"اهداء إلي ثوار الربيع العربي" عار علينا أن نقول بأنهم متآمرون عار علينا أن نقول بأن ضوء الصبح قد أعمي العيون عار علينا أن نقول بأن وجه الأرض أنقي خلف قضبان السجون عار علينا أن نقول بأن تاريخ الشعوب عويل جلاد.. وشعب عاجز وعصابة سرقت.. وناس ينهبون عار علينا أن نقول بأن غاية حلمنا قهر يعربد في القلوب.. وذل عيش في البطون عار علينا أن نقول.. بأن أطهر ما لدينا خائنون عار علينا أن نقول بأن ثورتهم جنون في جنون في عتمة الليل الطويل تقدموا وتطهروا من رجس أيام عجاف.. ضل فيها العابدون لم يعرفوا رقص الحبال علي حمي الأوطان.. لم يتلونوا كانوا ورب الناس آخر ما تبقي.. للكرامة من حصون لم يركعوا لمواكب الطغيان.. لم يستسلموا كانوا رجالا عندما انتفضت حشود الفجر.. قاموا يهدرون في صرخة الأمل الوليد علي ضفاف النيل.. هبوا كالأسود يزمجرون لم يركعوا يوما لغير الله.. والجلاد بين حشوده وكتائب الدجل الرخيص علي الشعوب يزايدون والكل في سوق الغنائم والنفاق يبايعون عار علينا أن نقول بأنهم متآمرون هم أطهر الأشياء فينا.. هم سنابل عمرنا نبتت علي أطلال عمر.. ضاع في ليل المآسي والشجون من صلبنا جاءوا وكانوا صرخة الجوع المكابر.. في عذابات البطون شربوا عكار النيل ذاقوا بؤسه وترنحوا زمنا علي شطآنه الثكلي.. ورغم اليأس عاشوا يحلمون هم صفعة الجلاد في زمن المهانة.. هم دعاء الأم من قلب حنون نبتوا وراء معاقل الشيطان.. ذاقوا الموت أطفالا.. وهاموا في شقوق الأرض تاهوا في سراديب الظنون عاشوا مع الموتي.. وسكان المقابر.. شاهدوا الآباء.. في الصلوات ليلا يشنقون هم صرخة الأرحام في زمن التلوث والتخنث والمجون عار علينا أن نقول بأنهم شربوا الخيانة من زمان باعهم سوق الخيانة لم يكن سرا.. وهذي الأرض تعرف من يبيع.. ومن يخون قصص الخيانة تملأ الصفحات عارا واسألوا التاريخ عن وطن يباع وأمة سقطت وحكام بسيف القهر فينا يرتعون كم عشت أصرخ بين أشباح الظلام.. متي يفيق النائمون أرض يضاجعها الفساد.. وساد فيها المفسدون وجه النهار يصير ليلا حين تختنق العيون وجه الضمير يصير أشلاء مبعثرة ويخبو لا يراه المبصرون حتي الدماء تهون.. في سوق النخاسة أجمل الأشياء في الدنيا يهون عار علي وطن البطولة أن يبيع شبابه أن يترك الأوغاد في عرض الشعوب يتاجرون في عتمة الليل الطويل أطل فجر واثق هدم القلاع.. وحطم الأصنام.. واقتحم الحصون ثوارنا يتقدمون من كل فج يخرجون في كل شبر ينبتون من طين هذي الأرض.. من أكفانها من وحشة الفقراء.. من سخط الحياري من أنين الجوع قاموا يصرخون شعب بطول الكون يخرج للشوارع كل موتانا أفاقوا والعظام السود صارت ظل أشجار ولاحت في بقاياها الأزاهر والغصون شيخ عجوز مات مصلوبا علي الجدران.. جاء الآن يحكي ما طوت منا السنون شهداؤنا عادوا إلي الميدان.. في أكفانهم يتسابقون شهداؤنا رحلوا.. وغابوا ثم غابوا من قرون في ساحة الميدان عند الفجر.. عادوا كالحجيج يكبرون وسط الشوارع.. في المقاهي.. في المساجد.. في الكنائس يهتفون تتوحد الأرواح في الأحياء والموتي يطل الصبح.. آلاف الضحايا يسقطون تتزاحم الأنفاس.. تلتئم القلوب يفيض ضوء الشمس ترتجف الأجنة في البطون حتي الأجنة ودعت أرحامها كبرت علي وجه الصباح وكبرت صوت الأجنة يملأ الساحات في صخب الزحام يلوحون أنا لا أصدق.. إنهم يتكلمون.. ويحي.. وويح الناس يا الله.. لا يتلعثمون في ساحة الميدان ألمحهم حشودا يقرأون حرية الإنسان حق لن يهون حرية الإنسان حق لن يهون شهداؤنا في ساحة الميدان قاموا يهدرون لم يرفعوا سيفا.. ولم يتراجعوا في ساحة الميدان فاضت كالصلاة دماؤهم تجري علي الأرض الحزينة.. تكبر الأشجار.. يزهو الكون والشهداء في ركب الرحيل يسارعون كانوا بلون الزهر يختبئون في سعف النخيل وخلف مئذنة الحسين تجمعوا نطقوا الشهادة في هدوء ثم طافوا بالحسين يودعون عار علينا بعد هذا أن نقول بأنهم متآمرون.. عار علينا أن نقول.. بأن أنقي ما لدينا خائنون هم ما تبقي من شحوب الصبح في هذي الربوع.. وما تبقي من دعاء الأمهات.. وما تبقي في دمانا من حصون هم آخر اللحظات في زمن تنكر للرجولة.. حين ساد الجهل وانتهك الشعوب مخنثون! قد اسقطوا عصرا من الطغيان كبله الضلال.. وعم فيه الفقر فاستلقت سنابل أرضنا لحثالة السفهاء منها يثأرون فإلي متي سيظل تجار الرقيق علي الموائد يلعبون وإلي متي سيظل انصاف الرجال علي الكراسي يحكمون في طين هذي الأرض شيء يعرف النبت النقي.. ويعرف القلب التقي ويتبع الشرفاء أني يذهبون دارت بنا الأيام.. جرذان السفينة في سواد الليل.. سرا يختفون سرقوا ضياء الفجر من عين الصغار.. وروعوا الشرفاء في ليل السجون باعوا المآذن والكنائس.. ضاجعوا الشيطان في سفه وراحوا يسكرون ابحث عن الكهان في سوق الخيانة سوف تلقاهم جموعا يلهثون ابحث عن الأرض التي هانت.. عن العمر الذي ولي.. عن الأحلام في أيدي السكاري.. سوف تلقاهم علي جثث الشعوب يزايدون يتسابقون من الضلال.. إلي الضلال.. من الحرام.. إلي الحرام.. ومن هموم الناس عاشوا يسخرون كهاننا يترنحون.. وكلما سكروا أفاقوا ثم راحوا يكذبون صوت يراوغ لعنة التاريخ.. في صخب الجموع يصيح.. من أنتم ؟ وكأن هذا القزم يجهل من نكون.. وكل ما في الكون يعرف من نكون نحن البقايا من مفاتن أمة حين اشتراها في المزاد الغاصبون باعت ثياب العرس.. خانت عرضها واستسلمت لعصابة الأوباش فيها يعبثون نحن العذاب المر.. نحن الجائعون وغدا نراكم في صناديق القمامة تحرقون هذي نهاية عصبة الطغيان.. شعب ثائر وفلول طاغية علي درب الضلال محاصرون هذي نهاية كل جلاد طغي.. ثأر الشعوب يظل في عنق الرجال وإن تراخي الخانعون عار علينا أن نقول بأنهم يتآمرون عار علينا أن نقول بأنهم.. جاءوا سفاحا.. عندي يقين أن فرسان الربيع الخضر أنقي ما رأت هذي الربوع وأن هذي الأرض لم تنجب.. وليدا ضل.. أو أبنا يخون هل نطفيء الفجر الذي ملأ الربوع.. وندفن الأفراح في ضوء العيون ؟! هل نقطع الأشجار من أيامنا نلقي ثمار العمر في سوق المهانة والنخاسة والظنون ؟! هل نسجن التاريخ.. في سوق العمالة والدمامة والمجون ؟! عار علينا أن نقول بأنهم متآمرون في ساحة التاريخ ينتظر الطغاة.. قضاة عدل يحكمون يتساءل التاريخ: هل عدلوا ؟.. يسود الصمت.. والتاريخ يسأل: أي عدل يطلبون ؟ صفحاتهم كانت بلون الدم طعم الموت.. أشلاء الضحايا فوق أعناق المشانق يصلبون وعلي المشارف صورة الشهداء.. يحصدهم رصاص الموت.. أسرابا.. وهم يتساقطون أسأل حشود الموت عن دم الضحايا.. عن خراب الأرض.. عن قهر الصبايا.. واغتصاب الحلم منا.. علهم يتذكرون في كل شبر من ربوع الأرض.. طاغية.. وشعب جائع.. وأرامل تشكو.. وجوعي يلعنون فبأي حق للعدالة تطلبون ياكل جلاد طغي اسمع أنين الناس في الطرقات.. والأطفال في المدن الحزينة يصرخون يترنح الأطفال في علب القمامة.. بين أسراب الذباب يفتشون من جيفة الموتي ومن عفن الموائد يأكلون ولديك شعب.. أنت لم تحسب له أبدا حسابا حين وزعت الغنائم.. واستبحت الأرض.. فتحت السجون حين استرحت.. وحولك الجرذان.. في قلب السفينة ينخرون وظننت أن الملك حاشية.. وأبناء.. وشعب نائم وذئابك السوداء من دم الضحايا يسكرون انظر إلي الكون الفسيح لكي تري كيف الحياة تضيق.. كيف الظلم يمتهن القلوب.. فأين يا جلاد فر الهاربون ؟ أين الذئاب السود تعوي في بلاطك؟! أين أعوان الوريث ؟!.. وأين حاشية الضلال ؟!.. وأين أبواق النفاق ؟! وأين قرصان الديون ؟! باعوك بخسا في المزاد.. وجئت تسأل أين راح البائعون؟! في وحشة القفص الكئيب تنام وحدك.. تسأل الأبناء عن أسمائهم ما عدت تعرف أين أنت.. وكيف كنت.. ومن تكون مازلت تسبح في ضلالك.. تسأل الثوار.. من أنتم ؟ وكل الناس حولك يضحكون ضيعت تاريخا طويلا حين أطلقت الكلاب علي الرعية ينهشون وجلست تعبث في الرمال.. وحولك الأوغاد من جسد الوليمة يأكلون العرش ليس وليمة يلهو بها الأبناء.. والأعوان.. والمتنطعون العرش تاج العدل بين الناس.. حين يغيب وجه العدل.. يسطو المفسدون هذي دروس في الحياة.. وليت كهان العروبة بعد هذا يفهمون هذا مصير عصابة الطغيان.. شعب جائع وفلول أشباح علي درب النهاية ينهبون هذي حكاية أمة كانت ضمير الكون.. ضيعها الضلال.. وباعها العملاء والمتسلقون ياكل جلاد طغي.. ياكل طاغية فسد صغرت بك الأشياء.. صار العرش قضبانا.. وكهلا قابعا والناس من هول الفضائح.. يعجبون يوما أعزك خالق الإنسان.. كنت خليفة لله فوق الأرض.. خربت البلاد.. أقمت للناس السجون والآن تسأل أين أعواني.. وأين الملك ؟! ما شيدت يوما من معاقل.. من حصون ؟! سقط القناع أمام معبدك المزيف.. باعك الأوغاد بخسا.. كل فئران السفينة يهربون فلكل طاغية مدي.. ولكل جلاد حساب ياليت قومي يعقلون الآن تجلس.. لا حشود.. ولا جنود.. أمام عرشك يسجدون!! قد بعت نفسك للفساد فلا تلم أحدا فإن الله يهدي من يشاء.. ولن يضل المهتدون