تمكنت الأجهزة الأمنية السودانية من إحباط محاولة تهريب أسلحة وذخائر إلى مصر شملت 2247 طلقة كلاشينكوف و17 خزنة فارغة، كانت بحوذة ثلاثة مصريين محملة على سيارة "بوكس". وقالت صحيفة الرأي العام السودانية ، إنه تم إلقاء القبض على المتهمين بواسطة وحدة مراقبة تابعه لجهاز الأمن والمخابرات السوداني بطريق "دنقلا"، حيث كان ينوي المتهمون إدخال تلك الأسلحة إلى مصر. وأضافت إن المتهمين كانوا في طريقهم من الخرطوم إلى وادي حلفا، وأن المتهم الأول سائق العربة سجل اعترافًا تفصيليًا قبل إحالة الملف إلى محكمة الإرهاب. وأفاد المتهم إن المتهمين الثاني والثالث لا علاقة لهما بالمعروضات وإنها تخصه وقام بشرائها من منطقة "أبو جبيهة" للشروع في نقلها إلى مصر عبر الرعاة لحماية مواشيهم بمصر، وتم نقلها إلى الخرطوم مخبأة بمنطقة "جبرة"وبعدها نقلت على متن سيارته متجهًا إلى أسوان، في الوقت التي كانت الجهات المختصة السودانية تتابعهم، وتم ضبطهم والقبض عليهم بالولاية الشمالية بعد مطاردتهم. من جهة أخري أكد دبلوماسيون وعاملون في منظمات انسانية ان ولاية جونقلي تشهد معارك جديدة بين الجيش وميليشيا القبائل المتصارعة ، وهى منطقة تعانى من عدم استقرار مزمن شرق جنوب السودان. وقال مسئول فى الأممالمتحدة "لدينا معلومات موثوق بها جدا عن معارك شاملة فى منطقة بيبور" وأشار المسئول نقلا عن شهود عيان إلى "مذابح رهيبة". كما أكد عاملون فى منظمات إنسانية تنشط فى المنطقة أن ميليشيا قبيلتى الدينكا والنوير حشدت ألاف الرجال لمحاربة قبيلة المورل. فى الوقت نفسه أدانت السفارة الأمريكية "أعمال العنف القبلية الجارية" فى بيبور. وأضافت فى بيان "نطالب الجميع بالسماح للوكالات الإنسانية بالوصول إلى المدنيين والمناطق التى تجتاحها أعمال العنف". وآخر مواجهات وقعت فى بيبور كانت فى مايو الماضى، حيث قام جنود ومسلحون آخرون بنهب مقار الأممالمتحدة ومنظمات غير حكومية من بينها المستشفى الوحيد فى المنطقة كلها. ومنذ ابريل 2011 يحارب جيش جنوب السودان فى المنطقة حركة تمرد يقودها ديفيد يويو وهو أستاذ لاهوت سابق من قبيلة المورل. وتتهم منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان الجيش والمتمردين بارتكاب تجاوزات بشعة بحق المدنيين من بينها حوادث اغتصاب واسعة النطاق. وفى كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى الثانية لاستقلال جنوب السودان أعرب الرئيس سلفا كير عن "قلقه الشديد للهجمات المستمرة وعمليات القتل المجانية للمدنيين" فى بيبور. واتهم ديفيد يو يو بالوقوف وراء أعمال العنف ودعاه إلى قبول عرض العفو عنه مقابل استسلامه. ودعا ميارديت، في خطابه ، المصريين إلى الالتزام بالهدوء والسلام وضبط النفس لحل الأزمة الحالية. وقال رئيس جنوب السودان إن بلاده نالت الحرية والاستقلال بعد كفاح طويل ومرير وتعرض الجنوبيين لفظائع لا توصف من ابادة جماعية واضطهاد، على حد وصفه. وفى ابريل الماضى قتل خمسة من جنود الأممالمتحدة وسبعة مدنيين يعملون لحساب الأممالمتحدة فى كمين بالقرب من بيبور. وتشهد ولاية جونقلى نزاعات قبلية شديدة منذ إعلان استقلال جنوب السودان فى 9 يوليو 2011 . وتعد هذه الولاية مرتعا للأسلحة والأحقاد المتراكمة بين قبائلها. وخلال الحرب الأهلية السودانية كانت قبيلة المورل تحارب مع جيش الخرطوم، الذى كان يسلحها، ضد حركة التمرد الجنوبية. وهى لا تزال موضع ريبة لدى باقى قبائل جنوب السودان.