- وقف ممثلو طرفي الصراع السوري يوم الخميس دقيقة حدادا على أرواح ضحايا الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات غير أن محادثات السلام التي بدأت قبل أسبوع لم تحقق تقدما يذكر ولم يتبق أمام الوفدين سوى يوم واحد قبل اختتامها. وعلى صعيد آخر عبرت الولاياتالمتحدة عن قلقها من تأخر سوريا عن نقل مخزوناتها من الأسلحة الكيماوية لتدميرها حسب المواعيد المقررة. وكانت رويترز قد ذكرت أمس الأربعاء نقلا عن مصادر مطلعة أن سوريا لم تسلم سوى ما يقل عن خمسة في المئة من ترسانتها الكيماوية ولن تتمكن من الالتزام بمهلة تنتهي الأسبوع القادم لإرسال كل المواد السامة للخارج لتدميرها. وشابت أول محادثات بين حكومة الرئيس بشار الأسد ومعارضيه حرب كلامية منذ بدأت في جنيف قبل أسبوع. وقال الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي يوم الأربعاء إنه لا يتوقع أي إنجاز جوهري في الجولة الأولى من المحادثات التي تنتهي يوم الجمعة لكنه يأمل في إحراز تقدم أكبر بالجولة الثانية المقرر أن تبدأ في العاشر من فبراير شباط أو نحو ذلك. وتقدم الجانبان خطوة يوم الأربعاء عندما اتفقا على استخدام إعلان جنيف لعام 2012 أساسا للتفاوض لكن بدا واضحا يوم الخميس -الذي كان اليوم الأول من المحادثات وفقا لخارطة الطريق المتفق عليها- أن الخلاف لايزال قائما على كيفية إجراء المحادثات. وبدأت محادثات يوم الخميس بخطوة رمزية جمعت بين الجانبين. فقد قال مندوب المعارضة أحمد جقل إن رئيس وفده هادي البحرة اقترح الوقوف دقيقة حدادا. ووقف الجميع بمن فيهم أعضاء وفد الأسد وفريق الإبراهيمي. وأبلغ جقل رويترز "وقف الجميع حدادا على أرواح الشهداء. كان ذلك رمزا طيبا." لكن سرعان ما عاد الطرفان إلى سابق خلافهما. فقد اتهم وفد الحكومة المعارضة بدعم الإرهاب لرفضها التوقيع على قرار يعارضه. وقال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري إن الحكومة اقترحت أن يتفق الجانبان على أهمية مكافحة العنف والإرهاب لكن الجانب "الآخر" رفض الاقتراح لأنه هو نفسه متورط في مسألة الإرهاب على حد قوله. وتصف دمشق جميع مقاتلي المعارضة بأنهم "إرهابيون". وأعلنت دول غربية بعض الجماعات الإسلامية التي تنضوي تحت لواء المعارضة المسلحة -مثل الدولة الإسلامية في العراق والشام- جماعات إرهابية ولكنها تعتبر أعضاء جماعات أخرى مقاتلين شرعيين في الحرب الأهلية. وقال مندوبو المعارضة إن الإعلان الذي اقترحته دمشق تجاهل المقاتلين الأجانب القادمين من إيرانوالعراق وجماعة حزب الله اللبنانية والذين يدعمون حكومة الأسد. وقال المتحدث باسم المعارضة لؤي الصافي إن النظام السوري قدم بيانا أحادي الجانب. وأضاف أن النظام يريد أن يخلط بين مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وبين أبناء سوريا الذين رفعوا السلاح ويدافعون عن عائلاتهم. ويحدد إعلان جنيف 2012 مراحل لإنهاء الصراع تتضمن وقف القتال وتوصيل المساعدات والاتفاق على تشكيل هيئة حكم انتقالية. وبينما تريد المعارضة البدء بتناول مسألة هيئة الحكم الانتقالية -التي ترى أنها تستلزم تنحي الأسد- تقول الحكومة إن الخطوة الأولى يجب أن تتمثل في مناقشة الإرهاب. واتهم الصافي قوات الحكومة السورية بإسقاط "براميل متفجرة على مدن كبرى مثل حمص وحلب وبارتكاب مذابح للمدنيين التركمان. وأضاف أن النظام يقوم بتمثيل مسرحية يريد أن يعطي من خلالها انطباعا بأنه يرغب في حل سياسي لكن الوضع على الأرض يعكس نيته الحقيقية. وحضر إلى جنيف مسؤولون من الولاياتالمتحدة وروسيا اللتين ترعيان المؤتمر وذلك لإسداء النصح لوفدي المعارضة والحكومة. وقالت مصادر دبلوماسية ان المقداد اجتمع مع مسؤولين روس يوم الخميس. وصيغ إعلان 2012 الذي يدعو لتشكيل حكومة انتقالية في وقت كانت الدول الغربية تظن فيه أن أيام الأسد في الحكم باتت معدودة. غير أن العام الماضي شهد تحسنا في وضع الأسد سواء على صعيد القتال أو الصعيد الدبلوماسي. من جانب آخر قال دبلوماسيون إنه لم يتحقق أي تقدم في محادثات جنيف بشأن القضايا الإنسانية وإن قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة ما زالت تنتظر السماح لها بدخول مدينة حمص الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة والتي تقول الولاياتالمتحدة إن سكانها يتضورون جوعا. وفي حال عدم حدوث انفراجة في قضية حمص هذا الأسبوع لن يجد وفد المعارضة -الذي يتألف في معظمه من معارضين في المنفى- ما يمكن أن يدافع به عن قرار المشاركة في المحادثات التي تعارضها فصائل أخرى تتمتع بنفوذ أكبر على الأرض في سوريا. وقالت منظمة هيومن رايتش ووتش المعنية بحقوق الإنسان ومقرها نيويورك يوم الخميس إن السلطات السورية دمرت سبعة أحياء سكنية دون هدف عسكري واضح سوى معاقبة المدنيين لأنهم وفروا مأوى لمقاتلي المعارضة الذين فروا. وتحدث نشطاء عن اشتباكات وقصف في جميع المحافظات السورية تقريبا يوم الخميس من مدينة حمص بوسط البلاد إلى محافظة إدلب في الشمال الغربي إلى مدينة دير الزور الشرقية. وقال أحد سكان محافظة حمص إن مقاتلي المعارضة من بلدة الحصن الصغيرة هاجموا نقطة تفتيش عسكرية في قرية قريبة وقتلوا 16 جنديا واستولوا على عربة صهريج. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الخميس إن طائرات هليكوبتر سورية ألقت براميل متفجرة في مدينة حماة بوسط البلاد وفي محافظة دمشق. وتسبب الصراع السوري في مقتل 130 ألف شخص ونزوح ما يقرب من ثلث السكان عن ديارهم. وأعرب عبد الرحمن اللاجيء السوري الذي فر من حمص إلى مدينة طرابلس اللبنانية عن خيبة أمله في محادثات جنيف. وقال "تحدثوا كثيرا وتجادلوا كثيرا في هذا المؤتمر ولم يصلوا لشيء. كنا نأمل في التوصل لحل في النهاية لكن لم يبق حل. لم يعد لدينا أمل