أكد حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم أن العدوان الإسرائيلي الذي تعرض له السودان منذ مؤخرا، يأتي في إطار سلسلة الاستهداف الإسرائيلي لتمزيق وحدته وتأليب بعض أبنائه على بعض . جاء ذلك في بيان للحزب بعد اجتماع طارئ لمكتبه القيادي برئاسة الرئيس عمر البشير والذي استمر حتى الساعات الأولى من صباح امس، لبحث تداعيات الموقف بشأن العدوان الإسرائيلي على مصنع "اليرموك" للصناعات العسكرية بجنوبالخرطوم . وأكد البيان أن هذا العدوان مكمل لسياسات حصار السودان وإضعاف قدراته ، مضيفا "أنه مهما كان الصلف الإسرائيلي ومكره وكيده فإن ذلك لن يزيد أهل السودان إلا قوة وإصرارا على بناء قدراته وتعزيز إمكانياته، مشيرا إلى أن قصف مصنع "اليرموك" سيكون حافزا لمزيد من النجاحات والتطوير لقدرات البلاد الصناعية والاقتصادية . كما أكد البيان احتفاظ السودان بحق الرد على أي اعتداء يقع على أراضيه من أية جهة كانت، وطلب المكتب القيادي من الحكومة تحريك القضية في كل المحافل لإدانة المعتدين وتعويض الضرر وإيقاف أي اعتداء . وقال إن الدرس المستفاد من دخول إسرائيل في المعركة مباشرة إنها قد يئست من أي وكيل أو عميل، وتأكد لها فشل كل وكلائها الذين كانت تستخدمهم للإضرار بالسودان ، فأدارت آلة مكرها مباشرة، ولكنها مثلما فشلت في الاضرار بالسودان عبر وكلائها فإنها ستفشل في إدارة حربها بالأصالة . ودعا المكتب القيادي كل القوى الدولية والأحزاب الصديقة بخاصة في أفريقيا والعالم الإسلامي لتحمل مسئولياتها في إعمال قواعد القانون الدولي بإيقاف المعتدين ومحاسبتهم وإدانتهم بأقوى العبارات . وكان وزير الاعلام السوداني قد أشارإلي أن القصف الإسرائيلي لن يوهن العزيمة والإرادة والسيادة السودانية، مؤكدًا مقدرة السودان بأن يكيل الصاع صاعين. وقال مصنع اليرموك للأسلحة يصنع أسلحة غير محرمة دوليًا أو تتنافي مع القوانين الدولية. واستبعد أحمد بلال عثمان ضلوع دولة جنوب السودان في الاعتداء علي المصنع، مؤكدًا عزم السودان في الاستمرار قي سياسة حسن الجوار. كان العقيد الصوارمي خالد سعد، الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، قد أكد أن هناك قرائن كثيرة تم التوصل إليها، تشير إلى أن إسرائيل هي التي قامت بقصف مصنع اليرموك بطائرات، وأشار إلي أن القوات المسلحة لديها أجهزة أمنية واستخباراتية عالية الكفاءة مما مكن السودان من معرفة ما حدث من قذف لمصنع اليرموك بالخرطوم وملابسات ذلك. وخرجت مسيرة، مساء امس، إلى مقر مجلس الوزراء السوداني بالخرطوم، تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على مجمع اليرموك للصناعات العسكرية. وخاطب علي عثمان طه النائب الأول للرئيس السوداني المسيرة بحديقة مجلس الوزراء ، بحضور الرئيس عمر البشير. ووصف طه في كلمته إسرائيل بأنها دولة الاعتداء والظلم وآن لها أن تجد من يردعها، وأشار إلى أن طلائع الأمة الإسلامية التي بدأت تنتفض الآن أصابت إسرائيل بالذعر فخرجت تعتدي وتضرب بطيش وبحمق. وأضاف إن إسرائيل بعدوانها لن تستطيع ضرب عزتنا ولا النيل من سيادتنا، أو أن نحيد عن مبادئنا ورسالتنا ودعوتنا ، وتابع قائلا "البشير الآن أقوى برجاله، بإخوانه من جميع القوى السياسية، وسيظل رمزا للكرامة الوطنية والقومية، وإن أبت إسرائيل، ومهما بغى الباغون ومكر الماكرون سيظل السودان قويا برجاله وبقيادته وبوحدته ودينه" . من جانبه قال عبد الرحمن الصادق المهدي مساعد الرئيس السوداني في كلمة مماثلة، إن ما ارتكبته إسرائيل عدوان صريح على السودان ومواطنيه وعلى الإسلام والشرعية الدولية والأعراف والقانون. ووصف إسرائيل بأنها "كيان معروف بالاعتداء على الجميع، كيان غير شرعي، ومولود حرام"، مضيفاً أن بلاده ستتحرك على المستوى الدبلوماسي والقانوني والسياسي والشرعي لردع هذا العدوان، وقال إن هناك إجراءات أخرى سيتم عملها - لكنه لم يوضحها. وأكد نائب رئيس البرلمان هجو قسم السيد ، أن البرلمان سيعقد اجتماعاً طارئ لجنة شئون المجلس، للخروج برأي واضح حول كيفية التعامل مع الحادث، متحفظاً على الخوض في أية تفاصيل إلى حين اجتماعهم. من جهته قال رئيس لجنة الأمن محمد الحسن الأمين في تصيحات صحفية إن اللجنة تتابع الأمر عن قرب لمعرفة كل التفاصيل، وقال إن اللجنة ستخاطب وزير الدفاع لتضمين حادثة ضرب مصنع اليرموك ضمن بيان وزير الدفاع عن الأوضاع الأمنية. في السياق قالت مصادر شرطية إن التحريات مازالت جارية لمعرفة عدد المصابين وعدد الجرحى، وأشارت إلى أن الشرطة دونت أمس 15 بلاغاً عن دانات غير مسجلة استهدفت المخازن بجبرة ومايو والأندلس والكلاكلة. وفي سياق آخر تمكنت السلطات الأمنية بولايتى شمال وجنوب دارفور من إلقاء القبض على عناصر تتبع للعدل والمساواة جناح جبريل إبراهيم أثناء محاولتها إختطاف عدد من الشباب لتجنيدهم قسرياً فى صفوفها. وقال مصدر بالحركات المتمردة فى تصريح له ، أن فصيل جبريل أقر بإختطافه لمجموعات من الأطفال الجنود ووجه بعدم تجنيد الأطفال القسر عبر بيان بثه فى موقعه الرسمى على الإنترنت موضحاً أن العدل والمساواة ركزت على إختطاف الشباب واليافعين ببعض المناطق والقرى شمال وجنوب دارفور ومناطق جبل ناصر بمحلية طويلة. وأضاف المصدر أن الفصيل اتخذ هذا الإتجاه بعد أن فقد كوادره البشرية الميدانية لكثرة الإنشقاقات التي لحقت به وكان أخرها إنسلاخ مجموعة محمد بشر.