أمل مزارعي التوت الأرضي أو الفراولة في شمال قطاع غزة، أن يتوج موسم فاكهة “الذهب الأحمر” بالنجاح كي يعوض خسارتهم في العام الماضي الذي تكبد فيه المزارعون أكثر من مليون دولار. لكن الأحوال الجوية السيئة التي مرت بها منطقة الشرق الأوسط مطلع الأسبوع الماضي بددت أمانيهم. "إن تصدير كل من الفراولة و الزهور كان يدر أرباحا محترمة، لكن الحصار وسوء الأحوال الجوية في قطاع غزة كبدا مزارعيها الكثير من الخسائر، ولم يعد مربحا كالسابق"، هكذا تحدث المزارع أبو سلمان من شمال القطاع. وبدأ موسم تصدير الفراولة من غزة إلى أوروبا في نوفمبر الماضي ويستمر حتى منتصف فبراير. ويقول المزارعون إنه الأسوء بفعل انخفاض الأسعار العالمية وصعوبات التصدير عبر إسرائيل ومعها سوء الأحوال الجوية. ويقول ماهر اللوح أحد المزارعين الفلسطينيين في قطاع غزة إن “الموسم كان صعبا جدا ولم يستطع المزارعون السيطرة على الوضع، فسوء الأحوال الجوية، وخاصة الرياح التي كانت قوية جدا، لم يكن باستطاعتنا مواجهته. الآن لا نعرف كيف سنسدد ديوننا”. وفي المزرعة القريبة من المنطقة الغربية من شمال قطاع غزة قامت الرياح بخلع كل الغطاء البلاستيكي الذي كان يغطي محصول الفراولة في المنطقة. وبدا واضحا أن المحصول قد تعرض لأضرار جسيمة وأصبح غير صالح للتسويق أو الجني، كما قال المزارعون، حيث تقدر الخسائر بأكثر من 50 في المئة من المحصول في المنطقة الشمالية في قطاع غزة. وشملت الخسائر التي قدرت بملايين الدولارات حسب المختصين، الخسائر المباشرة فقط. أما الخسائر الأخرى التي تتعلق بتجريف التربة وإعادة تأهيل المناطق الزراعية المتضررة في شمال وجنوب قطاع غزة وقبلها ما تلقاه المزارعون والمصدرون من ضربة قاسمة في ذروة الموسم الزراعي، فلم تقدر بعد. الغطاء البلاستيكي يغطّي محصول الفراولة قبل أن تتلفه الرياح ويقول محسن أبو رمضان الخبير في التنمية الاقتصادية إن “الخسائر ليست على المستوى الآني فقط، إنما شملت خسائر مستقبلية تتطلب وقتا زمنيا طويلا لتجاوزها، كإعادة ترميم التربة وترميم البيوت البلاستيكية والحمامات وإعادة صيانة البرك والآبار”. وقال المزارع أبو سلمان إنهم متمسكون بأرضهم رغم الصعوبات التي يواجهونها من الاعتداءات الصهيونية المتكررة إلى العواصف والأمطار التي جلبها المنخفض الجوي الأخير على غزة، معربًا عن أمله في أن يكلل جهدهم بالنجاح في نهاية هذا الموسم. ويقول المزارعون الفلسطينيون الذين أصاب الغضب والشعور باليأس الكثير منهم إن المواسم السابقة كانت دائما ما تتعرض لضربات بفعل الحصار والعمليات العسكرية الإسرائيلية. لكن الضربة هذه المرة جاءتهم من حيث لم يتوقعوا. يذكر أن وزارة الزراعة الفلسطينية كانت قد أعلنت عن بدء موسم تصدير التوت الأرضي، وذلك وفقا للمواصفات العالمية عبر معبر كرم أبو سالم. وقال مدير عام التسويق والمعابر بوزارة الزراعة تحسين السقا، إن هناك 800 دونم مزروعة ب”الفراولة” وهي تنتج 2500 طن، مبينا أن العام الماضي تم تصدير (200 طن) فقط، وأن الفراولة تصدر إلى الأسواق الأوروبية لأول مرة بختم فلسطيني.