 22مايو 1990م. ومنذ بداية الثمانينات شهدت العلاقات بين البلدين على جميع المستويات فترة ازدهار وتطور وتكثيف الاتصالات بين المسئولين وتبادل الزيارات على مختلف المستويات. واعتبر الاخ علي محمد الانسي مدير مكتب رئاسة الجمهورية ، هذا المعرض تعبيرا صادقا عن عمق العلاقات اليمنية الفرنسية التي تحظى باهتمام واسع على المستويين الرسمي والشعبي.. واشار في تصريحات صحفية بعد ان طاف في المعرض، الى تجذر العلاقة بين البلدين حيث مضى عليها فترة تصل 300 سنة. ونوه الانسي الى ان هذه العلاقات ازدادت وتطورت ونمت منذ الثمانينات بسبب تبادل الزيارات بين قيادتي البلدين وعلى مستوى عال مما اكسب هذه العلاقة مزيدا من الثقة والتوسع في مجالات التعاون لتشمل مختلف المجالات. واشاد الانسي بالموقف الفرنسي عام 1994م من الوحدة ،وقال " لازلت اذكر تصريح وزارة الخارجية آلان جوبيه عندما أعلن تأييد الحكومة الفرنسية للوحدة والديمقراطية ، وكان لفرنسا موقف قوي سواء في مجلس الأمن أو في قمة نابولي".