قررت الابتعاد عن كل مصدر للأخبار بعد أن فقدت الأمل بأن يكون هناك غد أفضل ،فالمجتمعات تتهاوى و تأكل نفسها من الداخل و لم يعد هناك أدنى احترام للإنسانية ،لن نطلب المحال و لكن أليس من حق الإنسان أن يتذوق طعم الحياة الكريمة متمتعا بحقوقه التي كفلتها الشرائع والقوانين ؟ لماذا ندعى العجز في كل شئ و نسلم كل ما نملك من ثقة للأخرين و لا نمنح عقولنا فرصة للتفكير و الارتقاء بأنفسنا بعيداً عن الجدل العقيم و التبعية اللامسئولة كما أمرنا ديننا الحنيف و حثنا على التفكر و احترام عقل الإنسان ، واستخدام منطق الحوار البناء والقول اللين في منهج النبوة وفي حياتنا اليومية فقال الله في كتابة العزيز ( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى ) فالانسان بفطرته مخلوق مسالم فقد كانت هجرته بحثاً عن الماء و الكلاء منذ خلق و لم يكن خروجه لأى مسعى آخر بل كان طلباً لأساسيات الحياة للفرد و الجماعة على السواء فكيف تحول الانسان الى وحش كاسر يعشق الحرب والدمار ويكسر قواعد الالفة والمحبة ويدمر كل شيء سخر له في هذا الكون ؟! انها مرحلة المسخ للتفكير والمعتقدات التي تجردنا من فطرتنا وتجعلنا نهيم خلف الجماعات و الأجندات التى لم ترى منها الشعوب سوى الدمار والتناحر وبوسائل تعمل ليل نهار على زرع الفتن والتعبئة الخاطئة التي تلغي العقل والتفكير وتعزز الولاءات الضيقة على حساب الولاء للوطن وخدمته . محزن فعلاً واقع الشعوب وهي تتآكل من داخلها و تبذل الغالى و النفيس لديمقراطية لم تدرك بعد أنها شمطاء فئوية تستخف بالعقول و تعبد السلطة ، يا لها من مأساة شعارها لنصنع الديمقراطية على أشلاء الانسان وجماجم من الناس و الغاية تبرر الوسيلة !