قررت المملكة العربية السعودية اليوم سحب سفيرها من ليبيا وطلبت في المقابل من ليبيا سحب سفيرها من الرياض في ضوء ما تكشف من حقائق جديدة حول التورط الليبي في محاولة اغتيال ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبد العزيز. أعلن ذلك وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في مؤتمر صحفي عقده عصر اليوم في الرياض .. موضحا أن بلاده ستكتفي بهذا الإجراء حتى لا يتأثر الحجاج الليبيين بذلك في موسم الحج لهذا العام . وقال الفيصل طلبنا سحب السفير الليبي من المملكة .. مشيرا إلى ان السعودية اقتصرت على هذا الإجراء ولن تتخذ أي إجراءات أخرى برغم شناعة ما حصل على حد تعبيره تقديرا للشعب الليبي الشقيق خاصة مع اقتراب موسم الحج . وأكد وزير الخارجية السعودي أن بلاده سلمت اليوم مذكرة بهذا الشأن الى الحكومة الليبية. وفي موضوع أخر أنتقد الامير سعود الفيصل قيام عضو او اكثر داخل أي اتحاد اقتصادي بتوقيع اتفاقية تجارة حرة مع عضو اخر خارج هذا الاتحاد وذلك في إشارة منه إلى مملكة البحرين التي وقعت اتفاقية تجارة حرة مع الولاياتالمتحدةالامريكية. وقال الفيصل ان ذلك يعني الخروج على قاعدة جوهرية من قواعد الاتحاد ومجلس التعاون الخليجي ليس استثناء .. لافتا الى ان هناك العديد من الاتفاقيات الاقتصادية العادية التي توقع بين العديد من الدول يوميا وسيستمر توقيعها. وأضاف إن الحديث عن منطقة تجارة حرة يختلف جذريا عن الاتفاقيات الاقتصادية الأخرى لأنها تعطي للدول خارج مجلس التعاون الكثير من الحقوق والامتيازات . وكشف الأمير سعود فيصل ان المملكة العربية السعودية كانت على علم بوجود مفاوضات اقتصادية ولكنها لم تكن تدرك انها بخصوص منطقة التجارة الحرة مشيرا إلى ان الدراسة التي قدمتها الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي الى القمة الخليجية في المنامة أوضحت خطورة هذه الاتفاقيات . وقال ان أي اتفاقيات اخرى مماثلة تعني القضاء على مجلس التعاون الخليجي كوحدة اقتصادية وجمركية.. مؤكدا ان الرياض عالجت هذا الامر بالتفاوض والتشاور ولم تنظر له نظرة انفعالية ، كما أكد أيضا أن السعودية مستمرة في تعاونها البناء مع جميع أعضاء مجلس التعاون الخليجي للحفاظ على كيان هذا المجلس وقال ان المشكلة ليست بين السعودية والدول الأعضاء في المجلس لكنها مشكلة تمس بقاء المجلس واستمراريته . وأوضح انه من الخطأ النظر الى الموضوع على انه خلاف شخصي بين دولة وأخرى أوانه تدخلا من قبل السعودية في سيادة الدول الأخرى. وتابع الامير سعود الفيصل ان الموقف السعودي ليس قائما على مصلحة أنانية لكنه ينبع من مصلحة عامة وأن بلاده لن تلجأ الى تصعيد الموقف وتضخيم المشكلة وستكون حريصة على وجود حل مرضي لكافة الأطراف. ورفض وزير الخارجية السعودي الربط بين مفاوضات السعودية مع الولاياتالمتحدة حول انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية وبين توقيع مملكة البحرين لاتفاقية التجارة الحرة مع واشنطن .. منوها إلى ان عقل وقلب المملكة العربية السعودية سيبقى مفتوحا لحل ينبع من مشاركة جماعية وقال ان الحل يحدده مستقبل مجلس التعاون ومستقبل الاتفاقيات الاقتصادية بين أعضائه . وفيما يتعلق بالوضع في منطقة الشرق الأوسط أعرب الأمير سعود الفيصل عن الأمل في السير قدما في خطط السلام في الشرق الاوسط التي اقرتها اللجنة الرباعية.. مشيرا انه اذا اريد السير بجدية في الإطار فان البداية مواصلة تلك الجهود الى نهايتها.