أعلن الرئيس السودانى عمر البشير، أمس، أنه "لن يكون هناك أى تأجيل للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة فى 2015". وأضاف البشير خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية لمجلس شورى حزب المؤتمر الوطنى، الحاكم، بالخرطوم أمس، "نحن نريد خلق توافق وطنى عبر حوار، ولا نقول إن كل القوى السياسية ستشارك فيه بل معظمها ومن ثم الدخول للانتخابات". ونبه البشير إلى اتصالات يجريها حزبه مع القوى السياسية لتكوين الآلية التى تقود الحوار. وفى ديسمبر الماضى أجرى البشير تعديلا وزاريا غير مسبوق أطاح فيه بغالبية الوجوه القديمة التى ظلت تتنقل بين الوزارات منذ وصوله للسلطة بانقلاب عسكرى مدعوما من الإسلاميين فى 1989 لصالح وجوه شابة. يذكر أن الرئيس السودانى دعا الشهر الماضى، كل القوى السياسية فى البلاد إلى حوار بشأن خطة إصلاحية تتمثل فى 4 محاور هى "وقف الحرب وتحقيق السلام، المجتمع السياسى الحر، محاربة الفقر، وإنعاش الهوية الوطنية". وأكد البشير أن وثيقة الإصلاح التى طرحها مؤخرا جاءت استجابة للدعوات المتكررة من مجلس الشورى القومى للإصلاح على مستوى الحزب والدولة. وبرر البشير عدم طرح تفاصيل الوثيقة على القوى السياسية فى خطابه الأخير "بأنه لا يريد أن يعتقد الآخرين أن حزبه أتى حاملا هذه الرؤية ويريد للآخرين أن يبصموا عليها فقط"، مؤكدا أن رؤية وآراء الحزب حول المرتكزات التى طرحتها الوثيقة سيتم عرضها خلال جلسات الحوار من أجل الوطن التى أكد بأنها ستكون طويلة عبر المؤسسات والأطر التى يتفق عليها. وأعرب الرئيس السودانى عن أمله أن تكون نتيجة الحوار وحدة أبناء الشعب السودانى، والتوافق على كثير من الثوابت والانطلاق بالسودان للأمام. وجدد التأكيد على أن الحوار المطروح لكل الشعب السودانى من أجل أن يشارك كل الناس فى انتخابات نزيهة وشفافة يستطيع الشعب السودانى فيها بكل حرية أن يختار من يمثله فى المواقع المختلفة ومن يقوده فى المؤسسات المختلفة. وأجاز الاجتماع الحزبى، أجندة العمل التى شملت بجانب إجازة لائحة المراقبة والمحاسبة مجموعة من أوراق العمل تمثلت فى إصلاح الدولة والحزب، وإعادة بناء وهيكلة الحزب.
من جهة أخري ، شكلت الحركة الشعبية المعارضة بالسودان- قطاع الشمال- وفدها للمفاوضات مع حكومة الخرطوم المقرر انطلاقها الخميس، المقبل بأديس أبابا. وأكد مصدر فى وفد حكومة الخرطوم المفاوض، إن الحكومة السودانية جددت التفويض لمساعد الرئيس إبراهيم غندور ليرأس وفد التفاوض، موضحا أن الوفد يجرى ترتيباته للمغادرة إلى العاصمة الإثيوبية الأربعاء المقبل. وأفاد بيان صادر عن الحركة الشعبية، أن الوفد المفاوض مع الحكومة يتكون من ياسر عرمان رئيسا للوفد وكبير مفاوضيها، وجقود مكوار نائبا له، وعدد آخر من قيادات الحركة الشعبية، مشيرة إلى أن تكوين الوفد جاء بعد مشاورات مع الجبهة الثورية. وقالت الحركة الشعبية إنها ستستعين بخبراء وطنيين من كافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدنى، وسمّت 34 شخصية، منهم فرح عقار، والواثق كمير، وذلك للمساهمة فى مفاوضات تمضى فى اتجاه الحل الشامل القومى لقضايا السودان.