احتياطات أمنية مشددة، تشهدها دار الأوبرا المصرية على غير العادة، فاليوم يشهد حضور قيادات الدولة، من أجل إعادة التقليد المختفي منذ ما يزيد على ثلاثة عقود. أمن دار الأوبرا تنحى، وحل بدلاً منه أمن رئاسة الجمهورية، الذي تولى عملية التأمين بأكملها، بحسب ما أكدته مصادر ل"العربية.نت"، وذلك من أجل الاحتفال بعيد الفن. حضور الرئيس عدلي منصور إلى الحفل كان منتظراً، ولكن الجميع فوجئ بقدوم وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي، لتعلوا الهتافات الوطنية من جميع الحاضرين من رموز الفن، وعلى رأسهم وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب. السلام الوطني كان إذناً ببداية الحفل، الذي شهد تكريم اتحاد النقابات الفنية الذي ينظم الاحتفالية لرئيس الجمهورية، حينما منحه عبر كل من حسين فهمي ونور الشريف، درع التكريم. وتولى أحمد السعدني وبشرى، تقديم فقرات الحفل، الذي شهد كلمة لوزير الثقافة، ومن بعده تكريم الدولة عبر رئيسها لرموز الفن، بمنحهم وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى. فتم تكريم الراحل محمد فوزي، وتسلم سمير صبري الوسام نيابة عنه، كما تم تكريم، عز الدين ذو الفقار، وعبدالحي أديب، الذي تسلم وسامه نجله عمرو أديب، ليلوح بعدها بعلامة النصر. وكرم رشدي أباظة، وأحمد منيب، وشادية التي حضر تسجيل صوتي لها، نيابة عنها، شكرت فيه الجميع على تكريمهم، كما كرمت الفنانة ماجدة التي أصرت على الحضور، والصعود للمسرح، وكذلك سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، التي ظهرت بعد فترة طويلة من الغياب، وظل الحضور يهتفون باسمها كثيرا أثناء التكريم. وكان الدور على سيدة المسرح سميحة أسوب، ومن بعدها حسن يوسف وعزت العلايلي، وكلاهما لوح بعلامة النصر، ونادية لطفي التي لم تحضر، ومحمود ياسين. كلمة رئيس الجمهورية عقب التكريم، حان وقت الحديث، وكانت الكلمة لرئيس الجمهورية عدلي منصور، الذي طلب من الجميع الوقوف دقيقة حداد على روح ضحايا مصر. ثم أكد على العديد من النقاط التي كان أبرزها، أن التكريم في هذه الليلة واجب ومستحق، مشدداً على أنه سيستمر في المستقبل، وستتلقاه أجيال مقبلة. كما طلب من أهل الفن ألا يتركوا الساحة الفنية فريسة للعبث بالذوق المصري العام، وأن يتصدوا لذلك بإنتاج فن حقيقي يرتقي بالذوق العام، ويعيد للفن رقيه. وتخللت الكلمة العديد من الهتافات كان من بينها "تحيا مصر" و"تحيا الأمة العربية". وعقب الكلمة، قدمت فقرة بعنوان "رسائل الفن المصري" التي تولى نور الشريف، وفاروق الفيشاوي، وليلى علوي، وحسين فهمي، وهاني رمزي، والشاعر جمال بخيت تقديمها، وصاحبهم الكورال في تقديم مجموعة من الأغنيات الوطنية. فاصل غنائي وطني حان وقت الاستراحة، ومن بعدها صعدت المطربة أنغام إلى المسرح، وقدمت مجموعة من الأغنيات الوطنية، وجاء من بعدها هاني شاكر، الذي شكر الرئيس عدلي منصور، على منحه قبلة الحياة للفن من جديد، ثم تولى من بعدها تقديم مجموعة من الأغنيات الوطنية، من بينها أغنية "بلدي يا بلدي" و"أحلف بسماها"، ليسدل بعدها الستار، على الحفل الذي استمر قرابة الثلاث ساعات، وأحيا تقليداً كان قد اختفى منذ 33 عاماً.