أخفق مفاوضون سعوديون وأمريكيون في جنيف في الوصول إلى اتفاق لحل خلافاتهم التجارية حول إبرام اتفاقية ثنائية من شأنها أن تفتح الطريق أمام السعودية لتتبوأ مقعدها في منظمة التجارة العالمية . ودفع هذا الإخفاق المتواصل منذ أكثر من عام بين الجانبين مجموعة العمل التابعة للمنظمة، والمعنية بفحص طلب انضمام السعودية، إلى إلغاء اجتماع لها كان من المقرر أن تعقده بمقرها في جنيف بداية الأسبوع الجاري "إلى أجل غير مسمى" . وبدأت جولة المفاوضات الأخيرة في 20 سبتمبر فور عودة الوفد السعودي برئاسة وكيل وزارة التجارة والصناعة فوّاز العلمي من واشنطن إلى جنيف في 17 سبتمبر بعد أن عقد في العاصمة الأمريكية جولة مكثفة من المباحثات مع كبار المسؤولين التجاريين الأمريكان استمرت من 9 إلى 13 سبتمبر شارك في بعض جوانبها وزير التجارة روبرت زوليك . ونقلت صحيفة الوطن السعودية في عددها الصادر اليوم عن مصادر منظمة التجارة العالمية قولها إنه "لما كانت السعودية قد انتهت من الناحية العملية من إبرام اتفاقات تجارية ثنائية مع كافة الدول التي طلبت التفاوض التجاري معها باستثناء الولاياتالمتحدة فإن مجموعة العمل لن تعقد بعد الآن اجتماعا قبل اتفاق البلدين على إبرام اتفاقية ثنائية" . إلا أن الصحيفة أشارت إلى أن للقاعدة استثناء يتعلق برغبة قد يبديها الطرفان لمناقشة خلافاتهما أمام باقي أعضاء اللجنة واضافت المصادر وفي حال نجاح الطرفين في إبرام اتفاق ، ستعقد مجموعة العمل اجتماعها قبل نهاية العام الحالي حيث ستكون الجلسة إجرائية تتعلق بمراجعة روتينية للمعاهدات التجارية بهدف تقرير مدى تطابقها مع قوانين منظمة التجارة العالمية وإعداد الوثائق الخاصة بالانضمام . ونوهت الصحيفة الى انه لم تعرف بعد تطورات اتفاق مبدئي سابق بين البلدين لعقد اجتماع ثنائي على مستوى عال في الخريف الحالي لحسم الخلافات التجارية بينهما من المرجح أن يرأسه وزيرا تجارة البلدين ، الدكتور هاشم يماني وروبرت زوليك . وإذا ما عقد هذا الاجتماع فسيكون أول اتصال تجاري بين البلدين على هذا المستوى منذ عدة أشهر . وتركز الخلاف حول أنظمة قانون التأمين في المملكة حيث تطالب الولاياتالمتحدة بحرية وصول أكثر سلاسة لسوق التأمين /يبلغ حجمه 3 مليارات دولار/ من قبل فروع الشركات الأجنبية بدلا من الشركات التي يملك فيها القطاع الوطني أغلبية الأسهم أو الشركات الخاضعة تحت سيطرة شركة أخرى ، وتخفيض حجم الرأسمال المطلوب في عمل الشركات ، وقضايا أخرى تتعلق بالزراعة والمنتجات الزراعية . من جانب آخر أجرى الوفد التجاري السعودي في جنيف مباحثات تجارية بمقر منظمة التجارة العالمية مع ممثلين تجاريين من ثلاث دول من أمريكا الوسطى تتعلق بوضع تفاصيل وتعريفات وشروحات مؤجلة على اتفاقيات تجارية كان قد أبرمت سابقا .