استعدادات في مطار طرابلس العسكري تمهيدا لاستقباله اسكتلندا تفرج عن المقرحي وتوقعات بوصوله ليبيا خلال ساعات أعلن مسؤول في الحكومة الليبية، اليوم الخميس، انه تم الافراج عن عبد الباسط المقرحي، المدان بتفجيرات لوكربي عام 1988 والذي يعاني من مرض عضال، وسيصل إلى طرابلس خلال ساعات قليلة.
وأفادت مصادر ملاحية اليوم ان تحضيرات جارية في مطار طرابلس العسكري تمهيدا لاستقبال المقرحي الذي حكم عليه في تفجير طائرة "بوينغ 747" تابعة لشركة "بان اميريكان" فوق لوكربي. ولم يتسن الحصول على ايضاحات عن التحضيرات الجارية. وأفاد الاعلام الليبي ان طائرة ليبية تقل صحافيين ليبيين غادرت ليبيا الى اسكتلندا. وكانت تقارير بريطانية قد أكدت منذ صباح اليوم الترجيحات بالافراج عن المقرحي الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في اسكتلندا، وذلك لأسباب صحية، ويعاني المقرحي من سرطان البروتستاتا في مرحلة متقدمة. وصدر الحكم بسجن المقرحي بعد ادانته في القضية التي تعد اسوأ هجوم ارهابي في تاريخ بريطانيا. وعقد الجانبان البريطاني والليبي مباحثات حول وضع المقرحي مؤخرا، وتأتي هذه التطورات بعد الزيارة التي قام بها وزير العدل الاسكتلندي كني ماكاسكيل للمقرحي في سجنه، والتي أثارت تكهنات بامكانية نقله الى ليبيا. وحسب الصلاحيات التي تتمتع بها السلطات الاسكتلندية، والتي تضمن لها قدرا كبيرا من الاستقلالية عن الحكومة البريطانية المركزية، فإن قرار الافراج عن المقرحي بيد وزير العدل الاسكتلندي. ولم يصدر حتى الآن تأكيد رسمي من السلطات في اسكتلندا بالافراج عن المقراحي. وقدمت طرابلس طلبا الى لندن لنقل المقرحي الى ليبيا في شهر مايو الماضي، وذلك بعد أسبوع واحد من اتفاق البلدين على تبادل السجناء. وبناء على هذا الاتفاق يمكن لأي من الدولتين التقدم بطلب مبادلة السجناء، ويجب على الدولة الأخرى تقديم الرد خلال 90 يوما. غير أن وزير العدل الاسكتلندي قال إنه ربما يتأخر في الرد على الطلب بعد يوم 3 اغسطس 2009، وهو تاريخ مرور 90 يوما على تقديمه، لأنه بحاجة لمزيد من المعلومات. وسبق أن رفضت السلطات البريطانية طلبا للافراج عن المقرحي لأسباب صحية عام 2008، وذلك على أساس ان حالته الصحية قد تمكنه من الاستمرار في الحياة لعدة سنوات. وعبر بعض أهالي ضحايا لوكربي عن رفضهم للافراج عن المقرحي، ومن بينهم الأمريكية كاثرين فلاين، التي فقدت ابنها في الحادث، والتي قالت إن المقرحي لم يظهر رحمة في التعامل مع ضحاياه، وبالتالي ترفض الافراج عنه لاسباب انسانية. غير أن آخرين عبروا عن شكوكهم في مسؤولية المقرحي عن تفجير لوكربي، ومن بينهم باميلا ديكس، وهي من جمعية ضحايا الحادث في بريطانيا وفقدت شقيقها، التي قالت إنها لم تقتنع بالكثير من الأدلة التي على أساسها أدين المقرحي.