بعدضياع الحقيبة صرفت النظر عن تعويض اليمنية الذي لن يساوي قصيدة ضائعة ..لم يمراسبوع الا وقدهيأت نفسي للبحث في ميديا الكويت عن فرصة عمل وخلال اسبوع كان تلفزيون واذاعة الكويت قد اجريا حوارا معي...صحيفة القبس اليومية اجرت معي حوارا وحين قابلت رئيس تحريرها باحثاعن فرصة عمل اعتذر لانه يعاني من فائض محررين..كان لابد من طرق باب دار ( الرأي العام ) التي سبق ونشرت لي مجلة النهضة التابعة لها عدة قصائد . هاانا وجهالوجه امام عميدالراي العام الاستاذ عبدالعزيز المساعيد..مددت له طلبي وشرحت له المواقع الصحفية والاعلامية التي شغلتها في بلدي سألني : قلت لي انت من اين ؟! اجبت انا من اليمن...قال الحمدلله كنت اظنك من ليبيا من خلال مظهرك وتسريحة شعرك. ( كانت مطابع الرأي العام قدتعرضت للأحراق اتهم فيها القذافي بأنه وراء الحادث بسبب مهاجمة الصحيفة له ولنظام حكمه .! ) المساعيد كان شديد العداء للنظام في اليمن الديمقراطية مؤيدا وبدون مقابل لنظام الشمال..فالرجل من اغنياء الكويت ..! ثم قال لي والكلام للمساعيد : عندما حدث زلزال في اليمن كنت اول المبادرين في التبرع والدعوة لمساعدة الحكومة ..هززت راسي اعجابا وقلت ليس هذا بغريب فالكويت بصفة عامة قدمت لليمن جملة مشاريع حيوية ويكفي انها اوجدت اول جامعة في اليمن الی جانب مستشفی نموذجي وعدة مدارس . ثم سالني هل تعرف محمد الصلاحي ؟ فتاخرت في الاجابة ابحث في ذاكرتي..وحين اضاف: هو صحفي جنوبي وقف ضد الرئيس سالمين والتأميمات . قلت اذا كان الصحفي فنعم اعرفه وكان زميلي في الصحيفة اليومية بعدن اما اذاكان آخر ووقف ضد سياسة سالمين فهذا مااجهله..رفع السماعة وطلب الصلاحي الذي اطل بقامته الفارعة ولا تنقصه الوسامة اليافعية وقبل ان يقدمني المساعيد له بادرني الصلاحي: محمود الحاج ؟ مش معقول..تصافحنا وبالأحضان وقال للمساعيد : يااستاذ هذا كان زميلي في صحيفة 14 اكتوبر وسكرتير تحريرها وصديق واديب وشاعر .. لم يطل الموقف اذ بادره المساعيدسوف يكون من اسرتنا ..خذه معك الی عبدالله الشيتي وتجول به في اقسام الصحيفة سوف يكون زميلك هنا ..لا اطيل عليكم تم توظيفي مؤقتا 3 اشهر وبعدها يتم البت في الامر فقبلت ان اكون محررا في الراي العام اليومية المكتظة بالمحررين والمصححين . وكنت اكتب يوميا في الصفحة الثقافية واسبوعيا في مجلة النهضة ..واكتشفت ان عبدالله الشيتي وهو فلسطيني هو الكل في الكل وهو مسير المساعيد كما يشاء وهو من يكتب له عموده الشهير في الصفحة الاخيرة من النهضة (بالقلم الاحمر) وهو مااكده الزميل الصلاحي الله يرحمه . واضاف ان المساعيد راسمالي كبير وليس له من علم الصحافة سوی الشهرة والاسم والاستثمار .وان الشيتي يسيره كيفما يشاء..! الصلاحي محظوظ فقد منحه المساعيد سيارة محترمة واسكنه فندق كارلتون الذي يعد من املاك المساعيد وذات مرة سالني المساعيد اين اسكن قلت مع صديق في حولي والنقرة (اسم الحي) فقال اذن ساعطيك غرفة بجانب الصلاحي في الفندق لكي تحضروا سويا وعليك ان تنصحه بعدم السهر الی وقت متاخر فقد عمل حادث ذات ليلة واخرجته من المازق (يقصد الشرطة) انا اريده ان يلتزم وسازوجه وابني له مسكنا جوار الدار اثار دهشتي هذا التعامل والعطف وهذه الحظوة للزميل قلت له يجب ان تلتزم وتحسن التصرف حتی لاتضيع عنك فرصة العمر الصلاحي ليس عليه سوی عمود يومي (من الحقيبة) ويذهب وقت شاء اما انا فقدتحملت عملا فوق طاقتي ففضلاعمااكتبه يوميا فقدالزمني الشيتي الجلوس في الDesk او مطبخ مراجعة المواد لساعات طويلة ومعاونة المصحح اللغوي .. لم احتمل طويلا ..دعاني سفيرنا الدكتور عبد الوهاب محمود للغداء في منزله وهو من خيرة الكفاءات الدبلوماسية وانزهها ورجل اقتصاد كفؤ...قبل تناول الغداء بادرني بالسؤال عن العمل في الصحيفة فاظهرت له عدم مقدرتي علی الاستمرار وسابحث عن مكان آخر صحفي او تلفزيوني لكنه فاجاني قائلا: انت كادر وطني وبلدك تحتاج قدراتك .. قلت لقد فاض بي الكيل ضايقوني في العمل واوقفوا مرتبي لأني كتبت عن فساد المؤسسات ..قال: بصراحة انا اتصلت بمدير مكتب رئيس الجمهورية الذي ابدی استعداده بالتعاون وتسهيل مقابلتك لرئيس الجمهوريةعلی ان تتصل به فور عودتك. وانهی كلامه لي : ارجع علی مسؤوليتي. ولم يمر سوی اسبوع حتی وجدتني اودع زملاء الدار الصحفية الكبری وناشرهاالمساعيد الذي حاول اثنائي عن قرار العودة لكن شوقي العارم لصنعاء واسرتي كان يلازمني طيلة الاشهر الثلاثة. فشكرته مودعا.