وانا صغير كنت ادحس أمي – رعاها الله- على ثياب العيد من منتصف شعبان . وطيلة شهر رمضان وانا كل يوم "اقايس" بدلة العيد . المهم ماعد يجي العيد الا وقد قصرت علي البدلة ، وقد هي مجعوثة وملعوزة مثل هذه اليمن تماما . ومن كثر فرحي بالعيد كنت اتخايل في منامي ان واحد فتح دولاب الملابس وسرق حقي"البدلة " وهرب ، ياااوه والفجيعة. مايجعلني افز من نومي مفجوعا واهرع الى نفس الدولاب ، أفتحه بسرعة وأول ما اشوف البدلة موجودة، افتهن من قلبي لكأنني شفت وجه النبي . واما ليلة العيد كنت اقضي الليل كله عالقا على النافذة المطلة الى الشارع انتظر اول لمحة للضوء و" أنبع"اول واحد للشارع لكأن العيد خلق من أجلي أنا فقط . قديما كانت ايام العيد حافلة بالمباهج الصغيرة ، وكان للعيد على بوابات دور العروض السينمائية في تعزنكهة خاصة ومذاق ملهم وانيق . تعزالمدينة لوحدها ، وحتى العام 1996 كان فيها 5 دور (سينما المنتزه ، سينما بلقيس الجحملية ، سينما سبأ، سينما 23 يوليو، سينما بلقيس المدينة). اييييه ، كانت الناس مبسوطة .. ضحكات الكل تنط من نوافذ وشبابيك البيوت والسيارات ، وأغنية " انستنا ياعيد" تنط من نوافذ بيوت الحارة ، وفرقعات الطماش كانت شقية ومهذبة وكان خطيب صلاة العيد يحدث الناس عن التراحم وهو يبتسم . كبرت طبعا ، ومثلي جيل من الناس كبروا ايضا ، وللان مش عارفين من سرق عينا "وجه النبي" الحلو والحبوب . وكيف "سخي" يستبدل وجه النبي الحلو والحبوب ، بهذه الوجوه التي لاتعرف الضحكة اليها طريق .لأنهم أساسا " قطاع طريق" وقتًالي حياة . وفي الحياة – عموما- هناك لصوص كثر ، لكن أخطرهم – على الإطلاق- سُراق الفرح من قلوب الناس .