تزداد معاناة خليل الزيني مع استمرار إغلاق معبر رفح البري مع مصر شأنه بذلك شأن مئات الفلسطينيينالذين حرموا من السفر أو العودة إلى منازلهم في غزة بعد إغلاقه من قبل أفراد من الشرطة المصرية احتجاجاً على خطف زملائهم قرب مدينة العريش عاصمة شمال سيناء. والزيني في العقد السادس من العمر، واحد من المرضى الذين كانوا في طريقهم لتلقى العلاج في أحد مشافي القاهرة يوم الجمعة الماضية. وبفعل إغلاق المعبر فإن أكثر من ثلاثة ألاف مسافر كانوا مدرجين على كشوف وزارة الداخلية والأمن الوطني قد حرموا من السفر رغم الحاج الملحة له. ويقول الزيني الذي كان ينتظر في صالة الانتظار الخارجية في المعبر بصوت مخنوق "حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من تسبب بإغلاق المعبر..". والزيني يعاني من سلسلة أمراض مزمنة إضافة إلى وجود ورم سرطاني في جهاز القولون اكتشفه الأطباء حديثاً وقام بتسوية أوراقه الثبوتية على عجل من أجل تلقى العلاج في مصر. مرضى عالقون وقال نجله أحمد الذي كان يرافقه في المعبر "هذا اليوم الثالث الذي نصل به إلى هنا ولا يزال لدينا أمل بأن ينتهي مسلسل الإغلاق في أي لحظة". ولا تزال الحكومة الفلسطينية في غزة تجري اتصالات على أعلى المستويات مع القيادة المصرية بهدف إعادة تشغيل المعبر وإنهاء أزمة العالقين على جانبي الحدود. وقال على حسنين وهو طالب ماجستير يدرس في مصر إن حرمانه من السفر يعني ضياع مجهود فصل دراسي كامل.. امتحاناتي تبدأ غداً الاثنين ولا أدري ماذا أفعل". ولليوم الثالث على التوالي يتوافد عشرات المسافرين على الجانب الفلسطيني من المعبر ويمضون كثير من الساعات على أمل مغادرة قطاع غزة لحظة إعادة تشغيل المعبر. واكتفى المغترب حسين الشاعر من رفع ويعمل في دولة الأمارات العربية المتحدة بالقول: "كان زيارة ممتعة للأهل والأصدقاء لكنها تحولت إلى كابوس نظراً لإغلاق المعبر المفاجئ". والشاعر وصل مع عائلته نهاية الشهر الماضي وكان يعتزم السفر يوم الجمعة الماضية وكان يلوح بتذاكر الطيران التي انتهي موعدها غاضباً أمام بوابة المعبر. وعلى الجانب المصري من المعبر يصطف المئات من العالقين في طابور طويل أمام بوابته المغلقة بالجنازير إلى جانب حقائبهم وأطفالهم على أمل العودة إلى غزة. وقال مسؤول في هيئة الحدود والمعابر الفلسطينية في غزة ل"قدس برس" إن أكثر من 2200 فلسطيني عالقون حاليا في الجانب المصري من معبر رفح بانتظار إعادة فتحه. ظروف صعبة وأضاف المسؤول ذاته أن هؤلاء يقاسون من ظروف صعبة بفعل عدم تمكنهم من العودة إلى منازلهم في قطاع غزة، موضحاً أن غالبيتهم يقيمون في المدينة الشبابية في مدينة العريش المصرية وبقيتهم لدى أقارب لهم أو في فنادق. وكتب الصحفية هدى بارود العالقة في الجانب المصري على موقع التواصل الاجتماعي "فيسوك": " حسبي الله ونعم الوكيل على من سكر معبر رفح.. الله يعطل حياته زي ما شل حياتي ويحرمه من أولاده زي (مثل) ما حرمني من بنتي". وبارود صحفية من غزة حصلت على جائرة الصحافة العربي في دبي قبل أيام وقد وصلت إلى المعبر يوم الجمعة الماضية وتمضي ساعات النهار أمام بوابة المعبر. إصرار على الإغلاق ويصر أفراد من الشرطة المصرية على استمرار إغلاق المعبر في كلا الاتجاهين إلى أن يتم الإفراج عن زملائهم المختطفين من قبل جماعات مسلحة في سيناء. وكانت الساعات القليلة الماضية شهدت اتصالات وجهودا مكثفة في محاولة لإنهاء الأزمة وإعادة فتح المعبر، كان أبرزها وصول مساعد وزير الداخلية المصري للمعبر في محاولة لإقناع ضباط وعناصر الشرطة بالعودة إلى عملهم وفتح المعبر دون فائدة.