ذكرت صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تعهدت بالتحقيق في ضلوع شركة "بي بي" البريطانية ، إحدى أكبر الشركات العالمية في التنقيب عن البترول، في إطلاق سراح المواطن الليبي عبد الباسط المقرحي المدان بتفجير طائرة بان آم الأمريكية فوق قرية لوكربي باسكتلندا قبل أعمال التنقيب الجديدة للشركة في ليبيا". وكانت الحكومة الاسكتلندية أفرجت عن المقرحي منذ شهور لأسباب إنسانية نظرا لإصابته بالسرطان في مرحلة متقدمة. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن الصحيفة: إن ذلك يأتي عقب قيام أربعة من اعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بإرسال خطاب يطلبون فيه التحقيق فيما إذا كان لبي بي يد في إطلاق سراح المقرحي من سجنه باسكتلندا العام الماضي "لأسباب صحية". وأوضحت الصحيفة أن هذه الضغوط الشديدة على الشركة تأتي فيما أجبرت على إرجاء الفحوص على الغطاء الجديد الذي غطت به فوهة البئر المنفجر في خليج المكسيك والذي تتدفق إلى مياهه كميات هائلة من النفط في مياه الخليج مما ألحق أضرارا كبيرة بالبيئة . كانت صحيفة "تايمز أون صنداي" البريطانية وصفت في عدد سابق لها أن المقرحي حيا حتى الآن بالأمر المخزي. وقالت الصحيفة إن المقرحي مايزال حيا حتى الآن بعد مرور 10 شهور على الإفراج عنه وهو ما دعا كبير الإخصائيين في مرض السرطان إلى أن يعرب عن أسفه فهو كان أحد المسؤولين الذين ساعدوا المحكمة الاسكتلندية على اتخاذ قرارها بالإفراج عن المقراحي بعد أن قدم تقارير صحية تؤكد وفاته في غضون ثلاثة شهور. من جانبه، صرح الخبير البريطاني كارول سيكورا بأن " الأمر مخز أن المقرحي مايزال حيا وتخطي مدة الثلاثة أشهر التي توقعت أن يتوفى خلالها". ونشرت الصحيفة آراء عدد كبير من الأطباء المتخصصين في علاج السرطان وكشفت أن المحكمة الاسكتلندية رفضت توصياتهم بأن المقرحي قد يعيش لشهور طويلة بل حتى أن الأمر وهو ما دعا سيكورا الآن إلى أن يعيد النظر في تشخيصه للحالة الصحية وتوقع أن يعيش المتهم أكثر مما كان يتوقع الكثيرون فقال "هناك فرصة كبيرة أن يعيش المقرحي 10 سنوات أخرى ولكن الأمر سيكون غير معتاد". وأشارت الصحيفة إلى أن قرار الإفراج عن المقرحي أثار موجه انتقادات شديدة ضد الحكومة الاسكتلندية التي ستواجه المزيد منها في القريب العاجل طالما المقرحي مايزال حيا. وكان وزير العدل الاسكتلندي كيني مكاسكيل أعلن في العشرين من أغسطس/آب الماضي إخلاء سبيل المقرحي لأسباب انسانية, والسماح له بالعودة إلى ليبيا بعد أن أمضى 8 سنوات من حكم السجن مدى الحياة الصادر بحقه عام 2001 بعد إدانته بتفجير طائرة لوكربي سنة 1988, والذي أدى إلى مقتل 270 شخصا , 189 منهم أمريكيون. ونشر المقرحي في موقع خاص على شبكة الإنترنت وثائق قال إنها تثبت براءته من تفجير طائرة لوكربي. ويشار إلى أن المقرحى لم يقر أبدا بضلوعه فى الحادث , كما اعتبرته ليبيا "رهينة سياسية" وبذلت جهودها طيلة سنوات من أجل الافراج عنه.