وفي مستهل الاجتماع ألقى الأخ عبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى كلمة أكد فيها أن مناقشة المجلس لموضوع المياه تأتي استمراراً لجولات من النقاش المثمر التي سبق وأن أجريت حول هذا الموضوع ،وتم من خلالها الخروج بنتائج وتوصيات جيدة تم رفعها إلى فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية ، الذي أجريت تلك المناقشات بوحي من توجيهاته الكريمة، حيث أبدى فخامته إهتماماً كبيراً بتلك التوصيات ووجه الحكومة بتنفيذها . وأشار الأخ رئيس مجلس الشورى إلى النتائج الطيبة التي أثمرتها تلك التوجيهات وتحققت على أرض الواقع وعلى مستويات عدة تمثلت في زيارة المشاريع الموجهة للعناية بموارد المياه وتعزيز كفاءة الحصاد المائي من خلال إقامة ما يزيد عن (900) منشأة مائية فضلاً عن الإنجازات التي تحققت على صعيد تطوير وتعزيز البنية المؤسسية لإدارة الموارد المائية من خلال إنشاء وزارة خاصة بالمياه والبيئة. وأكد الأخ عبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى على أن فتح باب النقاش مجدداً حول موضوع المياه يأتي من منطلق الشعور بالمسئولية والحاجة لإتخاذ المزيد من الخطوات التي من شانها ان تحقق الموائمة بين المتاح من موارد المياه وحاجة الناس الذين يتزايد عددهم بمعدلات مرتفعة . مشيراً إلى أن الإهتمام بالمياه يأتي من كونها العنصر الأساسي للحياة ، وبعد أن التوسع الذي تشهده باستمرار الأنشطة الزراعية والصناعية والخدمية، والتي تتطلب بدورها المزيد من الموارد المائية. وقال الأخ رئيس مجلس الشورى إن التقرير الذي نحن بصدد مناقشته يحتاج إلى إثرائه بالآراء والمقترحات الصائبة للإسهام برؤية إيجابية تجاه الوضع المائي القائم. داعياً في هذا الخصوص إلى أهمية إجراء الدراسات الجيولوجية والهيدروجيولوجية وإلى إنجاز خارطة شاملة لمصادر المياه الجوفية ليتم تقييم الموارد المائية المتاحة وتعزيز المناخ المؤسسي والتشريعي للهيئة العامة لمياه الريف لتتمكن من مواصلة مهامها على الوجه الأكمل . وشدد الأخ رئيس مجلس الشورى على أهمية التعاطي مع موضوع المياه بجدية وشفافية.. معتبراً أن الجدية التي تميز بها تعاملنا مع هذا الموضوع قد ساهمت في تحقيق الكثير من النتائج الإيجابية التي ساهمت في التخفيف من مشكلة المياه . وقال " ان ما تحقق يجب ان يكون دافعاً قوياً للمضي قدماً من اجل وضع اليد على جوانب المشكلة مستلهمين من قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية ذلك القدر من الحماس الذي كان له عظيم الأثر في إقامة منظومة الحصاد المائي الكبيرة التي تتوزع على مختلف أنحاء الجمهورية. وعبر الأخ عبد العزيز عبد الغني في ختام كلمته عن الشكر والتقدير لرئيس وأعضاء لجنة الزراعة والأسماك والموارد المائية بالمجلس والجهات التي تعاونت مع اللجنة على الجهود التي بذلت في إعداد التقرير . بعد ذلك أستعرض الأخوان عبد اللطيف ضيف الله رئيس لجنة الزراعة والأسماك والموارد المائية والدكتور حسين علي حسن مقرر اللجنة التقرير الذي أحتوى على ستة فصول . وتناول التقرير الجهود المتواصلة التي أضطلعت بها الهيئة العامة لمشاريع مياه الريف منذ نشأتها والتطورات التي سار عليها قطاع مياه الريف خلال الفترة الماضية وجهود الحكومات المتعاقبة في توفير خدمات المياه والصرف الصحي في المناطق الريفية . كما تناول الوضع المؤسسي للهيئة العامة لمشاريع مياه الريف والذي شهد تطوراً فنياً ومالياً وإدارياً من خلال تطوير وتحديث لوائح الهيئة التشريعية والقانونية والتنظيمية والهيكلية وما رافق ذلك من تحسين أداء كوادرها من خلال الإعداد والتدريب على مستوى مركز الهيئة وفروعها في المحافظات . واستعرض التقرير جملة من الأنشطة والإنجازات الإغاثية للهيئة والتي كان من أبرزها تنفيذ (2924) مشروعاً في تسعة عشر محافظة تم تنفيذها في الفترة ا بين عام 1992 2004م. كما استعرض التقرير الصعوبات والمعوقات التي تواجهها الهيئة في تنفيذ أنشطتها ، وكذا الطموحات المستقبلية لقطاع مشاريع مياه الريف مرتكزاً على الخطة الألفية التي تمتد حتى عام 2015م والهادفة إلى ضمان البيئة المستدامة كأساس لخدمات مياه الشرب والصرف الصحي للمناطق الريفية . واشتمل التقرير مقترحات بالحلول والمعالجات الهادفة إلى الإرتفاء بأداء الهيئة العامة لمشاريع مياه الريف حتى تصل خدماتها إلى المناطق الريفية وتحقيقاً للأهداف التي أنشاءت من أجلها ، كما تطرق التقرير إلى المعالجات والمقترحات الرامية إلى الحفاظ على الموارد المائية وتنميتها بالإضافة إلى أهمية ترشيد الإستهلاك المنزلي للمياه وإتباع أساليب ووسائل الري الحديثة حفاظاً على هذه الثروة الهامة للحياة .