يوضح الدكتور سلال المقطري رئيس قسم اللغة الفرنسية بكلية الآداب - جامعة صنعاء ان حضور اللغة الفرنسية كأحد العلوم الإنسانية التي تدرس في الجامعات اليمنية منذ وقت مبكر يعود إلى العقد الثاني من تأسيس جامعة صنعاء وليس كما يعتقد كثيرون أنه من أواسط التسعينيات .ويقول: كان مركز اللغات بالجامعة قد بدء في الثمانينيات بفتح باب القبول لدراسة اللغة والأدب الفرنسيين إلا ان الإقبال كان ضعيفاً حتى أن رئيس القسم وقتها وكان فرنسيا.. يقف على باب القسم اثناء فترة التسجيل لدعوة الطلاب للإلتحاق بالقسم ويعدهم بمنح دراسية في فرنسا.. أصبحت اليوم من الاحلام التي يسعى الكثير من الطلاب بالقسم لتحقيقها والحصول عليها عبر كثير من الجهد والشروط.ويحدد الدكتور المقطري أسباب ضعف الإقبال بعد م تحديد الطلاب لتخصصهم الدراسي بدقة ومعرفة مسبقة بالمهارات والقدراتمن جهة وفرص العمل التي تعد المحدد الأكبر من جهة أخرى.ويشير الدكتور سلالإلى نتائج دراسة علمية نقد باشراف المركز حول الخريجين وفرص العمل التي حصلواعليها والتي كشفت ان 5% فقط من الخريجين خلال الست السنوات الماضية تمكنوامن الحصول على فرص عمل في مجال تخصصهم في اللغة الفرنسية فيما توزع 95% منالخريجين على أعمال اخرى عديدة بعيدة عن التخصص الذي درسوه.منوهاً إلى انفرص العمل أصبحت تطلب إجادة أو التخصص في اللغة الانجليزية. مما ينعكس على الإقبال على دراسات اللغات الاخرى ومنها الفرنسية رغم ان الاقبال الان جيد منذ منتصف التسعينيات وهي الفترة التي كان القسم عبر السفارة الفرنسية يوفر دورات تدريبية في فرنسا لمعظم الطلاب.. إلا ان الرؤية لدى الطلاب الملتحقين بدراسة اللغة الفرنسية غير واضحة أو لدى أغلبهم.. ولعل غياب خطة ثابتة لدى السفارة الفرنسية حول التعليم الجامعي لهذه اللغة الحية وذات الثقافة العالمية من جوانب القصور التي يعاني منها التعليم الأكاديمي للغة الفرنسية في جامعة صنعاء. ويؤكد الدكتور المقطري..على ان تحديد الطالب لهدفه ورؤيته المستقبلية لمستقبله واجتياجات المجتمع وسوق العمل هو أساس النجاح في أي علم أو دراسة أي لغة موضحاً ذلك بالحاجة الماسة للمترجمين في اليمن وكثير من دول العالم بالإضافة إلى المتخصصين في الأدب وعلوم الصوتيات وحاجتنا الماسة للمعلمين الفرنسيين واستعانة الجامعة بقدرات فرنسية أو عربية حتى ولو يكن لها الخبرة الكافية والقدرة المطلوبة.وينوه الدكتور سلال.. إلى أهمية التخطيط على المدى البعيد بين الإطراف الداخلة في العملية التعليمية بالنسبة لقسم اللغة الفرنسية وتطوير القدرات والكفاءات.. والتعامل المؤسسي مع المراكز التعليمية والأفراد والاستفادة من الأساليب الامريكية في التعامل مع المشاريع وأهدافها. موضحا ان قسم اللغة الفرنسية بالجامعة قد خرج منذ العام 1985 ما يقارب 140 خريجا وان الإدارة الفرنسية للمركز انتهت العام 1999 وبدء المركز يدار بقدرات يمنية وتم الاتفاق مع الجانب الفرنسي على تأهيل المدرسين اليمنيين الذين يقوم الجانب اليمنيين بتوظيفهم من أوائل الدفع وابتعاثهم للدراسة فيفرنسا لتحضير الماجستير والدكتوراه، ويفترض ان يكون القسم قد تمكن حتى العام 2006 من الحصول على حوالي 6 اساتذة بدرجة دكتوراه وماجستير.. إلا ان ذلك يواجه بعض المشاكل منها اشتراط الجانب الفرنسي عودة الدارسين بعد الماجستير للتدريس سنتين بالإضافة إلى انعدام الاستقرار لدى الدارسين نتيجة عدم القرب من أسرهم وعدم السماح لهم بأصطحاب أسرهم معهم . وقال الدكتور سلال ان تطور دراسة اللغة الفرنسية في اليمن مرهون بربطها بالعملية التعليمية في المدارس وجعلها مادة أساسية أو اختيارية كما هو الان بشرط ان تحدد نجاح أو عدم نجاح الطالب فيها وهذا لن يتحقق بدون أن يبذل الجميع جهود مشتركة وخاصة السفارة الفرنسية في دعم المناهج ووزارة التربية والتعليم في تعليم اللغة الفرنسية.موضحا آلية الإدارة التي يداربها قسم اللغة الفرنسية باعتبارها آلية يمنية خالصة استطاعت في الاونة الأخيرة أحداث تغيير تام في اساليب العمل بما يتلائم مع الإمكانيات المتوفرة للقسم والاحتياجات المتطلبة للعملية التعليمية في الجامعة وظروف الجامعة الخاصة.. وخاصة تلك الظروف المالية التي يعاني منها القسم وعلى رأسها احتياجات الصيانة للأجهزة التي تتوفر في القسم حيث يتطلب صيانة جهاز واحد ما تقدمه الجامعة للقسم في عام كامل بالإضافة إلى ان النفقات التشغيلية إلى العام الماضي ومنها القرطاسية التي كانت على سبيل المثال على نفقة الجانب الفرنسي وقد لجاء القسم إلى تأجير المراجع والكتب للطلاب لتوفير مبالغ للمساعدة في العملية التشغيلية للقسم.منوها إلى ان قوام الطاقم التعليمي لقسم اللغة الفرنسية هو خمسة مدرسين حاليا وهو ما يشكل اشكالية كبيرة في الوقت الذي يمثل قوام أصغر أقسام الجامعة خمسة عشر مدرسا يكون اكثر من النصف منهم حملة دكتوراه.. ما دفعنا للاتفاق مع بعض الخريجين للعمل بنظام الساعة لكي لا يتوقف العمل في القسم وان كان مردود العمل بنظام الساعة اقل من قليل.. مقدما شكره وشكر العاملين والطلاب في المركز للكثير من المدرسين الذي يعملون في القسم بدون مقابل. يصل الدكتور سلال إلى قناعة تامة ان ادارة قسم في جامعة صنعاء من الامور الصعبة والكثيرة التعقيدات والمشاكل وخاصة عندما لا يجد المرء من يناصره أو يخفف عنه تلك الاعباء.ويشير إلى ان القدرات الفردية تظل هي الحد الفاصل في هذا التعب. وفيما يتعلق بالعلاقات البحثية والعلمية للقسم مع المؤسسة البحثية والعلمية يقول الدكتور سلال انه تمكن من خلق شراكة مع جامعة السوربون3 في ارسال بعض مدرسيها, الباحثين فيها للتعليم في القسم عبر آلية السنمارات بحيث تتكفل السوربون3 بالنفقات وتتحمل جامعة صنعاء فقط السكن ويأتي بعد ذلك هؤلاء المدرسين للتعليم في اليمن ويقومون بتوفير مصاريفهم الخاصة بأنفسهم مما جعلنا نوجد نوع من التكافل معهم بعد عدم قرتنا على توفير مصاريف خاصة لهم من السفارة أو الجامعة.. بالإضافة إلى استضافة باحثين للقيام باعمال ترجمة للجامعة عبر ورش ترجمة في المركز لطلاب الماجستير وتحقيق فوائد علمية وعملية لهم.مشيرا إلى أنه عندما تم فتح باب القبول للدراسات العليا في القسم تقدم اكثر من 28 طالب وهو عدد كبير وفوق الطاقة الاستيعابية التي لا تتجاوز ثمانية دراسين ولكنه تساهل مع جميع المتقدمين لمعرفته بظروف الطلاب الذين بالفعل لم يستطيعوا المواصلة ما عدا عشرة فقط إلى حد الآن.. بالإضافة إلى أن الجانب الفرنسي لم يعد يوفر سوى منح دراسية للدكتوراه فقط . منوها إلى الفوائد الكبيرة التي يعود بها لتعليم العالي للغة على البلد وعلى الدارسين أنفسهم. ويشير الدكتور سلال إلى إمكانية القسم لتأهيل مدرسي ومعلمي المدارس وخاصة ان القسم يقدم المناهج التربوية بالإضافة إلى تأهيل المترجمين والباحثين في المجالات العلمية والادبية المتعلقة باللغة الفرنسية. وفيما يتعلق بقسم اللغة الفرنسية وكلية اللغات يقول الدكتور سلال ان العلاقة تكاملية وان كان هناك اتجاه لدمج القسمين فان كلية اللغات تعد المترجمين كونها كلية لسانيات فيما يعد قسم اللغة الفرنسية بكلية الآداب متخصصين في الادب واللغة الفرنسية. ويشير الدكتور سلال إلى وجود اتفاقية حالية مع جامعة السوريون لترجمة الادب والتراث الشعبي اليمني إلى اللغة الفرنسية ونقل الكثير من الشفويات إلى نصوص مكتوبة ومترجمة اللغة الفرنسية. منوهاً إلى وجود مشكلات للمشاركة في الفعاليات الفرانكفونية والمشاركة في الاجتماعات السنوية للمدرسين الفرنكفونيين لتحقيق الفوائد الخاصة بالمهارات والخبرات مشيرا إلى استعداد القسم حاليا لعقد ندوة للمدرسين الجامعيين في الجامعات اليمنية لتقديم أبحاث عن اللغة الفرنسية وأساليب تدرسيها وآليات تطويرها بالإضافة إلى ان العمل جاري لاعداد مسودة لمركز ابحاث للدراسات الأوروبية في اليمن سيكون مركزه قسم اللغة الفرنسية سيسهم في زيادة عدة البحوث والباحثين والمختصين في علوم الترجمة الفرنسية والأوروبية عموما مما سينعكس على الاهتمام بالاداب اليمنية والتراث اليمني والقدرات اليمنية. ويوضح الدكتور سلال الجوانب المنهجية والعملية المستخدمة في تعليم اللغة الفرنسية وكونها من المناهج الحديثة التي توفر أدلة وإرشادات تربوية وتعليمية للطالب وتضع الباقي على قدرت المدرسين التي يتعزز المنهج عبرها او يصبح ضعيف بضعفها ...بالإضافة إلى ان سياسة القسم تتيح للمدرسين ان يستخدموا الأساليب التي يرونها مناسبة لتوصيل المعلومات والفائدة للطلاب بالإضافة إلى اهتمام القسم بتحديث آليات التعليم وإدخال التقنيات الحديثة ومعامل الكمبيوتر وقد تقدمنا بطلبات حول ذلك. التجربة الشخصية: - كان الدكتور سلال المقطري الأول على الدفعة الثالثة في نظام الدبلوم بجامعة صنعاء.- سافر بعدها إلى فرنسا وحصل على درجة الليسانس وكان اليمني الأول الذي يحصل على شهادة الليسانس من فرنسا.- حضر بعدها درجة الماجستير واجتازها بنجاح وكانت حول الذاكرة الصناعية واللغات والبرمجة- تفرغ بعدها للتدريس عامين كاملين بجامعة صنعاء ، و سافر بعدهما للحصول على درجة الدكتوراه في علوم الصوتيات وهي الدرجة التي حصل عليها بتفوق وامتياز مع مرتبة الشرف ليصبح بعدها المتخصص اليمني الأول في علوم الصوتيات والعربي الثاني.- عاد بعدها لممارسة العمل التعليمي والإداري حاليا في إدارة قسم اللغة الفرنسية بجامعة صنعاء.- ويرى الدكتور المقطري ان الإدارة اذا ما كانت مجموعة الأوامر الإدارية والتنفيذية للقوانين واللوائح فأنها من الأمور السهلة والممكنة جدا خصوصا اذا ما توافر فيها الجوء الملائم وتفهم المحيطين بك لمتطلبات عملك إلا انه يرى من خلال تجربته الخاصة في هذا المجال ان على المدير في المؤسسات اليمنية ان يقوم بدور الاب وهي نصيحة يقدمها للجميع حيث ان الاب يسمع من الجميع ويحس بالجميع ويعطي كل واحدا حقه ليتحقق التعاون والتكامل بين الجميع.- ويحدد الدكتور سلال التحدي الأكبر امام أي إنسان يمني ازاء النجاح في تنظيم الوقت بين هموم ومقتضيات العمل والبيت والمجتمع وبين متطلبات تطوير الذات والبحث والإطلاع والتواصل مع الآخرين.