أكد المهندس إبراهيم محود حامد وزير الداخلية السوداني استعداد وزارته لتأمين مرحلة الإستفتاء والإستفادة من تجربة تأمين الإنتخابات .. واوضح خلال لقائه امس سكوت جرايشن المبعوث الأمريكي للسودان أن مرحلة الإستفتاء ستمر بطريقة عادلة ونزيهة تساعد على حفظ الأمن والإستقرار مجدداً تأكيده على إستعداد الوزارة لتقديم الدعم اللازم لشرطة الجنوب لتأمين عملية الإستقتاء من جانبه أشاد سكوت جرايشن بالدور الذي ظلت تضطلع به وزارة الداخلية السودانية ورئاسة الشرطة في حفظ الأمن والإستقرار بولايات دارفور والنجاح الذي حققته الشرطة في الإنتخابات التي جرت مؤخراً في سياق آخر التقي المهندس إبراهيم محمود حامد وزير الداخلية امس مع جورج شار باثية نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الأمنية ، وإستعرض اللقاء دور الشرطة في إعادة البناء وبسط الأمن والعدل بالبلاد وأشار الوزير الى أنه تم تأهيل مراكز ونقاط الشرطة بولايات دارفور الثلاث موضحاً أن الوزارة وضعت خطة لإعادة الإنتشار الشرطي والتي تأتي متزامنة مع خطة جمع السلاح غير القانوني بدارفور الى جانب القضاء على ظاهرة إختطاف موظفي الأممالمتحدة مؤكداً أن الشرطة ضد دفع أي فدية للمختطفين لمنع تنامي ظاهرة الإختطاف مشيراً الى أن هناك تعاوناً مستمراً في مجال التدريب والتأهيل مع شرطة الجنوب. من جهته اكد نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الأمنية على التعاون والتنسيق بين الأممالمتحدة والشرطة لانجاح عملية الإستفتاء مشيراً أن زيارته للسودان تشمل مناطق ولايات دارفور والجنوب . في الاثناء نفى حزب المؤتمر الوطني الحاكم التوصل لأي اتفاق او تسوية مع الحركة الشعبية فيما يتعلق بقضايا مابعد الاستفتاء حول الجنسية المزدوجة او اجراء الاستفتاء دون الفراغ من قضية ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب . وأكد د. إبراهيم غندور أمين العلاقات السياسية بالمؤتمر الوطني، أهمية ترسيم الحدود، وقال في تصريحات صحفية أمس: تمّ الاتفاق على ترسيم ما اتفق عليه وما تبقى سيتم الحوار حوله في اجتماع يُعقد اليوم للجنة المكلفة بترسيم الحدود بين الطرفين, يترأسها من جانب المؤتمر الوطني صلاح عبد اللّه، ومن الحركة باقان أموم، مشيرا ان هذا يؤكد أهمية الحدود وترسيمها بالنسبة للمؤتمر الوطني. وفي سياقٍ آخر أعلن غندور، إنّ اجتماع القطاع السياسي للمؤتمر الوطني في اجتماعه أمس أكّد على الاستمرار في العمل من أجل الوحدة، التي قال إنّها القضية الراتبة في أجندة القطاع، وقال: سنستمر في كل البرامج الماضية والوقوف على الحوار بين الشريكين في القضايا العالقة وعلى رأسها الحدود وقضية أبيي. ونفى غندور وجود اي اتفاق او حديث عن الجنسية المزدوجة الآن لأن السودان لازال دولة واحدة وقضايا الجنسية متروكة للجان التى تناقش قضايا مابعد الاستفتاء ،وقال إذا نشأت دولة أخرى وحدث انفصال سيكون «الشمالي شمالياً والجنوبي جنوبياً»، وأشار إلى أن أيِّ ترتيبات في هذا الإطار ستتم بين الدولتين وفق سيادة كل دولة. وفي السياق اعلنت وزارة المالية بحكومة الجنوب، إن الإقليم سيمر بمرحلة عصيبة في حَال الانفصال إما بسبب عدم الاستقرار الأمني أو عدم الإتفاق على آلية واضحة لكيفية اقتسام البترول. وأشار ديفيد أتوربي وزير المالية بحكومة جنوب السودان إلى أن الاحتياطي النقدي بالجنوب قد لا يكفي لمقابلة احتياجات فترة ما بعد الاستفتاء لا سيما في حَال انفصال الجنوب. لكنه أكد أن الحكومة وضعت التحوطات اللازمة لتفادي حدوث ذلك العجز، مُضيفاً أن الحكومة شكلت فريق عمل لمواجهة التحديات التي تواجهها في تجميع الموارد غير البترولية. من جانبه قال وزير الثقافة في حكومة الجنوب جابريال شانسونج عضو لجنة ترتيبات اقتسام العائدات النفطية لفترة ما بعد الاستفتاء ان حكومة الجنوب والحكومة المركزية لم تتوصلا لأي تسوية لاقتسام البترول رغم استمرار التفاوض بينهما مؤخرا في الخرطوم. وعزا الوزير عدم الاتفاق الى ان ممثلي حزب المؤتمر الوطني الحاكم في اجتماعات اللجنة من التكنوقراط وليس لديهم الصلاحيات الكافية للتوصل لاتفاقات. من ناحيته أبدى وزير الطاقة والتعدين في حكومة الجنوب جارانج دينج أكونج في تصريحات صحفية في مطار جوبا عقب عودته من الخرطوم عدم ممانعته في ان يستمر الجنوب في تكرير البترول وتصديره عبر شمال السودان لفترة مؤقتة لم يحددها ، الا انه اكد ان تصدير البترول عبر الشمال سيستمر حتى يتمكن الجنوب من تأهيل امكانيات التكرير والنقل الخاصة به. وكان اجتماع لجنة البترول لفترة ما بعد الاستفتاء عقد مؤخرا في الخرطوم وناقش قضايا التسويق والملكية والشفافية والنقل والتعاون المؤسسي بين الشمال والجنوب. ومن المقرر ان يجري الاستفتاء في التاسع من يناير المقبل بموجب اتفاقية السلام الموقعة بين الشمال والجنوب عام 2005 بعد 21 عاما من الحرب الاهلية الطاحنة. ولا يزال عدد من القضايا محل خلاف بين طرفي الاتفاق ومن بينها تبعية منطقة ابيي النفطية وترسيم الحدود والديون الخارجية والعملة وغيرها يجري التفاوض بشانها بواسطة عدد من اللجان الفنية المشتركة بين الجانبين . من جانبه أكد احمد محمد هارون والي جنوب كردفان عزم شريكي الحكم الحفاظ علي السلام والإستقرار موضحا أن عدم العودة للحرب من اهم مباديء الشريكين في ترتيبات ما بعد الإستفتاء .. ودعا هارون في لقاء مباشر عبر إذاعة جنوب كردفان ،الأجهزة الإعلامية ضرورة المساهمة في صياغة رسالة اعلامية تساهم في إزالة مخاوف المواطنين من نتائج الإستفتاء مشيرا لعدم تاثر مواطني الولاية بنتيجة الإستفتاء سواء كان وحدة أو إنفصال مرجعا ذلك لعلاقات الجوار والتمازج والمصاهرة والمصالح المشتركة التي تربط مواطني الولاية وكشف هارون عن نتائج ومؤشرات التعداد السكاني التكميلي الخاص بولاية جنوب كردفان مؤكدا بلوغ سكان الولاية 2.508.000 نسمة موضحا أن التعداد أجري بنسبة نجاح 98% من ناحية شمولية التعداد وسلامة الإجراءات الفنية ، واضاف هارون ان نتائج التعداد قد سلمت لمفوضية الإنتخابات بالولاية للبدء في إجراءات الانتخابات التكميلية بالولاية . من جهة أخري اعلن الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ان أكثر من خمسين الف شخص تضرروا من الفيضانات التي اجتاحت مناطق مختلفة في جنوب السودان خلال العام الحالي. وأطلق الاتحاد نداء بقيمة مليونين وأربعمئة ألف دولار للتخفيف من تلك الاضرار لا سيما في ولايات جونجلي و البحيرات و واراب و شمال بحر الغزال و الوحدة و الاستوائية الوسطى وأعالي النيل. واكد الاتحاد ان الاشخاص المتأثرين بالفيضانات في تلك المناطق يحتاجون لمساعدات عاجلة ويفتقدون للمأوى و للمياه النظيفة وخدمات الرعاية الصحية الطارئة. من جهتة اشاد عثمان يوسف كبر والى ولاية شمال دارفور بالدور الكبير التي تقوم به القوات السودانية التشادية المشتركة في حراسة وتأمين الحدود بين البلدين مؤكدا أن تأسيس تلك القوة قد مثلت الأساس لتأمين السلام والاستقرار في السودان وتشاد .. جاء ذلك خلال لقائه امس بقيادة القوة السودانية التشادية المشتركة برئاسة بشار بوب ممثل الجانب التشادي و فتح العليم عبد الله ممثل الجانب السوداني .. وبحث اللقاء الجهود المبذولة من الجانبين السوداني والتشادي من اجل استقرار الأوضاع الأمنية بالمناطق الحدودية للبلدين والسبل الكفيلة بتأمين الشريط الحدودي للبلدين والممتد من ادري جنوبا حتى الحدود السودانية الليبية شمالا ، وأكد اللقاء أهمية إشراك الإدارات الأهلية في تلك المناطق في جانب من تلك المهام ، وأعلن الوالي استعداد حكومته لدعم القوات المشتركة حتى تتمكن من مواصلة مهامها بصورة كاملة . واشاد بوب بتطور العلاقات السودانية التشادية مؤكدا على أهمية التنسيق بين الجانبين لضبط المتفلتين والخارجين عن القانون .. من جهته أكد قائد المنطقة العسكرية الغربية ضرورة تضافر الجهود لإنجاح مهمة القوات السودانية التشادية المشتركة ، واوضح قائد القوة المشتركة من الجانب السوداني أهمية استمرار تكامل الجهود بين البلدين لتأمين الشريط الحدودي للسودان وتشاد .. واعرب كبرعن تقديره لما حققته القوة المشتركة من استقرار أمنى على مستوى البلدين منذ تأسيسها ، مشيرا إلى أن زيارة قائدي القوة المشتركة للقوات السودانية والتشادية إلى ولاية شمال دارفورستعضد مسيرة التنسيق والتعاون بين البلدين في الجانب الامنى الوقائي معلنا استعداد حكومته لدعم القوة المشتركة لتواصل مسيرتها في بسط الهيبة وسيادة حكم القانون بالبلدين.