افرج عن المقرحي بعد قضاء 8 سنوات في سجن اسكتلندي نفت ليبيا الاثنين أن يكون الافراج عن عبد الباسط المقراحي تم مقابل ابرام صفقات نفطية لصالح بريطانيا. وقال محمد سيالا أمين التعاون الدولي بوزارة الخارجية الليبية إن ربط عقد وقعته طرابلس مع شركة بريتيش بتروليوم باتفاق بشأن المقرحي يثير السخرية. وأشار سيالا إلى أن ليبيا لها قوانينها واجراءاتها لارساء المناقصات، مضيفا أن بريتيش بتروليوم شركة كبيرة في مجال النفط وأن طرابلس راضية عن أدائها. وثائق بريطانية في هذه الاثناء اعلنت مصادر رسمية بريطانية أن حكومة المملكة المتحدة ستكشف بعد ظهر الثلاثاء عن كل المراسلات التي اجرتها مع وزراء اسكتلنديين بشأن المقرحي. وسيتزامن الكشف عن المراسلات البريطانية مع وثائق أخرى ستكشف عنها الحكومة الاسكتلندية. وأفادت الانباء أن الوثائق التي ستكشف عنها الحكومة البريطانية ستكون عبارة عن خطابات من وزارة العدل تتعلق باتفاقية تبادل السجناء مع ليبيا. وذكرت التسريبات أن المراسلات البريطانية أشارت إلى أنه لا نقاش حول اطلاق سراح السجناء لاسباب انسانية وأنها تعزز موقف الحكومة البريطانية بألا صفقات ابرمت مقابل إطلاق سراح المقرحي. ودافع وزير العدل الاسكتلندي عن المشورة الطبية التي تلقاها قبل الافراج عن المقرحي الذي يعاني من سرطان البروستاتا في مراحل متأخرة. بعد 8 سنوات يذكر أن السلطات الاسكتلندية أفرجت عن المقرحي، المدان بتفجير طائرة أمريكية فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية عام 1988، من السجن في 20 أغسطس/ آب لاسباب انسانية بعد حبسه 8 سنوات. واعيد المقرحي الى ليبيا ليلقى استقبالا حافلا أغضب الحكومة الامريكية وأقارب الضحايا الذين لقوا حتفهم في حادث سقوط الطائرة. وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أدانا الافراج عن المقرحي. يذكر أن شركة بريتيش بتروليوم النفطية العملاقة فازت بعقود للتنقيب عن النفط في ليبيا عام 2007 بعد ان رفعت عقوبات اقتصادية صارمة عن طرابلس. أثر ايجابي لكن الحكومة البريطانية نفت تقارير اعلامية أشارت الى انها سعت لدى السلطات الاسكتلندية للافراج عن المقرحي من اجل تحسين العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع ليبيا التي لديها أكبر احتياطيات نفطية في افريقيا. وظلت ليبيا تنفي على الدوام أي دور لها في تفجير الطائرة، لكن الزعيم الليبي معمر القذافي وجه الشكر لبريطانيا على عودة المقرحي قائلا انه سيكون له اثره الايجابي على العلاقات الثنائية. من جانبه حذر سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي من أن تؤدي هذه التقارير الاعلامية إلى "إعاقة التحسن التجاري" بين ليبيا والغرب وذلك في مقال على صحيفة (انترناشينال هيرالد تريبيون) الصادرة الاثنين. يذكر أن ليبيا بدأت تخرج من عزلتها الدبلوماسية منذ الغائها برنامجا لانتاج أسلحة متطورة عام 2003 والموافقة على دفع تعويضات لضحايا غربيين في هجمات اتهمت بالضلوع فيها.