شبوة .. توجيهات بإغلاق فروع شركات تجارية كبرى ومنع دخول بضائعها    العالم مع قيام دولة فلسطينية    رجل الدكان 10.. فضلًا؛ أعد لي طفولتي!!    جحيم المرحلة الرابعة    توظيف الخطاب الديني.. وفقه الواقع..!!    في خطابه التعبوي المهم قائد الثورة : استبسال المجاهدين في غزة درس لكل الأمة    العلامة مفتاح يحث على تكامل الجهود لاستقرار خدمة الكهرباء    لمناقشة مستوى تنفيذ توصيات المحلس فيما يخص وزارة الدفاع ووزارة الكهرباء..لجنتا الدفاع والأمن والخدمات بمجلس النواب تعقدان اجتماعين مع ممثلي الجانب الحكومي    ألغام في طريق الكرامة    إعلان قضائي    لجنة أراضي وعقارات القوات المسلحة تسلم الهيئة العامة للأراضي سبع مناطق بأمانة العاصمة    الراحل عبده درويش.. قلم الثقافة يترجل    مرض الفشل الكلوي (15)    أبين.. مقتل شاب بانفجار عبوة ناسفة في لودر    اتحاد إب يظفر بنقطة ثمينة من أمام أهلي تعز في بطولة بيسان    الرئيس المشاط يعزّي مدير أمن الأمانة اللواء معمر هراش في وفاة والده    من بائعة لحوح في صنعاء إلى أم لطبيب قلب في لندن    عدن وتريم.. مدينتان بروح واحدة ومعاناة واحدة    عدن.. البنك المركزي يوقف ويسحب تراخيص منشآت وشركات صرافة    الشخصية الرياضية والإجتماعية "علوي بامزاحم" .. رئيسا للعروبة    المعتقل السابق مانع سليمان يكشف عن تعذيب وانتهاكات جسيمة تعرض لها في سجون مأرب    أبو عبيدة: مستعدون للتعامل مع الصليب الأحمر لإدخال الطعام للأسرى    بتوجيهات الرئيس الزُبيدي .. انتقالي العاصمة عدن يُڪرِّم أوائل طلبة الثانوية العامة في العاصمة    2228 مستوطناً متطرفاً يقتحمون المسجد الأقصى    اجتماع يقر تسعيرة جديدة للخدمات الطبية ويوجه بتخفيض أسعار الأدوية    أبين.. انتشال عشرات الجثث لمهاجرين أفارقة قضوا غرقًا في البحر    اجتماع للجنتي الدفاع والأمن والخدمات مع ممثلي الجانب الحكومي    الاتحاد الرياضي للشركات يناقش خطته وبرنامجه للفترة القادمة    وفاة مواطن بصاعقة رعدية في مديرية بني قيس بحجة    من يومياتي في أمريكا .. تعلموا من هذا الإنسان    بدلا من التحقيق في الفساد الذي كشفته الوثائق .. إحالة موظفة في هيئة المواصفات بصنعاء إلى التحقيق    إصابة ميسي تربك حسابات إنتر ميامي    الهيئة العليا للأدوية تصدر تعميماً يلزم الشركات بخفض أسعار الدواء والمستلزمات الطبية    مونديال السباحة.. الجوادي يُتوّج بالذهبية الثانية    تدشين فعاليات إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في محافظة الحديدة    مجلس القضاء الأعلى يشيد بدعم الرئيس الزُبيدي والنائب المحرمي للسلطة القضائية    انتشال جثة طفل من خزان مياه في العاصمة صنعاء    قيادة اللجان المجتمعية بالمحافظة ومدير عام دارسعد يعقدون لقاء موسع موسع لرؤساء المراكز والأحياء بالمديرية    هناك معلومات غريبيه لاجل صحتناء لابد من التعرف والاطلاع عليها    العسكرية الثانية بالمكلا تؤكد دعمها للحقوق المشروعة وتتوعد المخربين    تشلسي يعرض نصف لاعبيه تقريبا للبيع في الميركاتو الصيفي    مجموعة هائل سعيد: نعمل على إعادة تسعير منتجاتنا وندعو الحكومة للالتزام بتوفير العملة الصعبة    عدن .. جمعية الصرافين تُحدد سقفين لصرف الريال السعودي وتُحذر من عقوبات صارمة    الحكومة تبارك إدراج اليونسكو 26 موقعا تراثيا وثقافيا على القائمة التمهيدية للتراث    توقعات باستمرار هطول امطار متفاوة على مناطق واسعة من اليمن    الرئيس الزُبيدي يطّلع على جهود قيادة جامعة المهرة في تطوير التعليم الأكاديمي بالمحافظة    نيرة تقود «تنفيذية» الأهلي المصري    عمره 119 عاما.. عبد الحميد يدخل عالم «الدم والذهب»    يافع تثور ضد "جشع التجار".. احتجاجات غاضبة على انفلات الأسعار رغم تعافي العملة    السعودي بندر باصريح مديرًا فنيًا لتضامن حضرموت في دوري أبطال الخليج    صحيفة امريكية: البنتاغون في حالة اضطراب    مشكلات هامة ندعو للفت الانتباه اليها في القطاع الصحي بعدن!!    تدشين فعاليات المولد النبوي بمديريات المربع الشمالي في الحديدة    من تاريخ "الجنوب العربي" القديم: دلائل على أن "حمير" امتدادا وجزء من التاريخ القتباني    من يومياتي في أمريكا.. استغاثة بصديق    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    رسالة نجباء مدرسة حليف القرآن: لن نترك غزة تموت جوعًا وتُباد قتلًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



احتفال المولد النبوي بين الدين والشرك.
نشر في سما يوم 07 - 10 - 2022

خيط فاصل دقيق بين اكتمال الإيمان والشرك، يقول سبحانه ﴿وَمَا يُؤۡمِنُ أَكۡثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشۡرِكُونَ﴾ [يوسف 106] وفي هذا الشرك يقع الكثير من المؤمنين دون إدراك، وهذا احد مظاهر نكبة هجر وجهل وحي الله ودينه.
بعض مظاهر الشرك التي وقعت بها الأمة.
أولاً: احتفال المولد.
وأبرز هذا الشرك الذي وقعت فيه الأمة هو الاحتفال بالمولد النبوي، بطرُق مُخالفة لنصوص وحي دين الله، ومُخالفة لأسوة الرسول عليه الصلاة والسلام.
نحن ملة الرسالة الخاتم المسلمون المؤمنون برسالة محمد(ص) ندعي أننا مؤمنين بالله ودينه وكتابه، ونمارس عكس ذلك، مما يوردنا موار الهلاك، والنموذج الواضح لذلك احتفالات المولد.
لقد أصبح الاحتفاء بالمولد النبوي في اليمن ظاهرة لتوظيف سياسي عنصري هدفه الأتي:
1-الابتعاد عن وحي الله وكتابه ودينه.
2- نقل مركز الدين من الرسالة وكتابها ودينها لمولد حامل الرسالة، ولعترته،وآله، وأهل بيته.
3- حشد الناس لجبهات القتال ومشروع السلالة.
4- جباية وتجارة، الجباية بجمع المال من الناس بحجة المولد، والتجارة ببيع كل ما يتعلق بمواد ووسائل الاحتفال.
هذه الاحتفالات تقودنا لطريق الشرك الذي يقع فيه اكثر المؤمنين بالله كما وصف الله ، ونوضح ذلك بما يلي:
أولا:هناك عمل فني غنائي تهامي يحتفل بالمولد وبالتركيز على أقواله نجد ما يلي:
-واللي للنبي انتمى لقي السعد واحتمى.
يعني من انتمى له فهو المحمي، وهم المنتمون لأكذوبة الأهل والعترة والآل.
-كل الطوائف مُناها رضاك.
لاحظوا ليس رضا الله، بل رضا الرسول وبالتبعية رضا ثلاثية الزيف الأهل والعترة والآل، فهم أهل وآل وعترة علي رضي الله عنه، فهم من نسله، وليس من نسل رسول الله، فالنبي لم يكن له ابناء، وبالتالي لا آل ولا عترة ولا أهل، فأهله زوجاته رضوان الله عليهن، يقول سبحانه بنفي قاطع صارم ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَاۤ أَحَدࣲ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّۧنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمࣰا﴾ [الأحزاب 40]
-متمسكة بك ولك تشهد.
-بعدك ماشين خطاك.
هنا لم يعد مركز الدين الله وكتابه هو الذي يجب التمسك به بل النبي، والشهادة أصبحت له وليست لله، وهذا في الوعي يقود بالتبعية لمن هم امتداد له اليوم ويمثلونه وهم آله ورمزهم الحوثي.
شعب اليمن بحبه ذايبو
شرق وغرب مع صعد.
في مولدك شعبنا اتحشد.
رصوا الصفوف.
الهدف هو حشد الناس لخدمة سلطة وحكم الآل وليس حباً للنبي كما يزعمون.
ثانيا: الصلاة المغلوطة على النبي والآل والأصحاب.
يكثر في احتفالات المولد ترديد كيفية للصلاة على النبي وآله وصحبه، بها خروج عن الإيمان الحق الكامل،فالكثيرون من المؤمنون حين يكتبون ويُصَلُون على النبي يكتبون أو يقولون "صلى الله عليه وسلم" أو "اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً) وكل من يقول ويكتب ذلك فهو في موقف الشرك وفقاً لقوله تعالى ﴿وَمَا يُؤۡمِنُ أَكۡثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشۡرِكُونَ﴾ [يوسف 106]. فالله وفق محكم تنزيله يصلي فقط ولا يسلم، والذين يسلمون تسليماً هم المؤمنون، وليس الله يقول سبحانه ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰۤىِٕكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰۤأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ صَلُّوا۟ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُوا۟ تَسۡلِيمًا﴾ [الأحزاب 56] لا حظ قوله سبحانه "يُصَلُّونَ" فقط، ولا وجود للسلام هنا، فمحال أن يخضع سبحانه ويتبع مخلوقاً خلقه، ونبياً أرسله، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرا.
ودلالة تأكيد أن السلام والتسليم ليس التوقير والتحية بل الخضوع والاتباع والتصديق نجده بقوله سبحانه ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا يَجِدُوا۟ فِيۤ أَنفُسِهِمۡ حَرَجࣰا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُوا۟ تَسۡلِيمࣰا﴾ [النساء 65]، ﴿وَلَمَّا رَءَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ قَالُوا۟ هَٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۚ وَمَا زَادَهُمۡ إِلَّاۤ إِيمَٰنࣰا وَتَسۡلِيمࣰا﴾ [الأحزاب 22].
والله ليس عنصرياً ليصلي على الآل والأصحاب فقط دون المؤمنين، فسبحانه يصلي على جميع المؤمنين فهو رب الجميع، وليس رب البعض يقول سبحانه
﴿هُوَ ٱلَّذِي يُصَلِّي عَلَيۡكُمۡ وَمَلَٰۤىِٕكَتُهُۥ لِيُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَحِيمࣰا﴾ [الأحزاب 43]
وهذا الخلط والشرك واقع لسببين:
الأول: هجر القرآن وعدم تدبره وإدكاره
يقول سبحانه ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَۚ وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَيۡرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُوا۟ فِيهِ ٱخۡتِلَٰفࣰا كَثِيرࣰا﴾ [النساء 82]، ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَاۤ﴾ [محمد 24]، ﴿وَلَقَدۡ يَسَّرۡنَا ٱلۡقُرۡءَانَ لِلذِّكۡرِ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرࣲ﴾ [القمر 17] وتكررت هذه الآية 4 مرات.
الثاني: عدم فهم اللسان العربي المُبين ( لسان القرآن) والخلط بينه وبين لسان العرب ( لغة ولهجة)، فوحي الله نزل بلسان عربي مبين يقول سبحانه ﴿وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّهُمۡ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُۥ بَشَرࣱۗ لِّسَانُ ٱلَّذِي يُلۡحِدُونَ إِلَيۡهِ أَعۡجَمِيࣱّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيࣱّ مُّبِينٌ﴾ [النحل 103]، ﴿ نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِينُ * عَلَىٰ قَلۡبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيࣲّ مُّبِينࣲ﴾ [الشعراء 193- 195]
وفرق كبير بين دلالة اللسان العربي المبين ولسان العرب( لغة ولهجة)،ومثال ذلك فكلمة "أُمّي" في اللسان العربي المُبين تعني الذي لم يسبق أن أُنزل عليه كتاب وحي من الله عبر رسول، بينما كلمة "أُمّي" في لسان العرب، تعني من لا يعرف القراءة والكتابة يقول سبحانه:
﴿فَإِنۡ حَاۤجُّوكَ فَقُلۡ أَسۡلَمۡتُ وَجۡهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِۗ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡأُمِّيِّۧنَ ءَأَسۡلَمۡتُمۡۚ فَإِنۡ أَسۡلَمُوا۟ فَقَدِ ٱهۡتَدَوا۟ۖ وَّإِن تَوَلَّوۡا۟ فَإِنَّمَا عَلَيۡكَ ٱلۡبَلَٰغُۗ وَٱللَّهُ بَصِيرُۢ بِٱلۡعِبَادِ﴾ [آل عمران 20]، ﴿۞ وَمِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مَنۡ إِن تَأۡمَنۡهُ بِقِنطَارࣲ يُؤَدِّهِۦۤ إِلَيۡكَ وَمِنۡهُم مَّنۡ إِن تَأۡمَنۡهُ بِدِينَارࣲ لَّا يُؤَدِّهِۦۤ إِلَيۡكَ إِلَّا مَا دُمۡتَ عَلَيۡهِ قَاۤىِٕمࣰاۗ ذَ ٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُوا۟ لَيۡسَ عَلَيۡنَا فِي ٱلۡأُمِّيِّۧنَ سَبِيلࣱ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾ [آل عمران 75]، ﴿هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّۧنَ رَسُولࣰا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُوا۟ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُوا۟ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلࣲ مُّبِينࣲ﴾ [الجمعة 2]، ﴿ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ يَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَٰۤىِٕثَ وَيَضَعُ عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَٰلَ ٱلَّتِي كَانَتۡ عَلَيۡهِمۡۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُوا۟ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ مَعَهُۥۤ أُو۟لَٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [الأعراف 157]،﴿قُلۡ يَٰۤأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ لَاۤ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ فََٔامِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِيِّ ٱلۡأُمِّيِّ ٱلَّذِي يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَٰتِهِۦ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ﴾ [الأعراف 158]، ﴿وَمَا كُنتَ تَتۡلُوا۟ مِن قَبۡلِهِۦ مِن كِتَٰبࣲ وَلَا تَخُطُّهُۥ بِيَمِينِكَۖ إِذࣰا لَّٱرۡتَابَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ﴾ [العنكبوت 48]، ﴿وَكَذَ ٰلِكَ أَوۡحَيۡنَاۤ إِلَيۡكَ رُوحࣰا مِّنۡ أَمۡرِنَاۚ مَا كُنتَ تَدۡرِي مَا ٱلۡكِتَٰبُ وَلَا ٱلۡإِيمَٰنُ وَلَٰكِن جَعَلۡنَٰهُ نُورࣰا نَّهۡدِي بِهِۦ مَن نَّشَاۤءُ مِنۡ عِبَادِنَاۚ وَإِنَّكَ لَتَهۡدِيۤ إِلَىٰ صِرَ ٰطࣲ مُّسۡتَقِيمࣲ﴾ [الشورى 52]، ﴿وَمِنۡهُمۡ أُمِّيُّونَ لَا يَعۡلَمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ إِلَّاۤ أَمَانِيَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾ [البقرة 78]
وكلمة "السلام والتسليم" في اللسان العربي المُبين تعني الخضوع والإنقياد والاتباع والقبول والتصديق، بينما في لسان العرب السلام يعني التحية والتوقير ويفرق الله بوحيه بقوله سبحانه، ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا يَجِدُوا۟ فِيۤ أَنفُسِهِمۡ حَرَجࣰا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُوا۟ تَسۡلِيمࣰا﴾ [النساء 65، ﴿وَلَمَّا رَءَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ قَالُوا۟ هَٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۚ وَمَا زَادَهُمۡ إِلَّاۤ إِيمَٰنࣰا وَتَسۡلِيمࣰا﴾ [الأحزاب 22]، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَٰۤىِٕكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰۤأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ صَلُّوا۟ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُوا۟ تَسۡلِيمًا﴾ [الأحزاب 56]
في الآيات السابقة تجد تسليم الخضوع والاتباع والقبول والتصديق، وتجد سلام التحية والأمان وعدم العدوان في هذه الآيات يقول سبحانه، ﴿يَٰۤأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤا۟ إِذَا ضَرَبۡتُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَتَبَيَّنُوا۟ وَلَا تَقُولُوا۟ لِمَنۡ أَلۡقَىٰۤ إِلَيۡكُمُ ٱلسَّلَٰمَ لَسۡتَ مُؤۡمِنࣰا تَبۡتَغُونَ عَرَضَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فَعِندَ ٱللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةࣱۚ كَذَ ٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبۡلُ فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ فَتَبَيَّنُوۤا۟ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرࣰا﴾ [النساء 94]، ﴿وَإِذَا جَاۤءَكَ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بَِٔايَٰتِنَا فَقُلۡ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡۖ كَتَبَ رَبُّكُمۡ عَلَىٰ نَفۡسِهِ ٱلرَّحۡمَةَ أَنَّهُۥ مَنۡ عَمِلَ مِنكُمۡ سُوۤءَۢا بِجَهَٰلَةࣲ ثُمَّ تَابَ مِنۢ بَعۡدِهِۦ وَأَصۡلَحَ فَأَنَّهُۥ غَفُورࣱ رَّحِيمࣱ﴾ [الأنعام 54]، ﴿وَبَيۡنَهُمَا حِجَابࣱۚ وَعَلَى ٱلۡأَعۡرَافِ رِجَالࣱ يَعۡرِفُونَ كُلَّۢا بِسِيمَىٰهُمۡۚ وَنَادَوۡا۟ أَصۡحَٰبَ ٱلۡجَنَّةِ أَن سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡۚ لَمۡ يَدۡخُلُوهَا وَهُمۡ يَطۡمَعُونَ﴾ [الأعراف 46]
﴿دَعۡوَىٰهُمۡ فِيهَا سُبۡحَٰنَكَ ٱللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمۡ فِيهَا سَلَٰمࣱۚ وَءَاخِرُ دَعۡوَىٰهُمۡ أَنِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [يونس 10]، ﴿وَلَقَدۡ جَاۤءَتۡ رُسُلُنَاۤ إِبۡرَ ٰهِيمَ بِٱلۡبُشۡرَىٰ قَالُوا۟ سَلَٰمࣰاۖ قَالَ سَلَٰمࣱۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَاۤءَ بِعِجۡلٍ حَنِيذࣲ﴾ [هود 69]، ﴿سَلَٰمٌ عَلَيۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ﴾ [الرعد 24]، ﴿وَأُدۡخِلَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ جَنَّٰتࣲ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِمۡۖ تَحِيَّتُهُمۡ فِيهَا سَلَٰمٌ﴾ [إبراهيم 23]، ﴿إِذۡ دَخَلُوا۟ عَلَيۡهِ فَقَالُوا۟ سَلَٰمࣰا قَالَ إِنَّا مِنكُمۡ وَجِلُونَ﴾ [الحجر 52]، ﴿ٱلَّذِينَ تَتَوَفَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَٰۤىِٕكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمُ ٱدۡخُلُوا۟ ٱلۡجَنَّةَ بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ﴾ [النحل 32]،﴿وَٱلسَّلَٰمُ عَلَيَّ يَوۡمَ وُلِدتُّ وَيَوۡمَ أَمُوتُ وَيَوۡمَ أُبۡعَثُ حَيࣰّا﴾ [مريم 33]، ﴿قَالَ سَلَٰمٌ عَلَيۡكَۖ سَأَسۡتَغۡفِرُ لَكَ رَبِّيۤۖ إِنَّهُۥ كَانَ بِي حَفِيࣰّا﴾ [مريم 47]
﴿وَعِبَادُ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلَّذِينَ يَمۡشُونَ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ هَوۡنࣰا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ ٱلۡجَٰهِلُونَ قَالُوا۟ سَلَٰمࣰا﴾ [الفرقان 63]، ﴿أُو۟لَٰۤىِٕكَ يُجۡزَوۡنَ ٱلۡغُرۡفَةَ بِمَا صَبَرُوا۟ وَيُلَقَّوۡنَ فِيهَا تَحِيَّةࣰ وَسَلَٰمًا﴾ [الفرقان 75]، ﴿وَإِذَا سَمِعُوا۟ ٱللَّغۡوَ أَعۡرَضُوا۟ عَنۡهُ وَقَالُوا۟ لَنَاۤ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ لَا نَبۡتَغِي ٱلۡجَٰهِلِينَ﴾ [القصص 55]
﴿تَحِيَّتُهُمۡ يَوۡمَ يَلۡقَوۡنَهُۥ سَلَٰمࣱۚ وَأَعَدَّ لَهُمۡ أَجۡرࣰا كَرِيمࣰا﴾ [الأحزاب 44].
والصلاة الصحيحة على النبي دون الوقوع في الشرك هي
1- الصلاة من الله نقول (صلى الله عليه).
أو (صلى الله وملائكته عليه) أو على النبي.
2- الصلاة من المؤمنين نقول (عليه الصلاة والسلام والتسليم).
3- لا اختصاص بالصلاة فقط على الآل والأصحاب بل هي لعموم المؤمنين ومن يريد الصلاة بذلك فليقل ( صلى الله وملائكته على المؤمنين رحمة واخراج من الظلمات للنور)، كما تنص الآيات.
الخلاصة.
هجر القرآن أوردنا المهالك مثل هذا الشرك بالله الذي نمارسه في حياتنا، في كل لحظة نصلي بها بالشكل المغلوط على النبي، وحين نحتفل بمولده الذي يجب أن يكون احتفال بالرسالة نفسها ومضامينها ونورها وهدايتها ورحمتها للعالمين، وبأسوته عليه الصلاة والسلام، باتباع أخلاقه ومعاملاته، مما علمنا من الكتاب والحكمة، ومن الرسالة التي بَلّغها، وهجر القرآن والدين الحق، جعلنا نقتل بعضنا، ونكره بعضنا، وندمر شعوبنا وأوطاننا، ونترك دين الله رب الناس، ونتمسك بدين الناس ومذاهبهم.
لا خلاص للأمة دون العودة لكتاب الله.
جمعتكم عودة لكتاب الله والخروج من الشرك.
د عبده سعيد المغلس
7-10-2022


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.