بدأت ليبيا في تحركاتها من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، تهدف لإصدار قرار يطالب بفتح تحقيق دولي في احتلال العراق، وإعدام الرئيس العراقي صدام حسين. وأشارت صحيفة (قورينا) الليبية على موقعها الإلكتروني اليوم، أن الإدارة الأمريكية انزعجت من هذه الخطوة التي أقدمت عليها ليبيا، من جهتها كثّفت الحكومة العراقية الحالية اتصالاتها بليبيا وعبرت عن تخوفها من النتائج المترتبة على هذه المطالب وفي 29 يوليو/ تموز الماضي، تقدمت ليبيا إلى الأممالمتحدة بمذكرة رسمية تحمل رقم 1209، سلمتها إلى بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، لإجراء تحقيق موسع عن ملابسات غزو العراق، وقيام الولاياتالمتحدة بشن حرب لإسقاط نظام حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003. وكان الزعيم الليبي معمر القذافي الرئيس الحالي للقمة العربية- قد طالب الرؤساء العرب بتشكيل لجنة للتحقيق في مقتل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للقمة العربية العشرين في دمشق. وفي السياق ذاته جدد القذافي مطلبه هذا أمام اجتماع الدورة 64 للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي انعقد في شهر سبتمبر 2009، واصفا الحرب على العراق ب"أم الكبائر"، وقال: "إن الأممالمتحدة ستحقق في تلك الحرب من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة" التي يرأسها الليبي علي التريكي في ذلك الحين، واصفا غزو العراق "بالخرق لميثاق الأممالمتحدة دون مبرر من قبل دول كبرى ذات مقاعد دائمة في مجلس الأمن وذلك بعدوانها على دولة مستقلة وهي عضو في الجمعية العامة". وتساءل القائد معمر القذافي في كلمته أمام الجمعية العامة- بشأن إعدام الرئيس العراقي صدام حسين بقوله: "كيف يتم إعدام أسير حرب ورئيس دولة وحكومته بواسطة عصابة ترتدي ملابس تنكرية؟". ويقول مراقبون إن من شأن إعادة فتح ملف الغزو الأمريكي للعراق أن يجرجر الكثير من الرؤوس إلى محاكم العدالة الدولية ويعيد إلى دائرة الأضواء فضح ما حاول الكثير من المجرمين التستر عليه. ونقلت الصحيفة عن مصادر موثوقة قولها إن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قد أجرى ثلاثة اتصالات على الأقل بأمين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي (وزير الخارجية) موسى كوسا لثني ليبيا عن المطالبة بفتح ملف تحقيق الغزو الأمريكي للعراق، وإعدام الرئيس السابق صدام حسين، معللا ذلك بكون إثارة هذا الموضوع سيؤثر سلبا على الوضع العراقي برمته، خاصة وأن مساعي تشكيل الحكومة العراقية حسب زيباري- قاربت أن تؤتي ثمارها، مضيفا أن ذلك سيعرض استقرار العراق للخطر. جدير ذكره إلى أن الغزو الأمريكي للعراق كان عام 2003 وانتهى باحتلال العراق عسكريا من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية ومساعدة بعض حلفائها في عملية هجوم بقرار منفرد خارج الشرعية الدولية، حيث شكلت القوات العسكرية الأمريكية والبريطانية نسبة 98% .