قال نشطاء إن مقاتلين معارضين سوريين أخرجوا فصيلا مرتبطا بتنظيم القاعدة من أحد معاقله في شمال غرب البلاد يوم الجمعة فيما يمثل صفعة قوية للفصيل بعد اسبوعين من الاقتتال الداخلي الذي أضعف المعارضة في مواجهة قوات الرئيس بشار الأسد. ويقاتل مسلحون اسلاميون وعلمانيون معتدلون نسبيا تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبط بتنظيم القاعدة في أسوأ أعمال العنف بين جماعات المعارضة منذ بدء الصراع في سوريا في مارس آذار 2011. ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ألف شخص قتلوا في الاقتتال الذي بدأ في يناير كانون الثاني والذي ساعد قوات الأسد على استعادة أراض حول حلب في شمال البلاد. وقال المرصد ونشطاء يوم الجمعة إن الدولة الاسلامية في العراق والشام انسحبت من بلدة سراقب الشمالية التي لها اهمية استراتيجية لأنها تقع على الطرق السريعة التي تربط بين حلب ودمشق واللاذقية المعقل الساحلي للأسد. وقال المرصد "انسحب مقاتلو الدولة الاسلامية في العراق والشام من مدينة سراقب بعد اشتباكات عنيفة مع عدة كتائب اسلامية وكتائب مقاتلة استمرت لعدة ايام وقاموا باحراق سياراتهم قبل الانسحاب وتم الانسحاب بعد تغطية نارية من لواء مقاتل مبايع لهم." وتقاتلت جماعات معارضة متناحرة منها العديد من أعضاء الجبهة الإسلامية - وهي تحالف كبير لبعض اقوى جماعات المعارضة السورية - للسيطرة على البلدة على مدى ايام وحركت دبابات وشاحنات مزودة بمدافع آلية ضد الدولة الاسلامية في العراق والشام قبل اسبوع. وقال ناشط من سراقب إن موقف الدولة الاسلامية في العراق والشام ضعف حين انسحب لواء متحالف معها لحماية بلدة سرمين المجاورة والتي تحاصرها الجبهة الاسلامية. وقال قائد محلي من جبهة النصرة - وهو فصيل آخر على صلة بتنظيم القاعدة كان قد اشتبك مع الدولة الاسلامية في العراق والشام في بعض المناطق - إن مقاتلين من جبهة النصرة ومن جبهة ثوار سوريا سيسيطرون على مواقع عسكرية ونقاط تفتيش في حين تنسحب الدولة الاسلامية في العراق والشام والجبهة الاسلامية. وقال القائد في اتصال عن طريق موقع سكايب الالكتروني إن القرار لا يرجع لهم مشيرا إلى أن هذه نتيجة إيجابية فوقف الاشتباكات هو دائما أفضل نتيجة. وأكد ان جبهة النصرة التي ينتمي لها لا تنحاز لاي طرف بل تقف ضد المعتدي في كل واقعة وأن الطرفين للاسف يعتديان على بعضهما البعض. وكرر الناشط من سراقب ما ذكره القائد من جبهة النصرة عن اتفاق لكن نشطاء آخرين نفوا ذلك ولم يتسن التحقق من صحة الأمر من مصدر مستقل. على صعيد منفصل قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام مدعومين بتعزيزات من الريف الى الشرق من حلب استعادوا بلدة جرابلس على الحدود الشمالية مع تركيا من ايدي جماعة معارضة منافسة. وأضاف المرصد "قام مقاتلو الدولة الاسلامية في العراق والشام بتفجير بيوت لمقاتلين مناوئين لهم" وقال إن 22 مقاتلا على الاقل من جماعات مناوئة لهم قتلوا بينهم خمسة أعدموا بعد أسرهم. واندلع الاقتتال الداخلي بين فصائل المعارضة السورية في أوائل يناير كانون الثاني بعد تصاعد التوترات على مدى اشهر. وتنامى الاستياء المحلي من الدولة الإسلامية في العراق والشام بسبب عمليات خطف وقتل لمعارضيه ومحاولة فرض تفسير متشدد للشريعة الإسلامية في المناطق التي سيطر عليها. واغضب الفصيل الذي يستمد قوته من مجموعة من المقاتلين الإسلاميين الأجانب الاشداء معارضين آخرين كذلك بسبب الاستيلاء على اراض من فصائل معارضة أخرى. ومن غير المرجح أن تقرب خسارة الدولة الإسلامية في العراق والشام لسراقب القتال من نهايته. ومازالت الجماعة تسيطر على اراض كثيرة في شمال شرق سوريا منها الرقة وهي المدينة الرئيسية الوحيدة التي يسيطر عليها المعارضون بالكامل. وصد التنظيم تقدم منافسين بحملة من الهجمات الانتحارية وتفجيرات السيارات الملغومة. ويقول المرصد إنه استهدف المناوئين له بتفجير اربع سيارات ملغومة امس الخميس وإنه فجر سيارة ملغومة على الاقل اليوم الجمعة