ضحك اطفال الحي بصوت ينم عن سخرية حين قال الطفل علي: "حبابتي تناديني ",,,ظل الاطفال يرددون كلمة حبابتي ,والطفل عليُ لايعرف سواها ولا يعرف كلمة مردافة لها حتى يتخاطب مع أترابه في الحي الصغير الضيق حيث يلعبون الطابة.... اجتهد علي للخروج من عزلته وانطوائيته ,فلايعرف في هذا الكون غير حبابته...هذا العالم المليء بحنان كل الامهات,الصوت الهادئ الطيب ,وحب ولد الولد...كان علي يستشعره ولايفهمه,,,تأثر كثيرا بجدته,,,والده مشغول عنه بالسفر,,,ووالدته بين العمل والسفر الى زوجها,,,,, فرموا الحمل على الجدة التي تقبلت ذلك عن طيب خاطر فقد ملأ عليها حياتها الخاوية..... يرمي الطفل علي الطابة وهو في مكانه ,,,هدوءه يسمر امكانيته نحو اللعب المحترف مع أولاد الحي المعفرين بالتراب يسقطون تعمدا ,,ويتسخون عنادا بأهاليهم حتى يتلذذوا بصراخ امهاتهم....حين يعودون الى البيت بعد استنفاذ طاقاتهم في تدوال الطابة المتسخة بالغبار... فيما علي يحافظ على نظافة ملابسه,,حتى وهو يلعب معهم يحاول قدر المستطاع الا يسقط الا ان ملابسه لاتسلم من بعض الغبرة التي يحاول الأطفال نثرها فوقه رغما عنهم واثناء انهماكهم في اللعب.... صوت الجدة من النافذه يصل علي كالبلسم فيهب من لعبه نحوها ويترك خلفه قهقهات أولاد الجيران,,,,وهم يرددون حبابه,,,فيما هو لايستطيع مجاراتهم بمرادفات الكلمة والكلمات الاخرى التي حفظها عن أحدايث الجدة معه..... فيظن انه وحبابته - التي لم يدرك معناها أصدقاءه - من كوكب آخر غير الكوكب الذي يحوي اترابه حين يجد توحدا في لهجتهم لاتشبه ماتردده له حبابته طوال النهار