الصومالي الاميركي يحيى وحيلي يقبع في القاهرة من دون بصيص امل في رجوعه الى اميركا، في حين انه يحمل جواز سفر اميركيا صحيحا وفق الاصول! كل الذنب الذي ارتكبه وحيلي الموضوع على قائمة الممنوعين من دخول الولاياتالمتحدة، انه قضى حوالي سنة في اليمن السعيد ليدرس اللغة العربية، ولاكمال نصف دينه بالزواج من فتاة صومالية تقيم في اليمن تدعى مريم. وحيلي يقول انه بعد مغادرته اليمن ووصوله إلى مطار القاهرة اخبره مسؤول الجوازات في المطار ان اسمه موضوع على قائمة الممنوعين من دخول اميركا، وان عليه مراجعة سفارة دولته (اميركا) في القاهرة. السفارة الاميركية صادرت جواز سفره، وأعطته جوازا صالحا لسفرة واحدة الى اميركا، ومع ذلك لا يستطيع السفر الى اميركا به. وحيلي يقول ان ضباط المباحث الاميركية سألوه عن ال 18 شهرا التي قضاها في اليمن، وان كان مسلما ملتزما يصلي الفروض الخمسة، ويقرأ القرآن، وهل له صلات مع «القاعدة» في اليمن؟ يحيى يقول انه يكره «القاعدة» وليست له صلة بها على الاطلاق.. مراقبون في واشنطن يقولون ان المباحث الاميركية زادت من جهودها بعد حادثتين اتهمت بأنها قصرت فيهما: الاولى حادثة النيجيري عمر فاروق عبدالمطلب الذي حاول تفجير طائرة اميركية في طريقها من امستردام الى ديترويت. والثانية حالة الاميركي الباكستاني فيصل شاه زاده الذي حاول تفجير سيارة ملغومة في نيويورك الشهر الماضي (صحيفة الشرق الاوسط 2010/6/18). نسرد هذه الحكاية بمناسبة الضجة التي احدثها بعض النواب (هايف والعدوة) حول المدعو محمد الدوسري الملقب بأبي طلحة.. وهي ضجة رضخ لها وزير الخارجية مطمئنا النواب، ان هذا المواطن سيجلب الى الكويت بدل العراق الذي يطالب به لاتهامه بارتكاب جرائم قتل وتفجيرات فيه! ونحن ليس لدينا اعتراض على جلب هذا المواطن، ومحاكمته على التهم المنسوب إليه ارتكابها، وهي تهم ارهابية رُوّ.ع فيها مدنيون ابرياء من هذا «البوطلحة». يقول عنه النائب حسين القلاف إن لديه جلسة في قضية امن دولة، وهو عنصر نشط في خلية عريفجان، وقد قام بعمليات ضد قوات التحالف في الكويت، لذلك يبدي القلاف دهشته حول اهتمام سمو رئيس الوزراء ونائبه الثاني بشأنه! ونحن لسنا مع الولاياتالمتحدة في غلوها وتشددها في مواجهة المتهمين بالانتماء إلى «القاعدة»، ولكننا في الوقت نفسه لا نتفق مع تهاون وتساهل ارفع مسؤولينا في مواجهة هذه الشرذمة التي لا تؤمن الا بالعنف والدم والدمار.. وهذا الموضوع او هذه الفئة لا يجوز التعامل معها «لا جذي ولا جذاك»، يعني «لا هيك ولا هيك»! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. كاتب كويتي-القبس