الشاعر / عباس الديلمي في العدد الماضي من صحيفة "الوسط" أتحفنا الصديق الشاعر عبدالكريم الرازحي ب(قصيدة الحمار) معددا فضائل ذلك الحيوان، معتذرا له عن إساءات الآدميين.. فلفت نظري إلى واجب الاعتذار للكلب، الحيوان الذي لحق به من الظلم، ما لم يلحقه الآدميون بالحمار.. يا سليل الكلب أشجع الخلق في كل قفر، وحي، وغاب كن كذاك الحمار يوم أنشده (الرازحي) وقال جئت معتذراً فاستجاب *** كن كذاك الحمار فصفاتك أسمى، ومثلك أهل ليعفو، ويقبل منا اعتذار إن ظلمناك جهلا فها نحن نطلب عفوك عنا إن أسأنا إليك فشرا صنعنا إن جحدنا حميد صفاتك ليس جديدا علينا وهذا اعتراف فهل تقبل العذر منا؟ *** عذرنا أيها الكلب أنّا نسينا وأنّا جهلنا إن أسلافنا في العروبة قد عظموا فيك تلك الخصال وأسموا بنيهم (كليباً) (كلاباً) و(كلباً) وإن (بني كلب) صانوا حقوقا وراعو ذمام وحازوا مكارم دنيا ودينا *** لِمَ لا يجعلون من الكلب يوما شعارا لدولة ورمزا لحزب كما الديك والدب والخيل والفيل أو كالحمار هكذا قال من جهلوا إن تلك الكيانات لا تستحق شعارا يدل على عدم الغدر يُلزِمَهم بالوفاء وحفظ الجميل بالشجاعة، والاعتصام بكنز القناعة *** إنه الكلب الوفاء الذي ما رأيت على الأرض من يستحقه فيجعل منه شعارا ورمزا غير ذاك الحكيم (ابيقور) ومن صاغ فلسفة للسعادة أوجزها قائلا: "السعادة أنك تحيا حياة الكلاب" *** أيها الكلب أنت خصال مكملة لا تعاب ما نكرت جميلا، وما غيرتك الصعاب لم تعض يدا أطعمتك وما خنت عهد الصحاب صنت ما ائتمنوك عليه يحرص الأمين الذي لا يهاب ما عرفت العمالة والغدر أو غفلت عينه عن حراسة دار وباب ما جبنت وكنت الشجاعة في وجه مكر الذئاب إن صحبت فأنت الوفاء إن تضحي فلا طمعا في الثواب أو خشية من عقاب أيها الكلب معذرة أنت من جهلوا قدره يا عظيم الجناب