تحتفل دولة الكويت الشقيقة اليوم الجمعة بالذكرى الرابعة والاربعين للعيد الوطنى في ظل انجازات تحققت على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية كان هدفها في المقام الاول تحقيق الرفاهية للمواطن الكويتي . وكانت الكويت ومازالت محط أنظار وإعجاب دول العالم الحديث لما تتميزبه من موقع استراتيجي مهم ، وثروة نفطية تقدر بحوالي مائة مليار برميل ،واتسم أهلها بالمعرفة العميقة بشؤون البحر وحنكة في التجارة وضعتهم موضعامرموقا بين الأمم والشعوب .. كما تميزت بعلاقات خارجية منفتحة ، ونهج ديمقراطي أصيل ، وانفتاح على الثقافات والحضارات الأخرى دون تفريط فى تراثها العميق. ففي مجال السياسة الخارجية رسمت الكويت سياستها الخارجية على أساس أربع دوائر هى الخليجية والعربية والإسلامية والدولية 00 وتعتبر علاقاتهامع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تكاملية سياسيا واقتصاديا وثقافيا وعسكريا وتحكمها نصوص النظام الأساسي لمجلس التعاون الذي تأسس عام 1981م. وعلى المستوى العربي تعتبر الكويت عضوا بارزا وفاعلا فى جامعة الدول العربية وتتحمل نصيبها فى قضايا العرب القومية . وتربط الجمهورية اليمنية بالشقيقة الكويت علاقات تأريخية عميقة ومتينة ترتكز على مشاعر الحب والاحترام وحققت هذه العلاقات فى الآونة الاخيرة خطوات متقدمة في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وسموالشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح امير دولةالكويت . وقد انضمت الكويت الى جامعة الدول العربية فى يوليو عام 1961م وادراكا لأهمية تنمية البلدان العربية الأخرى أنشأت الكويت فى عام 1961م الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية برأسمال 50 مليون دينار كويتي ، زيدت فيما بعد مرات عدة حتى بلغ رأس المال 2000 مليون دينار . وقدم الصندوق الذى يعد أحد أدوات السياسة الخارجية الكويتية منذ بدأ نشاطه فى بداية عام 1962م وحتى منتصف العام 1999م قروضا فاقت 5ر 18 بليون دولار أمريكي شملت الى جانب الدول العربية حوالي 70 دولة نامية أخرى, هذا بخلاف المساعدات والقروض المباشرة التى قدمتها الدولة للعديد من الدول العربية . وزادت مخصصات المساعدات الكويتية لتنمية الدول العربية والدول الأخرىعن 5 في المائة من مجمل دخلها القومي متخطية ما تقدمه دول العالم المتقدم بمرات عدة .. وكل ذلك يؤكد إيمان الكويت وحرصها على مساعدة الدول على تخطي النمو كضرورة لتحقيق السلام فى المنطقة . وتعتبر الكويت من الاعضاء البارزين في منظمة المؤتمرالإسلامي حيث شاركت فى جميع أنشطة المنظمة بدءا من أول مؤتمر قمة إسلامي فى عام 1969م .. كما انضمت الى عضوية كل المؤسسات والصناديق والمراكز واللجان والاتحادات الإسلامية التى أنشئت ومنها البنك الإسلامي للتنمية 1975م ، ومنظمة إذاعات الدول الإسلامية 1975م والغرف الإسلامية للتجارة والصناعة 1979م وكالة الأنباء الإسلامية 1973م والمنظمةالإسلامية للتربية والعلوم والثقافة عام 1982م . وتتبع الكويت فى سياستها مع دول العالم الأخرى مبادئ التعايش السلمي وعدم التدخل فى الشئون الداخلية واحترام حق الشعوب فى اختيار نظمها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ونبذ اللجوء الى القوة فى حل الخلافات والاحتكام الى مبادئ وقواعد القانون الدولي ودعم دور الأممالمتحدة كمنظمة منوط بها حفظ الأمن والسلم الدوليين, وقد انضمت الكويت الى عضوية الأممالمتحدة فى 15 مايو 1963م وأصبحت العضو رقم 111 فى الأسرة الدولية والتزمت الكويت بشكل دائم بقرارات الأممالمتحدة وتسدد فى وقت مبكر من كل عام نصيبها من ميزانيتها مما جعل المنظمة الدولية تضع الكويت وقليل من الدول الأخرى فى قائمة الشرف الخاصة . وقديماً عُرِفت الكويت ملتقى للعديد من الحضارات التي وصلتها مع قوافل التجارة واستمرت تصارع شظف العيش حتى توازنت المعادلة الصعبة وحباها الله بالثروة النفطية التي جاءت تعويضاً عن أيام الكد والكفاح، فشمخت الكويت المعاصرة بمجتمعها الصغير وببنيانها الذي يحاكي طموح أبنائها. ويعتمد الاقتصاد الكويتي بنسبة تصل الى 90 في المائة على عائدات النفط فى حين تغطي النسبة المتبقية عائدات الاستثمارات الخارجية ، اضافة الى الأنشطةالاقتصادية الأخرى 0 وحسب القانون الكويتي رقم 63 لسنة 1999م الخاص بفتح اعتماد اضافي بميزانية الوزارات والإدارات الحكومية ، بلغت ميزانية السنة المالية عام 99م/2000م ما مجموعة 295ر2 مليار دينار كويتي اى حوالي/ 17ر14 مليار دولار/. وقد تأسست شركة نفط الكويت كمشروع مشترك بين شركة البترول البريطانية وشركة جلف للزيت في عام 1934م ، ووقعت مع حاكم الكويت حينذاك الشيخ أحمد الجابرالصباح على امتياز التنقيب عن النفط في البلاد . وخلال عامي 1935م – 1936م بدأت الحفر في بئر بحرة شمالي خليج الكويت ولما لم يظهر النفط بكميات تجارية،نقلت عملها الى منطقة برقان . وفي فبراير عام 1938م تم اكتشاف النفط ، ليتم بعد ذلك حفر ثماني آبار حتى 1941م أكدت جميعها تواجد النفط بكميات تجارية . وابتداء من العام 1946م بدأ الانتاج حيث قام الشيخ احمد الجابرالصباح بتدشين أول شحنة نفط خام كويتية للناقلة الانجليزية فوسيلير وذلك بتاريخ 30 يونيو 1946م . ويبلغ انتاج الكويت اليومي من النفط 037ر2 مليون برميل يوميا حسب الحصة المتفق عليها فى اجتماعات وزراء نفط منظمة الأوبيك وذلك ابتداء من الاول من يوليو 2000م فى حين تقدر الطاقة الانتاجية بحوالي 4ر2 مليون برميل فى اليوم اما فيما يخص الاحتياطي النفطي للكويت فيقدر بنحو 100 مليار برميل من جملةالاحتياطي العالمي البالغ 1051ر7 مليار برميل فى نهاية 1998م وبنسبة تقترب من 10 في المائة . وقد أنشأت الكويت حسابا خاصا يعرف باسم " احتياطي الأجيال القادمة تحول اليه 10 في المائة من عائدات النفط كل عام ويقدر احتياطي الأجيال القادمة حاليا بحوالي 45 – 50 مليار دولار . ويعد سوق الكويت للأوراق المالية من الأسواق الكبرى نظرا لأن القيمة السوقية للسوق تقدر ب 30 مليار دولار . وشهدت السوق نشاطا بلغ أرقاما قياسية فىبعض الأحيان ، الا أنه يعاني حاليا من تراجع فى المؤشر وحجم وقيمة التداول انتظارا لصدور قوانين تتعلق بالاستثمار الأجنبي وقوانين أخرى سوف ينتج عن اقرارها ضخ سيولة جديدة فى السوق.. ويعتبر /الدينار/ هو العملة الرئيسية للكويت وتعتبر عملة حرة ولا تتدخل الحكومة فى تحديد سعرها ، ورغم ذلك تتسم بالقوة والاستقرار أمام العملات العالمية . نهجت دولة الكويت منذ استقلالها ولا تزال خططا تنموية طموحة من أجل استكمال مسيرة بناء الدولة الحديثة على كافة الاصعده . في مجال التعليم : تطورت الخدمات التعليمية فى الكويت تطورا كبيرا فازداد عدد المدارس حتى بلغ فى عام 2001 م 997 مدرسة يدرس بها نحو 447 الف طالب وطالبة يقوم على تعليمهم نحو 38502 معلما ومعلمة . وبالنسبة للتعليم العالي فقد مثل العام 1966م بداية نهضة التعليم في الكويت حيث انشاءت جامعة الكويت التي تضم حاليا 13 كلية وتمد الجامعة سوق العمل سنويا بمئات التخصصات العلمية والادبية حيث بلغ عدد الخريجين فى العام الدراسي98/ 99م حوالي 2981 منهم 862 طالبا و2119 طالبة .. اما خريجو الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والتى يعود تاريخ انشائها الى عام 1982م فيبلغ عددهم خلال العام الدراسي 98 /99م ما يعادل 3053 منهم 1142طالبا و1911 طالبة . في مجال الخدمات الصحية : بلغ عدد المستشفيات الحكومية فى الكويت 15مستشفى و 75 مستوصفا ومجمعا صحيا وبلغ عدد الاطباء 3721 طبيبا . في المجال الصناعي : اهتمت دولة الكويت بالنشاط الصناعى حيث بلغ عدد المصانع اكثر من 4 الاف مصنع يعمل بها اكثر من 131 الف موظف وعامل وتتركزالصناعة فى منتجات البترول الخام والغاز الطبيعى والصناعات التحويلية . الكويت من منظور تاريخي: تقع دولة الكويت على الطرف الشمالي الغربي للخليج العربي الذي يحدها من الشرق وتحدها من الجنوب الغربي المملكة العربية السعودية ومن الشمال والغرب العراق وهي بحكم موقعها تعتبر منفذا لشمال شرق الجزيرة العربية, وتبلغ المسافة بين أقصى موقع على الحدود الشمالية ونظيره على الحدود الجنوبية حوالي 200 كيلومتر او بين الحدود الشرقية والغربية على امتداد خط عرض 29 درجة حوالي 170 كيلومتراويبلغ طول الحدود حوالي 685 كيلومترا منها حوالي 195 كيلومترا حدود بحريه على الخليج شرقا و 490 كيلومترا حدود مشتركة تجمع السعودية في الجنوب والغرب على امتداد حوالي 250 كيلومترا والعراق من الشمال والغرب على امتداد 240 كيلومترا , وتتربع الكويت على مساحة تبلغ 818ر17كيلومتر مربع, يقطنها419 ر2 مليون نسمة بحسب احصائية عام 2002م وتعتبر الكويت هي العاصمة0 وكانت الكويت استكملت استقلالها في التاسع عشر من يونيو عام 1961واصبح ذلك اليوم عيدا وطنيا الا انه تغير في عام 1964 لكونه يأتى في فصل الصيف شديد الحرارة حيث تقرر دمج ذلك التاريخ مع يوم 25 فبراير وهو يوم جلوس الشيخ عبدالله السالم الصباح /الحاكم الحادى عشر للكويت/ الذى امتد حكمه من عام 1950 إلى عام 1965 ومنذ ذلك التاريخ أصبحت الكويت تحتفل بيوم الخامس والعشرين من شهر فبراير كل عام كمناسبة وطنية تضمنت مناسبات عده ابرزها العيد الوطنى0 واختار الكويتيون منذ اعلان الاستقلال الديمقراطية والشورى أساسا للحكم وبعد أشهر قلائل على اعلان هذا الاستقلال صدر القانون رقم 1 لسنة 1962م بإنشاء المجلس التأسيسي لاعداد دستور يبين نظام الحكم على أساس المبادئ الديمقراطية. وأجريت الانتخابات يوم 6 يناير 1962م حيث فاز بعضوية المجلس التأسيسي عشرين عضوا قاموا ومعهم أحد عشر وزيرا يشكلون السلطة التنفيذية بوضع دستور دولة الكويت . وصدر أول دستور مكتوب فى المنطقة تمت المصادقة عليه فى 11 نوفمبر1962م. ويشتمل الدستور على خمسة أبواب بها 183 مادة تتناول الدولة ونظام الحكم ، والمقومات الأساسية للمجتمع الكويتي ، والحقوق والواجبات العامة،والسلطات والأحكام العامة والمؤقتة . ويقوم دستور الكويت على المبادئ الديمقراطية حيث يجمع بين حسنات النظام الرئاسي وشعبية النهج البرلماني السائد في الدول الديمقراطية المتحضرة، ومن أهم مميزات هذه المبادئ : سيادة الأمة - الحرية للمواطنين - المساواة أمام القانون . وشهدت الكويت ولاتزال في عهد الامير جابرالأحمد الجابر الصباح المزيد من التقدم والازدهار، والكثير من الإنجازات التي لا يمكن الإحاطة بها، فقد دخلت تقنيات العصر وعلومه الكويت لتجعل منها دولة عصرية، وقد كرّس الشيخ جابر حياته للدفاع عن الكويت، ولكي تبقى رايات السلام تخفق في سمائها، ولعل جهوده الكبيرة ونضاله الدءوب في المحافل الدولية وعلى الصعيد العالمي كان له الدور الأكبر في تحرير الكويت بعد الغزو العراقي لها . فبعدما ألمّت الأزمة الكبرى بالكويت في أغسطس 1990م حين اجتاحت قوات النظام العراقي السابق أرضها هبّ الكويتيون جميعهم للدفاع عن أوطانهم مقدمين للعالم أروع آيات التضحية والنضال، وقد برز دور أمير البلاد في تلك الفترة من خلال التفاف الكويتيين حوله وتكاتفهم حتى استطاعوا تحرير الكويت في 26 فبراير 1991م لتبدأ الكويت عملية إزالة آثار العدوان من جهة ومن جهة أخرى لتقوم بالبناء من جديد لتعود ليست مجرد بقعة صغيرة جغرافياً في أطراف عالمنا العربي، وإنما لتكون بمنزلة القلب في هذا العالم العربي .