قام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بجولة علي الخط الساحلي الجنوبي لولاية لويزيانا الجمعة ليتفقد ما أصبح يوصف بأسوأ كارثة نفطية تشهدها الولاياتالمتحدة على الإطلاق، في الوقت الذي بدا فيه أن محاولة شركة (بريتش بتروليوم) الحاسمة لسد بئر النفط المتفجرة في خليج المكسيك ستمتد لبعض الوقت. وأصر مسئولون من (بريتش بتروليوم) أن عملية (توب كيل) التي تتضمن حقن طمي ثقيل إلى البئر المتفجرة لمقاومة الضغط من تحت الأرض وإخماد التسرب النفطي تسير وفق الخطة الموضوعة لها. وحذر المسئولون الجمعة من أنهم ربما يحتاجون إلى 24 أو 48 ساعة لمعرفة مدى نجاح العملية. ووعد أوباما خلال زيارة إلى جنوب لويزيانا أن يظل ما بات يشكل أسوأ حادث تسرب نفطي في تاريخ الولاياتالمتحدة يتصدر اهتماماته، في الوقت الذي تواجه فيه إدارته انتقادا متناميا بسبب جهود استجابتها المتراخية. وقال أوباما مخاطبا سكان ساحل خليج المكسيك من شاطئ جراند إيل، لن نتخلى عنكم ولن نترككم وراءنا، نحن معكم وسنراقب ذلك بأعيننا. وأضاف: يشكل هذا أكبر أولوياتنا ويستحق استجابة على قدر المهمة، معترفا بأن إدارته تتعامل الآن مع أكبر تسرب نفطي في التاريخ الأمريكي. وأوضح أوباما أنه لايزال الأمر مبهما إذا كانت جهود شركة (بريتش بتروليوم) التي تقوم حاليا بعملية (توب كيل) في قاع خليج المكسيك، قد تكللت بالنجاح. وقال: إذا نجح ذلك فإنه سيكون بالتأكيد نبأ سارا.. لكن جهودنا سوف تستمر بكل قوتها بغض النظر عن النتيجة. وتأتي زيارة أوباما- وهي الثانية إلى المنطقة منذ انفجار حفار (ديب ووتر هورايزون) في 20 نيسان/ أبريل- وسط تنامي الغضب والإحباط في الداخل إزاء استجابة الحكومة للكارثة وعدم قدرة (بريتيش بتروليوم) على السيطرة على بئر النفط. وأكد أوباما إنه أمر بزيادة عدد الفرق العاملة على الخطوط الساحلية التي وصل إليها التسرب النفطي بالفعل وتلك التي يمكن أن تصل إليها في غضون 24 ساعة، إلى ثلاثة أضعاف. وقد تسرب نحو 540 ألف برميل من النفط إلى خليج المكسيك منذ 20 نيسان/ أبريل، أي بما يزيد على 257 ألف برميل تسربت خلال حادثة (إيكسون فالديز) عام 1989 في ألاسكا. وقد امتد التسرب النفطي إلى نحو 240 كيلومترا من الخط الساحلي للولايات المتحدة، طبقا لشبكة (سي إن إن) . وكانت (بريتش بتروليوم) قد استأنفت استخدام طريقة (توب كيل) (القتل من أعلى) لمحاولة وقف تدفق النفط الخام من بئر النفط المتفجر في قاع خليج المكسيك، وذلك بعد يوم من تعليق المحاولة يوم الخميس للتعرف على مدى فعاليتها. ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية عن مسئولين من شركة (بريتش بتروليوم) قولهم إنه تم استئناف العمل في وقت متأخر من الليل في خليج المكسيك في محاولة لضخ طمى ثقيل في البئر لوقف تدفق النفط. وبدأت الشركة استخدام طريقة (توب كيل) في وقت متأخر من يوم الأربعاء وكانت هناك مؤشرات أولية بأن هذه الطريقة قد تؤدي إلى النتائج المأمولة. ولكن الشركة علقت العملية لتمنح مهندسيها فرصة لتقييم النتائج. وقال دوج ستلز المدير التنفيذي للعمليات في شركة (بريتش بتروليوم) إنه على مدار ال16 ساعة الماضية على الأقل، قامت الشركة بتقييم النتائج الأولية وإعادة تجهيز السفن التي تحمل الطمي الثقيل للجولة المقبلة من العمليات. وحذر رئيس الشركة توني هايوارد من ان طريقة (توب كيل) تحمل في طياتها خطر توسيع التسرب، ولذلك يعمل المهندسون بحذر. وقال ستلز إن تعليق العملية كان ضروريا للسماح للمهندسين بقياس الضغط في الأنابيب. وأضاف: تتوقف عن الضخ إذا بدأ الضغط في الارتفاع، وتضخ مجددا إذا لم يرتفع، فلديك إشارة على النجاح. وعرضت اسبانيا وهولندا والاتحاد الأوروبي معدات لمساعدة الولاياتالمتحدة في تنظيف المناطق الملوثة بالنفط، وفقا لما ذكرته المفوضية الأوروبية الجمعة. لكن الولاياتالمتحدة لم تقبل حتى الآن سوى مساعدة المكسيك والنرويج. وكان أوباما قد قال يوم الخميس الماضي إن إدارته ستدرس عروضا أخرى إذا ما اقتضت الحاجة إلى ذلك.