تعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الثلاثاء بالتعاون مع جلسات الاستماع بالكونغرس الامريكي بشأن إطلاق سراح مفجر لوكيربي ولكنه قال انه لا يساند فتح تحقيق جديد من قبل حكومته بشأن ما اذا كانت شركة بريتش بتروليوم (بي بي) لها تأثير في اتخاذ القرار الخاص بالافراج عن الرجل الليبي. وفي مؤتمر صحفي في البيت الأبيض مع الرئيس باراك أوباما، أكد كاميرون أن الافراج عن عبد الباسط المقراحي منذ قرابة عام كان قرارا سيئا من جانب السلطات الاسكتلندية. وقال كاميرون: لست في حاجة إلى إجراء تحقيق ليخطرني بأن هذا كان قرارا سيئا. وبدلا من ذلك، فان الحكومة البريطانية سوف تفحص كل الوثائق المتعلقة بالقرار الذي اتخذته الحكومة الاسكتلندية، التي لها سلطة نظر القضية، لتحديد ما اذا كانت هناك معلومات اضافية يجب الاعلان عنها. والقت القضية بظلالها على أول زيارة لكاميرون للبيت الأبيض منذ توليه منصبه في وقت سابق العام الحالي. وناقش أوباما وكاميرون أيضا الحرب الدائرة في أفغانستان وعملية السلام في الشرق الأوسط والطموحات النووية الإيرانية والاقتصاد والتسرب النفطي في خليج المكسيك الذي بدأ قبل ثلاثة أشهر عقب انفجار منصة استاجرتها شركة بريتش بتروليوم (بي بي). وأعرب كاميرون عن تعاطفه مع الغضب السائد في الولاياتالمتحدة بشأن التسرب النفطي الضخم وتأييده لموقف إدارة أوباما بانه يتعين على شركة (بي بي) أن تتحمل تكاليف ازالة اثار التسرب النفطي. وقال كاميرون: فيما يتعلق بشركة (بي بي) التي ناقشناها باسهاب إلى حد ما، فانني اتفهم تماما الغضب السائد الان في جميع أرجاء أمريكا، مضيفا "التسرب النفطي في خليج المكسيك كارثة بالنسبة للبيئة وصناعة الصيد والسياحة". واضاف إن دور الشركة (بي بي) يتمثل في وقف التسرب وازالة اثاره ودفع تعويض مناسب. وتابع: أنا والرئيس أيضا، على اتصال منتظم مع الادارة العليا في شركة (بي بي) للتأكد من القيام بهذه المهام. ولم يكرر أوباما، الذي وصف أيضا الافراج عن المقراحي بانه قرار سئ، دعوة مباشرة وجهتها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الى مراجعة القرار، ولكنه قال انه سوف يرحب بمعلومات اضافية. واضاف أوباما: نحن نرحب باى معلومات اضافية سوف تعطينا رؤية وتفهما أفضل للسبب وراء اتخاذ ذلك القرار.
وكانت السلطات الاسكتلندية قد أفرجت عن المقراحي في آب/ أغسطس 2009، لأسباب إنسانية، حيث كان يعاني من السرطان، ورأى الأطباء أنه لن يعيش أكثر من ثلاثة أشهر، غير أنه لا يزال على قيد الحياة.
وطفت القضية على السطح مرة اخرى بعدما ترددت تقارير تشير إلى أن شركة الطاقة البريطاني العملاقة (بريتش بتروليوم) مارست ضغوطا على السلطات الاسكتلندية لحملها على الإفراج عن المقراحي، على امل أن يساعدها ذلك في دخول سوق التنقيب عن النفط في ليبيا.
وأبدت الولاياتالمتحدة معارضة قوية للقرار، ويعتزم مجلس الشيوخ عقد جلسات استماع هذا الأسبوع حول ما إذا كانت هناك دوافع ما، خلاف حالة المقراحي الصحية، وراء قرار الإفراج عنه.
وأودى تفجير رحلة الخطوط (بان آم 103) فوق لوكيربي باسكتلندا، بحياة 270 شخصا بينهم 189 أمريكيا. ووصف كاميرون المقراحي بانه أكبر قاتل جماعي في تاريخ بريطانيا.