في 10يوليو 1943 رزقت أسرة حامد أبو زيد بالفتى نصر وهي أسرة بسيطة من قرية قحافة إحدى قرى طنطا محافظة الغربية بجمهورية مصر العربية. نظرا لوفاة والده مبكرا اتجه للدراسة في الثانوية الصناعية وتخرج منها فني لاسلكي واشتغل بهذا التخصص لفترة حتى يتمكن من المساعدة في إعالة اسرتة ودفعه طموحة للدراسة الليلية حتى تحصل على شهادة الثانوية العامة التي سمحت له بالالتحاق بجامعة القاهرة كلية الآداب قسم اللغة العربية ونال منها الدكتوراه في 1979م بدأت شهرته بعد قضية التفريق بينة وبين زوجته التي حكمت بها المحكمة بعد دعوى" حسبة" أقامها ضده الدكتور عبدا لصبور شاهين حيث اتهمته لجنة علمية (شكلت لمناقشة الأبحاث والكتب التي قدمها لنيل درجة أستاذ في الجامعة )بالارتداد والإلحاد ونظرا لعدم احتواء القانون المصري على نصوص تسمح بالمحاكمة بسبب الارتداد فقد لجأ خصوم نصر حامد أبو زيد للاستفادة من قانون الأحوال الشخصية الذي يعتمد على فقه الإمام ابوحنيفة ووجدوا فيه مبدأ يسمى (الحسبة)طالبوا على أساسة من المحكمة التفريق بين ابوزيد وزوجته الدكتورة ابتهال يونس الأستاذة في الأدب الفرنسي وعندما حكمت المحكمة بالتفريق بينة وبين زوجته قسرا أصبحت حياة الزوجين في خطر مما اضطرهما لمغادرة مصر إلى هولندا والاستقرار بها لمدة 15سنة. وفي هولندا عمل ابوزيد أستاذا للدراسات الإسلامية بجامعة ليدن واستهل أولى محاضراته بالبسملة ونطق الشهادتين معلنا انه كان بإمكانه نطقها أمام المحكمة ويفشل بذلك الأساس الذي قامت عليه القضية المرفوعة ضده لكنه رفض ذالك" حتى لا يؤسس لوجود سلطة تفتيش تبحث في قلوب الناس" وأراد بذلك ان يقول لمن استضافوه "إذا كنتم تحتفون بي لاعتقادكم بأنني ضد الإسلام فذلك خطأ لأنني باحث من داخل دائرة الحضارة العربية والإسلامية". وفي هولندا التي قضى بها فترة غربته التي امتدت لقرابة 15عاما آلف خلالها 20كتابا وخاض العديد من المعارك الفكرية دفاعا عن الإسلام ولعل أهم مؤلفاته هي: - الاتجاه العقلي في التفسير . - دراسة في قضية المجاز في القران عند المعتزلة. - الإمام الشافعي وتأسيس الأيدلوجية الوسطية - دراسة في علم القران . - دراسة في تأويل القران عند محي الدين بن عربي. - نقد الخطاب الديني. - قراءة في خطاب المرأة. - التفكير في زمن التكفير. أثار ابوزيد جدلا كبيرا في الأوساط الثقافية والفكرية بسبب اراءة وأفكاره وكانت نظرياته حول تاريخية النص القرآني سبب محنته وقد تمت الجناية على نصر ابوزيد مرتين . الأولى انه استبعد من عطائه الأكاديمي في مصر حيث وصف ابوزيد وجودة في هولندا بأنه (مجرد وجود مكاني بمعنى انه يظل شاغلي الأساسي قارئي من العالم العربي والإسلامي). والأخرى تجاهله ومحاصرته من قبل المثقفين العرب). وبعد 15عاما انتهى هذا الوجود المكاني ليعود إلى القاهرة ويلفظ بها أخر أنفاسه يوم الاثنين الموافق الخامس من يوليو من عامنا هذا بعد ان أصيب بمرض خطير احتار الأطباء في تشخيصه وانتقل ليقابل ربه فهو ارحم بعباده من عبيده . وكما كان للدكتور نصر ابوزيد من رجال الدين من وقف ضده وكفره فقد كان لبعضهم مواقف عكس ذلك فالدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية دعا للدكتور نصر ابوزيد بالرحمة مؤكدا انه كان يختلف معه في بعض اجتهاداته إلا انه كان يختلف أيضا مع من يكفره لأنه كان ينطق الشهادتين ويؤكد ان الإسلام دينه. وقال الدكتور محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية ومجمع فقهاء الشريعة بأمريكا (أدعو الله له بالرحمة وان يتقبل اجتهاده في الأمور الدينية والقران صريح في عدم تكفير المسلم طالما نطق الشهادتين ) أما الدكتورة أمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفه بحامعة الازهر والتي زاملت الدكتور نصر ابو زيد في جامعة ليدن بهولندا وعرفتة عن قرب لفترة ليست بقصيرة فقالت)لااملك سوى الدعاء للدكتور أبو زيد لأنني اعرف جيدا مدى الظلم والاضطهاد الذي تعرض له في حياتة). ولن تكون وفاة الدكتور ابوزيد ابدا نهاية قصتة أو اسهاماتة كمفكر اثار الكثير من الجدل الديني والثقافي.