كشفت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أمس أن خبراء السرطان البريطانيين الأربعة الذين كانوا يعالجون ضابط الاستخبارات الليبي السابق عبدالباسط المقرحي المدان الوحيد بتفجير طائرة ركاب أميركية عام 1988 فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية، لم تتم استشارتهم قبل إطلاق سراحه. ونقلت الصحيفة عن أحد هؤلاء الخبراء أنه فوجئ بعدم طلب استشارته قبل إطلاق سراح المقرحي في آب (اغسطس) من العام الماضي. واضافت أن أياً من الطاقم الطبي التابع لوزارة الصحة الذي عالج المقرحي لم يوقع على تشخيص يشير إلى أنه لم يبق من عمره سوى ثلاثة أشهر. وأطلقت الحكومة الاسكتلندية سراح المقرحي «لأسباب إنسانية» لأنه كان يعاني السرطان في مراحله الأخيرة، لكنه لا يزال على قيد الحياة بعد مرور سنة على الإفراج عنه. وقال طبيب المسالك البولية الذي عالج المقرحي في اسكتلندا: «فوجئت عندما سمعت بإطلاق سراحه لأنه لم تتم استشارتي حول هذا الموضوع... هذا أمر غريب». وعينت الحكومة الليبية الطبيب الليبي إبراهيم الشريف وخبيرة السرطان البريطانية كارول سيكورا لإجراء فحوصات للمقرحي استنتجا منها أن أمامه ثلاثة أشهر قبل وفاته. وأقرت سيكورا في مقابلة الشهر الماضي بأن المقرحي قد يعيش عشرة أعوام أو اكثر. ولم يدن سوى المقرحي في الهجوم الذي أودى بحياة 270 شخصاً بينهم 189 أميركياً. ويثير بقاؤه على قيد الحياة بعد سنة من إطلاق سراحه انتقادات في الولاياتالمتحدة التي تتهم مجموعة «بي بي» النفطية بالضغط على السلطات الاسكتلندية لإطلاق سراحه مقابل صفقات تنقيب مع ليبيا، ما تنفي الشركة والحكومة الاسكتلندية. وكانت الحكومة الاسكتلندية نشرت العام الماضي تقريراً أعده مدير مكتب الرعاية الصحية في السجن الاسكتلندي اندرو فريزر عن صحة المقرحي، وقالت الصحيفة إن التقرير تضمن أسماء أربعة اختصاصيين في القضية، لكنها حجبت. وأوضحت انهم إلى جانب الطبيب لطيف، طبيب المسالك البولية أيضاً جيفري اور الذي شخص مرض السرطان لدى المقرحي وطبيب المقرحي للأورام السرطانية ريتشارد جونز والطبيب الاستشاري غراهام هاورد. وقال لطيف: «لم التق فريزر ولم اتكلم معه. أعمل في مجال سرطان البروستات دائماً»، مؤكداً أنه «حريص جداً على الدقة عند تشخيص أي حالة... ولا أعرف كيف أعطى فريزر تشخيص الأشهر الثلاثة». ونقلت الصحيفة عن لطيف أن جونز لم يستشر أيضاً قبل إطلاق سراح المقرحي، فيما قال أور إنه لم يتواصل مع سلطات السجن منذ تقاعده نهاية تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، وأنه لم يحاول إعطاء أي تشخيص.