مثّل السابع من يوليو 1994م فاجعة للمؤمنين بالوحدة اليمنية في الجنوب صدمة كبرى للذين يلهجون بالوحدة اليمنية وخاصة الجنوبيين اللاهثين خلف سراب الوحدة اليمنية بحيث أصبحت جزءاً من تكوينهم السياسي و الاجتماعي ومن ثقافتهم العامة، ومنهجهم الأيديولوجي كما يطرح ذلك الحزب الاشتراكي في أدبياته ووثائقه وشعاراته التي يلهج بها طلاب الجامعات و المدارس والعمال و الفلاحين وفئة الصيادين و الحرفيين إلى درجة الاعتقاد بأنها – أي الوحدة – عقل وضمير الشعب وأصبح النشيد الذي يردده العامة ليناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية ، وانطلاقا من ذلك فقد جرى صيف 94 اكتساح جحافل الغزاة للمدن و القرى في المحافظات الجنوبية وقد كانت تلك بمثابة فاجعة وكارثة حقيقية لتلك الفئة الواهمة في الوحدة والغريب ان تصر قيادة الحزب الاشتراكي والمتحالفين معها على الدخول في حوار صنعاء وتلك الفئة الواهمة في تحقيق أهداف شعب الجنوب سوف يحاسبهم التاريخ . إن يوم ال7 من يوليو 94م له دلالات ومعاني ومقاصد عدة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي ، فعلى المستوى المحلي فقد جرى بصورة ممنهجة تدمير البنية التحتية من مصانع منشآت ومرافق حكومية وقطاع عام وخاص علاوة على جملة الأعمال التخريبية المنظمة و العبث بالملكية بهدف التهامها وتحويل ملكيتها لاحقا لأصحاب النفوذ من القوى الغازية من الفئات القبلية والعشائرية والولاءات الحزبية المختلفة . لقد كان يوم ال7 من يوليو 94م شاهداً على حالة الفوضى العارمة التي سادت كل مناطق الجنوب وقد تمثل ذلك في إشاعة القتل والتنكيل والفوضى والعشوائية وقتل الأطفال و النساء والشيوخ والعجزة وتشريدهم من منازلهم وقراهم وفي الحقيقة لا نستطيع استعادة خارطة ما جرى في هذا اليوم المشؤوم من حركة الترحيل والتشريد والتخويف للآمنين وأعمال اعتقال ونهب وسلب للملكية العامة والخاصة وكل ما يمكن تصوره من هدم وتدمير وتخريب لكل ما هو كائن يمشي على الأرض وباختصار فإن شعب الجنوب لا يحمل في الذاكرة عن هذا اليوم إلا كل ما هو سيء ، أما على المستوى الإقليمي والدولي فإن الصورة تحمل جملة من النداءات والمناشدات الصادرة عن المنظمات الدولية والمؤتمرات الإقليمية ومجلس الأمن بعدم اجتياح المدن والقرى والحواضر الجنوبية . وقد تجلى ذلك باعتبار عدن منطقة خط أحمر وعلى القوات الشمالية عدم دخولها هي وأي حاضرة من حواضر مدن الجنوب ومع ذلك فقد ضربت قوى ( الفيد ) بتلك النداءات والمناشدات و القرارات الإقليمية و الدولية بما في ذلك قراري مجلس الأمن رقم ( 924 - 931 ) ضاربة بذلك عرض الحائط في تحدي للعالم المحلي و الإقليمي و الدولي . واليوم تعود ذكرى احتلال الجنوب وقد حقق نضال شعبه السلمي وحركته التحريرية مكاسب محلية وإقليمية ودولية متمثله في المسائل التالية : 1) السيطرة المجتمعية للحراك السلمي على كافة أراضي الجنوب المتمثل في المحافظات الست من المهرة إلى باب المندب وهو بذلك يقدم رسالة واضحة لدول الإقليم وللدول الأوروبية وللأمم المتحدة بأم شعب الجنوب قد حسم خياره المتمثل في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة غير منقوصة الأرض و الهوية . 2) لقد أكدت المليونيات وحالة الاحتشاد المنظم إلى الساحات والميادين الذي توج بالاعتصام العام والشامل وإغلاق المنافذ الحدودية مع الجمهورية اليمنية واعتكاف الناس والمؤسسات الحكومية والخاصة و المحال التجارية وكان شعب الجنوب في حالة صمت مطبق وإيقاف لكل مظاهر الحركة باستثناء الحركة المتعلقة بالمرافق الحيوية وبذلك فإن حالة الحداد في ال7 من يوليو هي رسالة للعالم من شعب الجنوب المناضل الذي لن يرضى بغير الاستقلال واستعادة الدولة . 3) لقد جرت وتجري تحولات ثورية لصالح قوى الاستقلال والديمقراطية على صعيد العالم وما يجري في مصر العربية إلا دليلاً على تحول ميزان القوى خارجياً لصالح قوى التحرير والاستقلال وعلى النظام اليمني استيعاب هذه الحقيقة وهذا التغيير الخطير في العلاقات الدولية وأن يتفهم لقضية شعب الجنوب وذلك دون مكابرة أو غرور والتفاوض على الحراك السلمي لإيجاد سبل وطرق التفاوض والحوار بطريقة نديه حفاظاً على علاقات الأخوة والجوار بين الشعبين نأمل من القائمين على الأمور في الداخل والخارج والقوى الدولية إدراك هذا الاستنتاج والحقائق الواضعة على الأرض والاعتراف بحق شعب الجنوب في الاستقلال واستعادة الدو