أمر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتشكيل لجنة للتحقيق في أسباب وقوع انفجار بمنصة حفر بحري كانت تحفر بئرا نفطيا لصالح شركة بريتش بتروليوم البريطانية في خليج المكسيك مما أدى إلى غرق المنصة وتسرب كميات كبيرة من النفط منذ العشرين من الشهر الماضي وحتى الآن. ونقلت الانباء عن مسؤول كبير في البيت الابيض أن اللجنة التي أمر أوباما بتشكيلها ستكون شبيهة بتلك التي حققت في انفجار مكوك الفضاء الامريكي تشالينجر، وستقوم بدراسة بقواعد عمل شركات النفط وقوانين السلامة المطبقة في حفارات النفط وقواعد وأسس الإشراف الحكومي على هذه الانشطة وبنية وعمل إدارة التعدين الحكومية. وفي تداعيات الكارثة البيئية التي تهدد السواحل الامريكية أعلن كريس أونيس المسؤول الأمريكي المشرف على عمليات الحفر البحري عن استقالته من منصبه الاثنين. ولم تصدر توضيحات عن سبب استقالة أونيس من منصبه في إدارة التعدين لكن يواجه كبار المسؤولين في الادارة اتهامات بوجود صلات قوية لهم بالشركات النفطية. جلسة استماع وكانت لجنة الامن الداخلي وقضايا الدولة في الكونجرس الامريكي قد عقدت جلسة الاثنين استمعت خلالها إلى عدد من المسؤولين الحكوميين عن الإجراءات التي اتخذتها مختلف الجهات الحكومية للتعامل مع التسرب النفطي وكان من بين المسؤولين الذي أدلوا بشهادتهم أمام اللجنة وزيرة الامن الداخلي جانيت نابوليتانو. وقال رئيس اللجنة السناتور جوزيف ليبرمان إن على الحكومة وقف منح تراخيص حفر آبار بحرية عميقة جديدة قبل التأكد من اتخاذ الاجراءات التي تكفل عدم تكرار حوادث مماثلة ووجود الاحتياطات التي تكفل معالجة التسرب النفطي بشكل أكثر فعالية. واعلنت بريتش بتروليوم الاثنين أن الأنبوب الذي قامت بوضعه داخل الانبوب الخارج من البئر في قاع البحر يضخ يوميا ألف برميل من النفط إلى خزان عائم على سطح الماء. وقالت الشركة إن هذه الكمية تمثل نحو 20 بالمائة من حجم التسرب الذي يقدر بنحو 5 الاف برميل يوميا حسب تقديرات الشركة والجهات الحكومية الامريكية. وقال مدير عمليات الشركة في الولايات المتحدة ان هذه الخطوة تهدف الى الحد من التسرب فقط وستحاول الشركة وقف التسرب بشكل تام بحلول نهاية الاسبوع. محاولة ناجحة وقد نجحت الشركة في المحاولة الثالثة في وصل أنبوب طوله نحو ميل بالأنبوب الخارج من البئر باستخدام روبوتات تعمل تحت الماء. وقال باحثون في المعهد القومي لعلوم وتكنولوجيا ما تحت البحار إنهم اكتشفوا بقع نفط تكمن تحت سطح البحر على عمق 1200 متر. وقالت محاضرة في علوم البحار في جامعة جورجيا، سامانثا جويي، "قد يستغرق الأمر سنوات وربما عقودا قبل التعافي من هذا التسرب". وأضافت "لم نشاهد شيئا شبيها بما حدث من قبل...من المستحيل إدراك العواقب بشكل كامل". يمكن التنشغيل باستخدام برنامج "ريال بلاير"، او "ويندوز ميديا بلاير ويمكن أن تؤدي المواد الكيماوية التي قامت شركة بي بي برشها في قاع البحر إلى منع النفط من الصعود إلى سطح المحيط، وفق باحثين. ويذهب هؤلاء الباحثون إلى أن حجم الضرر الذي ألحقه التسرب النفطي بالبيئة أسوأ بكثير من المخاوف التي ظهرت في البداية. وفي هذا الإطار، يشك بعض العلماء في تقديرات شركة بي بي فيما يخص كمية التسرب، قائلين إن تكرار بي بي أن 5 آلاف برميل تتسرب يوميا تقلل بشكل كبير من الكمية الحقيقية. فلوريدا وفي هذه الأثناء أعلن مسؤول رفيع في خفر السواحل الامريكية أن هناك احتمالا بوصول التلوث النفطي الناجم عن التسرب النفطي في أعماق خليج المكسيك إلى سواحل ولاية فلوريدا. وقال الادميرال بيتر نيفنجر في شهادته أمام الكونجرس الأمريكي إن التلوث الذي قد يصل الى سواحل فلوريدا سيكون على شكل كرات من القار وستكون مكافحتها أسهل نسبيا. بي بي سي