قال الكاتب السياسي محمد عياش ان الحوثيون قوة دينية مسلحة وطرح عياش حلان اثنان لترويض هذه القوة . 1- أن تخوض الدولة حربا ضدها حتى إنهاء "خطرها"، (كما يقول البعض). 2- أن تقوم "العملية السياسية" في صنعاء بمهمتها في استيعاب هذه الحركة أولا، والضغط عليها ثانيا لتصبح قوة سياسية "مدنية" تركن "السلاح" جانبا. (وهذا الخيار كان بدأ مع مشاركة الجماعة في "مؤتمر الحوار الوطني"). وقال عياش انه مع خيار استيعاب الحركة الحوثية والضغط عليها لتصبح قوة سياسية مدنية وتركن السلاح جانبا :"لستُ مع الخيار الأول، لأنه خيار عدمي وعبثي، ويعيد تجريب المجرب، وفضلا عن كونه غير وارد أصلا، وعن كارثيته على استقرار البلد وتهديده لآمال بناء الدولة؛ فإنه يعني حربا أهلية كاملة الأركان، وتوريطا جديدا للجيش في مواجهة جزء من المجتمع (بما أن الحوثية حركة لها مجتمعها وليست فصيلا معزولا في ادغال)". وتابع عياش :"لذلك أنا مع الخيار الثاني، وإذا استمر الحوثيون في التعملق كتيار مسلح فقط؛ فإن هذا لن يكون فشلا لقيادات الجماعة فحسب، بل وللعملية السياسية المركزية، وللتيارات المدنية الفاعلة برمتها، حيث المعول دوما على نخب السياسة والنشاط المدني "ترويض" كل التطورات غير المدنية في المجتمع، وفرض قيم المدنية والديمقراطية والعمل السلمي، بالأدوات المنسجمة مع هذه القيم؛ على كل متغير جديد، بما فيه نشوء أو صعود حركات بمرجعيات غير مدنية. واشاد بماقال محمد اليدومي في السابق كما وصفه: في لحظة صفاء وطني نادر ولكن لم يصمد طويلا: "سنأخذ بأيدي الحوثيين إلى السياسة ونساعدهم". وقال : :إن الاكتفاء بتعامل نخب السياسة والإعلام والعمل المدني، بموقف "الهجاء" أو "الرفض" أو "الخوف" ، تجاه التطورات العاصفة في شمال شمال الوطن؛ هو عين العجز، وصريح الهروب من المسؤولية الوطنية. فالخوف من تيار يتمدد في أربع جهات المنطقة بهذه السرعة، أمر "مشروع" نعم، لكن المشكلة حين يترتب على هذا الخوف اللجوء لأسلحة "العجز" وليس القيام بالمسؤولية لدى كل شريك في "الوطن" و في "العملية السياسية" و في "صناعة الوعي العام". واعتبر عياش ان الحوثيون ليسوا كائنات فضائية، وقال : " ولو ألقت قيادات العمل السياسي في صنعاء، بشكل موحد، ولو بالأقل من ثقلها الكامل، على "عبد الملك الحوثي" في قضية ما لما وجد خيارا غير الاستجابة، أو أنه سيواجه "عزلة" سياسية ليست في مصلحته كيفما حسبها." وأكد أن النضال المدني في اليمن، ينبغي التفكير في أنه لا يستهدف بناء "الدولة المدنية" فحسب، بل "تمدين" المجتمع بكل تياراته ومكوناته، وهذه مهمة ليست هينة.