سلسلة غارات امريكية على محافظتين يمنيتين    نقابة الصحفيين اليمنيين تطلق تقرير حول وضع الحريات الصحفية وتكشف حجم انتهاكات السلطات خلال 10 سنوات    استمرار انهيار خدمة الكهرباء يعمّق معاناة المواطنين في ذروة الصيف في عدن    3 عمليات خلال ساعات.. لا مكان آمن للصهاينة    فعاليات للهيئة النسائية في حجة بذكرى الصرخة ووقفات تضامنية مع غزة    - اعلامية يمنية تكشف عن قصة رجل تزوج باختين خلال شهرين ولم يطلق احدهما    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    شاب يمني يدخل موسوعة غينيس للمرة الرابعة ويواصل تحطيم الأرقام القياسية في فن التوازن    بدعم كويتي وتنفيذ "التواصل للتنمية الإنسانية".. تدشين توزيع 100 حراثة يدوية لصغار المزارعين في سقطرى    قرار جمهوري بتعيين سالم بن بريك رئيساً لمجلس الوزراء خلفا لبن مبارك    غرفة تجارة أمانة العاصمة تُنشئ قطاعا للإعلان والتسويق    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    إنتر ميلان يعلن طبيعة إصابة مارتينيز قبل موقعة برشلونة    منتخب الحديدة (ب) يتوج بلقب بطولة الجمهورية للكرة الطائرة الشاطئية لمنتخبات المحافظات    أزمة اقتصادية بمناطق المرتزقة.. والمطاعم بحضرموت تبدأ البيع بالريال السعودي    عدوان أمريكي يستهدف محافظتي مأرب والحديدة    وزير الخارجية يلتقي رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر    تدشين التنسيق والقبول بكليات المجتمع والمعاهد الفنية والتقنية الحكومية والأهلية للعام الجامعي 1447ه    وفاة عضو مجلس الشورى عبد الله المجاهد    اجتماع برئاسة الرباعي يناقش الإجراءات التنفيذية لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية    الطيران الصهيوني يستبيح كامل سوريا    مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية    اليمن حاضرة في معرض مسقط للكتاب والبروفيسور الترب يؤكد: هيبة السلاح الأمريكي أصبحت من الماضي    قرار بحظر صادرات النفط الخام الأمريكي    أزمة جديدة تواجه ريال مدريد في ضم أرنولد وليفربول يضع شرطين لانتقاله مبكرا    الحقيقة لا غير    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    أسوأ الأطعمة لوجبة الفطور    سيراليون تسجل أكثر من ألف حالة إصابة بجدري القردة    - رئيسةأطباء بلاحدود الفرنسية تصل صنعاء وتلتقي بوزيري الخارجية والصحة واتفاق على ازالة العوائق لها!،    الفرعون الصهيوأمريكي والفيتو على القرآن    الجنوب يُنهش حتى العظم.. وعدن تلفظ أنفاسها الأخيرة    مليشيا الحوثي تتكبد خسائر فادحة في الجفرة جنوب مأرب    إعلان عدن التاريخي.. نقطة تحول في مسار الجنوب التحرري    استشهاد نجل مستشار قائد محور تعز العميد عبده فرحان سالم في مواجهات مع المليشيا    اسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 3 مايو/آيار2025    الأرصاد يتوقع استمرار هطول الامطار ويحذر من التواجد في بطون الأودية    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    عدوان مستمر على غزة والاحتلال بنشر عصابات لسرقة ما تبقى من طعام لتعميق المجاعة    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    خلال 90 دقيقة.. بين الأهلي وتحقيق "الحلم الآسيوي" عقبة كاواساكي الياباني    الهلال السعودي يقيل جيسوس ويكلف محمد الشلهوب مدرباً للفريق    اللجنة السعودية المنظمة لكأس آسيا 2027 تجتمع بحضور سلمان بن إبراهيم    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    صحيفة: أزمة الخدمات تعجّل نهاية التعايش بين حكومة بن مبارك والانتقالي    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سبأنت تنشر النص الكامل لها .. في محاضره له اتسمت بالشفافية أمام خطباء المساجد والمرشدات ..باجمال : القول بوجود فساد حكومي هروب من تحديد مواقعة ومشاكل الآراضي وراء 90% من جرائم الثأر في اليمن
نشر في سبأنت يوم 27 - 12 - 2004

وقال: ان مجرد القول ان هناك سلوكاً حكومياً فاسداًُ هو الهروب بعينه من تعيين نقاط الفساد في مواقعها الحقيقية سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص أو في القطاع القضائي أو أيضاً فيما تمثله بعض مراكز
القوى التي تحاول ان ترمي الآخرين بالتهم وهي الغارقة في الفساد.
جاء ذلك في المحاضرة التي القاها الاخ رئيس الوزراء يوم امس على المشاركين في الدورة التدريبية السابعة للخطباء والمرشدات المنعقدة حالياً بصنعاء ..
وفيما يلي نص المحاضرة:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. الاخوة الوعاظ
الاخوات الواعظات
يسرني ويسعدني ان أكون بينكم في هذه الدورة التدريبية لخطباء المساجد في محافظات الجمهورية ، هذه الدورة التي تعقد برعاية فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح والذي لم يتسن له ان يكون بينكم هذا الصباح لإنشغاله
بالسفر الى الخارج كما تعلمون.
فقد أنابني عنه لكي التقى بكم وسأحاول قدر الإمكان ان استوحي من فكره ، ومن روحه ، ومن خطابه السياسي والثقافي ما يمليه علينا واجبنا الوطني نحو هذه الكوكبة من العلماء الأفذاذ.
- انها مناسبة نستطيع أن نقول انها لا تتكرر كثيراً وربما انها وللمرة الأولى تنعقد على هذا النحو .. وانه من الخطأ الجسيم ان يكون ثمة
انفصال بين الخطباء وبين وزارة الاوقاف والارشاد .. فهذا الزمن يحتاج منا وعلى الدوام الى تواصل فكري وذهني ونفسي لكي نحاول ان نكون قريبين من بعضنا بعضاً.. حتى تؤدي رسالة الخطيب شفافيتها ونقائها وقدرتها على
التأثير في ذهن وضمير المتلقين.. هذه هي المسألة الرئيسية .. وربما الكثيرين منكم لا يدركون الكثير من تعقيدات الحياة اليومية لهذا البلد حتى من أبنائه أنفسهم ناهيك عن القادمين اليه من أقطار العالم كله..
وهنا يكون الخطاب منزوعاً منه واقعية الموقف وسلامة التفكير وحسن الخطاب..أي حسن اداء الخطاب اللغوي المنطقي الذي يتدفق من الخطيب الى المتلقى..
- وهذه مسألة ينبغي أن ندركها، لإن الخطابة لا تحمل لغة فقط وانما روحاً ومضامين وافكار ورؤى نحاول ان نشكل من خلالها حاضرنا ، ونحاول ان
نصنع من خلالها مستقبلنا..- والخطاب عندما يكون متجهاً نحو جمهور فإن هذا الجمهور ليس من نوعية واحدة ، هذا الجمهور أنواع كثيرة منه الامي، والمتعلم والمثقف ومنه الادنى في التعليم والادنى في الثقافة.. والجمهور منه الفقير والغني ومنه متوسط الحال.. والجمهور منه المرأة والفتاة وغيرهم من ذلك الطيف
الذي يضمه المجتمع.
- اذاً خطابنا لهذا الجمهور ينبغي ان يكون خطاباً متميزاً.. يراعي فيه الاجواء ، والاطياف المختلفة لهذا الجمهور الذي نخاطبه.. فلا
يعتقد أحداً منا اننا نخاطب اناساً متساوون في العلم والمعرفة واليقين والفهم.. وكذلك متساوون في مداخليهم الاقتصادية أو أيضاً في
مراتبهم الاجتماعية، فاذاً انتم جميعاً وانتن أيتها الاخوات ايضاً
تحملون كلكم رسالة لابد أن تؤدى على نحو صائب لكي تحقق أثرها الصائب في النفوس وفي العقول معاً.. - لاشك انكم تعيشون في هذا المجتمع، وتعيشون مشاكله.. ولكنكم تحتاجون
الى مزيد من المعرفة عن هذه المشاكل اليومية التي نعاني منها.
- وسأحاول أن أضع أمامكم همومنا التي نعيشها في ادارة الدولة وادارة المجتمع.. وادارة الناس .. انها أمور معقدة وشديدة التعقيد.. ف ي مجتمع يحاول ان يعيد بناء حضارته، ويعيدبناء نفسه بعد تحقيق وحدته المباركة..
في مجتمع يحاول ان يصوغ نفسه صياغة جديدة بعيداً عن المشكلات
الخاصة وبعيداً عن كل المشاكل التي نراها في مجتمعاتنا العربية والاسلامية.اذا تحدثنا عن الناس الذين نخاطبهم فأننا نتحدث أولاً عن
عددهم .. فهم يتزايدون في بلاد اليمن تزايداً مخيفاً.. فمعدل النمو السكاني يزيد عن 5ر 3 % حسب التقديرات.. ولكننا بالأمس انهينا تعداد
للسكان للعام 2004م ميدانياً.. ويحتاج الأمر أن نبدأ في تحليل جميع المعطيات التي توصلنا اليها.. وهذه المعطيات قد تكون مفاجئة لنا.. أو
قد تكون ايضاً صاعقة علينا في نفس الوقت ..
2035م
(( لن نستطيع مواجهة اوضاعنا الا بالصراحة الكاملة ومخاطبة الناس
خطاباً عقلانياً دينياً وموضوعياً))
- لماذا؟! .. لان الإنفجار السكاني يعني فيما يعني ان نلتهم بعضنا
بعضاً ، وأن لا نستطيع ان نعيش على نحو ايسر في حياة أكثر سهولة..
وانما ستتعقد امورنا أكثر فأكثر.. والخطاب الديني في كثير من البلدان
قد نجح في أن يجعل تنظيم الاسرة تنظيماً عقلانياً هو الاجدى من هذا
التكاثر الكبير .. وليس بذلك ضير ، وليس بذلك ما يمنع من ناحية الشرع
.. ان يرتب الناس احوالهم وحياتهم ونظام معيشتهم .. اذا كانت الدول
اليوم تتبارى في التنمية على اساس ان معدلات النمو الاقتصادي تفوق معدلات النمو السكاني.. فان ذلك النمو السكاني اذا وصل الى 5 ر 3 %
لاتستطيع أي دولة أن تحقق نمواً حقيقياً ذي منفعة ، حتى يكون هناك نمو مضاعف 6% أو 7% .
- هذه من العوامل النادرة في كثير من البلدان .. وان كان من الممكن تحقيقها ولكن بهمم رجال أقوياء في القرار وبهمة رجال اقوياء بالعلم والمعرفة والتعليم والثقافة .. ومن خلال استخدامات متطورة للتكنولوجيا
المعاصرة في جميع حياتنا .. لكننا نواجه في نفس الوقت ظروفاً قد لا
تواجهها الكثير من البلدان .. الزراعة تواجهها في اليمن شحة الموارد
المائية.. ومعظم السكان يعيشون معتمدين على الزراعة.. أذاً هذا العدد
المتكاثر في الزراعة ومعدلات النمو التي هي في الزراعة أكثر فأكثر..
تواجه شحاً في المياه الأساسية الجوفية، حيث تغور المياه يوماً بعد يوم في احواض صنعاء وتعز وصعدة، وربما حتى التي تظن انها مياه متيسرة في حضرموت قد بدأت تعاني مشاكل أخرى كثيرة من حيث التملح في المياه.
- اذاً هذا جانب مهم جداً ان ننظر ونلتفت اليه.. السكان والمكان.. المكان يضيق ولا بد ان نتسع ونتوسع والعواصم تكثر.. وهذه مسألة أخرى لانه كلما كثر السكان .. كلما كثرت الهجرة الى العواصم والى المدن..
فأصبحنا نعاني من مشكلة أخرى أكبر مما نتصور.. وهي ترييف المدن .. أصبحت المدن تتريف أكثر فأكثر بسبب هذا الازدحام الهائل فيها . - نحن اليوم امام ظواهر معقدة جداً في حياتنا السكانية.. وفي حياتنا
المكانية.. وبالتالي علينا ان نعي انه لا نستطيع على الاطلاق ان نواجه أوضاعنا الا بصراحة كاملة وان نخاطب الناس خطاباً عقلانياً دينياً وموضوعياً.. لا نرغمهم ولا نغضبهم .. ولكننا ننصحهم نصيحة طيبة خيرة..
نتسامح معهم .. نشعرهم بالود والحب والتسامج .. هذه هي الرسالة
الاساسية لدور المسجد ولخطباء المساجد .. ولاي خطيب كان.. سواء كان في المسجد أو غيره ، ان دوره هو تنمية الايمان وتقوية الوعي به وتثبيت
الخطاب التسامحي والالتقاء الاخوي الودي بين الناس.. هذه هي رسالتنا جميعاً نحو بعضنا بعضاً..
((يتحدثون عن الفساد وفي نفس الوقت يمنعون الحكومة من محاربته))
- فيما يتعلق بمشكلاتنا الاقتصادية .. فانه ايضاً خطاب معقد وربما يقول البعض انه خطاب تخصصي ولكنني أرى فيما أرى ان كثيراً من المتحدثين عن احوال الاقتصاد في البلاد يجهلون الكثير من الحقائق .. وربما تكون
الحكومة بجهازها الاعلامي لا تؤدي الرسالة المطلوبة لتوعية الناس.. وتعريفهم بالمشاكل التي نعاني منها.
تسمعون يومياً وفي خطابات كثيرة سواء كان حملها اناس طيبون أم اناس لهم أغراضهم السياسية يتحدثون عن الفساد.. وفي نفس الوقت وهم يتحدثون عن الفساد يمنعون الحكومة من أن تحارب الفساد وان تجتث جذوره.. اين
المنابع الأساسية للفساد غير تلك الاطماع التي تنفذ اليها بعض النفوس المريضة المحققة للأرباح الفاحشة التي تتمثل في شيئين رئيسيين .. فروقات سعرية كبيرة.. وفروقات ضريبية كبيرة .. ومن هنا يأتي الفساد
تهريب الديزل على سبيل المثال والبنزين والمشتقات النفطية والغاز وغيره لان الفروقات كبيرة.. لان اسعاره التي نبيع بها أقل من ثلث
اسعاره الحقيقية في السوق الدولية.. والمحيط الذي يحيط بنا - وهو غني - أيضاً يستفيد من هذه الحالة من حالات التهريب .. ناهيك عن المحيط الفقير ..
- وأصبحت المخاطر أشد من هذا كله.. ذهب الفساد أبعد من هذا .. إذ أصبح الصيادون في البحر بدلاً من أن ينتجوا من عرقهم واصطيادهم للاسماك.. اصبحوا مهربين للديزل والغاز.. أي ان الوظيفة الاقتصادية الحياتية
المعيشية لهؤلاء الناس الذين ينبغي أن يصطادوا في البحر أصبحوا يصطادون اقتصادنا الوطني ويهربونه الى خارج الحدود.. وظيفة القارب تحولت الى وظيفة اخرى تماماً.. هذا هو عنوان للفساد الكامل الذي علموه أولئك
المهربون .. هو كيف يستخدمون هذا الصياد ويعطلون وظيفته الاقتصادية
الانتاجية.. هذه جريمة ولا أفضع منها جريمة!!.
((بسبب الفساد ترك الصياد اليمني الصيد وأصبح مهرباً))
- وفي البحر الأحمر في حدودنا المشتركة بيننا وبين ارتيريا - كما
تعلمون - عدد الصيادين اليمنيين الى عدد الصيادين الاريتريين 16 - 1 ..
جيشاً كاملاً يتحول من الاصطياد الى تهريب .. الى إضرار.. يعني فساد
مزدوج من جانبين .. اصبح الأجانب يصطادون في مياهنا الاقليمية .. وجاء
الاشقاء يريدون الاصطياد في اليمن فقلنا لهم تفضلوا.. كانت المنافسة
شديدة واليوم لا توجد منافسة شديدة.. لان الصياد اليمني ترك الصيد
واصبح مهرباً وغيره يصطاد.
- هذه الكوارث التي نواجهها .. ينبغي ان تدركوا الى أي مدى هذا الفساد
يستشري في المجتمع بسبب الفروقات السعرية الكبيرة ..
- نأتي الى التهريب .. لدينا اكثر من 2000 كيلومتر من الحدود البرية
و2250 كيلو متر من الحدود البحرية. ولدينا 133 جزيرة تقع في البحر
الاحمر وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي .. لإن الجزء الجنوبي
من جزيرة سقطرة يقع في المحيط الهندي.
بلاد اليمن الواسعة والكبيرة - حماها الله - من كل شر .. تحتاج الى خفر
سواحل ورادارات ورقابة على السواحل تمتد على طول هذه الشواطىء وفي الجزر وتحتاج الى نواه أولية فقط لا تقل كلفتهاعن سبعمائة مليون
دولار.. لكي نحقق الحد الادنى من حماية الشواطىء.. ولكي نراقب كل مهرب داخل أو خارج .. هذه الكلفة الضخمة لو اننا ليس عندنا اسباباً للتهريب لما احتجنا لها على الاطلاق بل كنا سنوجه هذه الأموال كلها الى التنمية
الانسانية والبشرية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية .
تصوروا هذا الفساد الذي يتمثل في التهريب كم يضر بكم أنتم ..وكم يضر بغيركم ممن يريدون ماءاً وكهرباء ومدرسة وصحة وتربية وتعليم وغذاء ومسكن وهاتف وطرق.. تخيلوا حجم الضرر الناجم عن هذا العمل التخريبي
الذي يقومون به .. ثم يقولون فساداً..!!
((قوى الفساد تستغل فقر الناس وعوزهم))
- هذا تشجيع للفساد أكثر فأكثر.. ونقول نعم ان الدولة قادرة لكن هل تجند هذا الجيش كله.. وهذه الأموال كلها لمطاردة واحد مفسد؟!! ينبغي ان نزيل الأسباب التي جعلته فاسداً أي تجفيف المنابع وهذه هي القضية
الأساسية.. لأنه من السهل جداً على المعارضة أو على أي انسان أن يرمي بهذه الكلمة البسيطة- الحكومة فاسدة - طيب امسك حكومة فيها مليون
شخص موظف .. وهو غير قادر ان يقول ان خمسة أو عشرة اشخاص القى القبض عليهم .. افسدوا علينا الصياد والفلاح والمواطن وصاحب السيارة والعسكري وكل شىء جميل .. والحل هو أن تلقى بالمشكلة على الجميع من أجل ان تسيح المشكلة وتنداح وتنساح دون ان يمسك بموضوعها الإساسي اين هي ؟!.. وهم يعرفون معرفة جيدة ان قوى الفساد هي عصابات وليست أمراً سهلاً ..
ولكونها عصابات فهي شبكات مختلفة من المصالح .. سيستخدمون الجندي .. سيرشون الموظف.. سيستخدمون صاحب القارب والسيارة.. حتى سيستخدمون بعض المثقفين وبعض الناس الطيبين .. يستغلون فقر الناس وعوزهم .. وبالتالي فهم ليس وحدهم هم الذين يديرون عملية الفساد.. انها شبكة واسعة.
- قلنا لهم بكل وضوح نخفض الجمارك الى 5% من اجل القضاء على الفرق بين30% و5% وذلك حتى لا يتمكن من رشوة الآخرين ومن اجل منع التهريب ..
فيذهب الى الجمرك لان المسألة لم تعد مغرية للتهريب .. عندما أقول انا ساعمل تعرفة 5% لكل السلع واتساوى مع دول مجلس التعاون الخليجي واتيح فرصة أكثر فأكثر لإقامة تجارة حرة، وجمارك حرة بيني وبينهم وينتعش
الاقتصاد اليمني.. اتلاحم مع السعودية وعمان والخليج كله.. واكون نداً
لهم في التجارة لإن لدي قاعدة كبيرة من المستهلكين يفوق عددهم 21 مليون
نسمة..
((المفسدون يريدون الحياة كماهي والحياة لا تقبل هذا المنطق))
في محاضره له اتسمت بالشفافية امام
- اذاً هذه القاعدة ينبغي ان نستغلها أكثر فأكثر لأكون سوقاً مرتجى منه ان ينعش الاقتصاد وان يساهم فيه ليس في اليمن وانما في خارجه..
ولكن المفسدين يريدون الحياة كما هي .. كيف ذلك والحياة لا تقبل هذا المنطق .. الحياة لا تقبل ان تبقى الامور على ما هي عليه.. لو كانت
الحياة تقبل الامور كما هي - وهذه ليست ارادة الله - لما كان ثمة موت أو حياة أصلاً.. فقط بعض الشعوب نجحت في موضوع السكان انهم قالوا يكفي
أثنين .. لماذا؟! .. حتى يكون النمو صغيراً.. ولماذا اثنين ؟!.. من أجل ان يكون النمو طفل واحد يعوض الاب وواحد يعوض الام عند موتهما..
وبالتالي نفس العدد لن يتغير .. ولكن لا شك ان النوعية ستتغير .. وهي النوعية الجديدة من الاجيال المتراتبة .. الاجيال الناهضة الجديدة .. سوف يموت اب ربما يكون أمياً.. وأم ربما تكون أمية .. وسيأتي اثنين جدد
متعلمين وأكثر وعياً .. وهكذا تستقيم دورة الحياة كما أرادها الله سبحانه وتعالى.
- ولهذا أنا اقول انه في أوضاعنا وفي سلوكنا ما يعطينا الالهام لإن نتحرر من تلك العقد التي يحاول البعض ان يغرسها فينا ..
((لو دفعت الزكاة وصرفت على مصاريفها لانتجت لنا خيراً عظيماً))
- نأتي الى مسألة أخرى ونجد انفسنا امامها بقوة من ناحية الفريضة الاسلامية وهي قضية الزكاة.. الزكاة واحدة من الفرائض التي تؤدى على الضمائر.. وليس هناك نصوص تتعلق بالممتنعين عن الزكاة ان لهم عقاباً
معيناً.. مثلما يطبق على الممتنعين عن اداء بعض الواجبات .. أو الذين يقترفون بعض الآثام.. الزكاة هي لصيقة بالضمير من حيث احتسابها .. وبالضمير من حيث صرفها.. وهناك بطبيعة الحال معروف أوجب صرفها.. بعض
اوجه الصرف لم تعد قائمة حتى هذه اللحظة .. كالمؤلفة قلوبهم.. امة الاسلام أصبحت امة عظيمة ولم تعد كما كانت في بواكير الدعوة الاسلامية حيث كان هناك مبرر لإعطاء الفقراء من المؤلفة قلوبهم حتى يكونوا في
صفوف الاسلام ليستقوي عضده بهم .
وهي رسالة ينبغي ان يقوم بها الخطباء في كل كان ليس في المسجد فقط ولكن في كل مكان.. والان نحن نبحث عن صيغ قانونية وتشريعية جديدة نطور بها مواضيع الزكاة.. لكن الخطاب الديني ينبغي ان يتجه نحو الضمائر
لاننا نستطيع ان نقول انه لو دفعت الزكاة وصرفت على مصاريفها لانتجت لنا خيراً عظيماً.. ولأزالت الكثير من البغضاء والوسواس والكثير من الاثام والمشاكل النفسية عند الناس.. لتجعل من الناس اسوياء في علاقاتهم وطيبين في صلاتهم .. وكذلك ايضاً قليلين في حسدهم ونكافهم .. هذه مسألة أساسية لإن السلام الاجتماعي يستقيم على العدل والسماحة
واللغة الصادقة النقية .. ويستقيم على العطاء والود والمحبة، وعلى ان ننظر لاحوال الناس الضعيفة فنساعدهم على ان يتجاوزوها.. أي ان الزكاة هي عنصراً رئيسياً لمكافحة الفقر وهي تحمل شيئين رئيسيين.. تحمل مادة وعطاءاً وتحمل واجباً وفريضة اسلامية دينية.
((الارض ومشاكلها تقف وراء 90% من مشكلات الثأر))
- من المسائل التي ينبغي ان يركز عليها ا الخطاب الديني ايضاً قضاياالثأر.. وقضايا الثأر في اليمن لو نظرنا اليها فأننا سنجدها تتعلق بدرجة أساسية بقضايا الأرض.. قبل ان نتجه نحو الثأر.. بنفس الطريقة
التي نتجه فيها نحو اجتثاث الفساد عن طريق تجفيف المنابع.. فعلينا أن نجفف منابع الثأر.. لانه فساد أكبر .. بل أكبر من أي فساد آخر وهو ازهاق الأرواح.. وأي فساد اعظم من ازهاق الارواح وسلب حياة الناس وتشريد اهلهم واطفالهم وتيتيمهم وترميل نسائهم.. ماهو اعظم فساداً من هذا الفساد المتمكن في النفوس الضعيفة.
- الأرض ومشاكل الارض هي السبب الرئيسي وتقف وراء 90% ان لم يكن أكثر من مشكلات الثأر .. وهنا تكمن المهمة الرئيسية نحن نرى فساداً طاغياً في قضية الارض واستلابها من الناس.. والواقع يؤكد ان هناك فساد في
النفوس فيما يتعلق بمسألة الارض مقارنة مع حالات فساد أخرى .. واشك ان هناك ايمان حقيقي لدى من يستولي على ارض الناس.. بل هناك فساد حقيقي وينبغي ان تتجهوا نحو هذه المسألة .. لقد فاض الكيل .. اصبح المستثمر
يأتي فلا يجد الارض التي اشتراها قبل سنة أو ستة أشهر .. يتم البسط عليها بالقوة - بل ويزورون الوثائق.. كيف يدعى هذا المستثمر الى اليمن والحال كذلك ، سيهرب الى ذلك المكان الذي يأمن فيه على أرضه وماله ..
أحدهم اخبرني انه اخذ أرضاً وسجلها فإذا في المحكمة عشرين واحد لديه
وثائق ملكية هذه الأرض نفسها.
(على الخطيب الا يجامل القاضي الذي ثبت فساده))
- نأتي الى المحكمة والقضاء .. وهو خطاب ضروري ان يكون واضحاً .. لا تجاملوا بعضكم بعضاً.. انتم معممون وهم معممون لكن نريد معمماً يقول الصدق.. ويقول ان القضاء ايضاً واحداً من بؤر الفساد.. أرض الوقف
تُنهب.. ارضكم انتم الذين ترعون الوقف والارشاد تذهب أراضيهم .. بدون حياء أو خجل أو خوف من الله .. ويساعدهم في ذلك حاكم فاسد.. ووصل الامر الى أن هذا الحاكم يحكم قبل اسبوع بالجنيه
الاسترليني - ابو ولد - تخيلوا لا يعترف بالجمهورية ولا بالريال اليمني.. بل بالجنيه - أبو ولد - يعني جنيه جورج الرابع.. هكذا
وصلت الضمائر الى هذا الحد الغريب .. والاخطر من ذلك اننا نشعر بأن البنوك التجارية الان لم تعد تثق بأي وثيقة من الوثائق عند تقديم طلب قرض منها .. لماذا ؟!! لان هذه الوثيقة تفاجىء بها يحملها أكثر من
شخص.. وليس هذا فقط نفس الحاكم يفتي بالفائدة ونفس
الحاكم يقول (لا) الفائدة حرام .. على حسب الاحوال ! زوار الليل موجودين وجاهزين يرشون لكي تضيع الحقوق .. والمؤكد ان الراشي والمرتشي كلهم فسدة .. وينبغي ان نخاطبهم بالخطاب الديني وان نصدح بالحق وبقوة
.. في مواجهة هذا الفساد الموجود في الارض.. والتهريب والقضاء.. هكذا ينبغي ان نحارب الفساد.. هنا في الجامعة تكتشف وقبل عام ان هناك شقق جاهزة لاصدار شهادات جامعية على كيفك - كماتريد .. كيمياء أو فيزياء ..
أو ماذا تريد ؟!! تريد رسالة ما جستير في الشعر .. تريد ناقد ادبي .. في الزراعة والفنون - في الاداب .. شقة فيها ختم الجامعة والكلية وتوقيع رئيس الجامعة الحالي.. والذي قبله .. وتوقيع القادم ان شئت ..
وتوقيع وزير التعليم العالي.. واختام لقنصليات اليمنية للمصادقة على الشهادات..أي شهادة كاملة جاهزة ان اردتها من أي جامعة اتفضل.. فهم جاهزين بكافة المستلزمات الفنية والتقنية ، للتزوير وبدقة بالغة ..
فساد لابد ان نضرب بيد من حديد على هذا الوضع .. على هذا الوباء الخطر.. أي ان الواقع الموجود الآن ينبغي ان نحاربه..هو ليس نبتة شيطانه اتت الآن.. بل هي تراكمت بسب ان خطابنا السياسي اصبح خطاباً كما
قال الشاعر :
ما أرانا نقول إلا معاداً أو معاراً من قولنا مكرورا
ملوا الناس هذا الخطاب.
((لماذا اصبح الخطاب الديني منفراً))
والخطاب الديني هو الاخر اصبح فيه شىء من الانزعاج .. ما اقول خطاب ارهابي .. هذا في مكان اخر .. لا اقول هذا الكلام وقد سموه في
مكانه .. ولكن اقول خطاباً ليس جذاباً .. خطاباً منفراً ، انظروا في وجوه الناس الموجودين امامكم ستجدونهم يتضايقون من بعض الخطباء .. انا
لا اتحدث عن الكل .. يتضايقون من بعض الخطاب - لانه ايضاً في الخطاب
مودة ورحمة واحساس بالمسئولية تجاه الخطابه.. والحاصل اليوم ان هناك
اسفاف ورمي للتهم ضد الآخرين جزافاً .. دونما مراعاة للحقائق أو مشاعر واحاسيس الناس.
حتى علاقاتنا مع المنظمات الدولية والاقليمية لمانحة اخذت نصيبها من
الشتم والقدح بل ووصفونا بالعملاء .. طيب نحن في اليمن حققنا - مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والصندوق العربي للانماء الاجتماعي والاقتصادي وصندوق ابوظبي علاقات طيبة .. وهؤلاء كلهم - مدنيين - لا
أحد يعطي احداً اموال بلاش - كل واحد له شروطه يريد ان يعرف اين ستصرف هذه الأموال ويريد ان يتأكد انك ستعيد هذا المال دون شروط .
البعض يريد ان تكون البلاد في حاجة وفي ضائقة وان تحارب من العالم كله ثم نقول بالتالي - هل هذا أمر مرغوب - لن نسكت على هذا ونحن على قيد الحياة لاننا جميعاً نريد نصيبنا من الدنيا .. نصيبنا من الحياة .. من
الاقتصاد .. من الامن .. من الثقافة - كل اليمنيين مثل الناس الاخرين يريدون نصيباً من الدنيا والا كلنا نبقى بلا حياة ..
((المرأة وروح الخطابة))
- اقول للاخوات المشاركات في هذه الدورة مرة أخرى ان روح الخطابة بين المرأة والمرأة يختلف عن روح الخطابة بين الرجل والرجل أو الرجل والمرأة .. وليس هناك من حاجة في كل الاحوال ان يأتي رجل يخاطب النساء
ونأتي بحاجز بينهم وستارة ليخطب فيهن ، وهنا لابد من التأكيد على تأثير الخطابة المباشرة من الوجه للوجه ولهذا فان تأثيركن مهم جداً على قطاع واسع من النساء ولاسيما ان هذا القطاع لا يحمل غير حوالي سبعة
وثلاثين في المائة من المتعلمات .. وبالتالي علينا ان نبحث عن و سائل كثيرة جداً لمحو الامية ولكي نضمن توفر التعليم للفتيات .. لقد شاهدت في منطقة الهجرين في محافظة حضرموت الاسبوع الماضي دور رجال الخير
الذين منحوا مدارس للفتيات وبنفس الوقت مدارس للفتيان .. حيث لم يكن في البداية توجد فتاة واحدة على طاولة المدرسة .. على طاولة الدرس ،
على كرسي المدرسة .. واليوم وجدت فيها حوالي مائة واربعين طالبة واثنتا عشرة معلمة من حملة البكالوريوس . وجدت اقبال غير عادي في
هذه المدرسة يثلج الصدر.. ويؤكد ان بلادنا تتقدم .
وفيما يخص المشكلة السكانية والمشكلة الاقتصادية وغيرها ، وفي التعليم
فان الطالب الذي يذهب الى ا لمنزل ويجد والدته موجودة تطالع معه دروسه غير الطالب الذي لايجد امامه في البيت من يعينه .. هناك فرق كبير بين الاثنين .. وبالتالي فان وظيفة كبيرة تؤديها المرأة في المنزل لا يستطيع غيرها القيام بها .
- العادات الطيبة ينبغي ان تنمو.. والعادات السيئة ينبغي ان تحارب .. والمباهات ينبغي ان تحارب والتواضع ينبغي ان يكون موجوداً .. والغلو ينبغي ان يحارب أيضاً.. والتسامح ينبغي ان يكون موجوداً.. والبغضاء
ينبغي ان تحارب .. والعفو ينبغي ان يكون موجوداً .. هذه هي سمات الحياة
الصالحة الطيبة القائمة على الاحترام الذي يسود بين ا لزوج والزوجة .. وبين المرأة والمرأة .. وبين الاولاد وأهلهم .. هذه هي رسالة الانسانية التي اتوجه بها اليكن وانا سعيد ان اشاهدكن اليوم موجودات بين اخوانكن الخطباء والوعاظ تقومون معاً بهذه المهمة الدينية الانسانية النبيلة.وفقكم الله جميعاً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.