ضاقت الأرض بما رحبت .. أو ربما رحبت بما ضاقت ، وبات بإمكان أي مفتري أن يفتري عليك ويغرس شريحة موبايل بطرد رسائل ، ليطردك من رحمة أهل الأرض جميعاً إبتداءا من رئيس أعظم دولة في العالم وصولاً إلى أصغر عسكري في أجهزة اللا أمن في اليمن . ويرسلك إلى أقبية لاترحم ، ولا تخجل .. هزلت ورب الكعبة .. سلسلة من الإخفاقات الأمنية المتكررة التي تسقط حكومات في أية دولة مُهابة وتحترم مواطنيها تمر في بلادنا كما تمر إعلانات البضائع .. لاتزال مأرب وأرحب وأبين وشبوة وغيرها من المناطق تشهد على جرائم قتل أبرياء من أطفال ونساء وشيوخ عزل راحوا ضحية حرب لايعرفون عنها شيئاً .. إنها مفارقات مذهلة ضحايا بالعشرات من الأبرياء وباعتراف الأجهزة الأمنية وكلنا يتذكر وقوف نائب رئيس الوزراء رشاد العليمي واعترافه أمام (البرأمان ) بأخطاء أودت بحياة عشرات المواطنين الأبرياء ، ولكن البر أمان والبحر أمان والجو أمان لهم وحدهم ولنا كل شيء يفتقد للأمان ، حتى الأعراض صارت هدفاً لسيناريوهاتهم الضعيفة. يبدو أن ثمة رغبة كامنة لدى مروجي الأزمة الأخلاقية أن تدخل نساء هذا البلد على خط الألعاب القذرة .. ذات مرة أعتقلت سيدة يمنية لمجرد الاشتباه بأنها كانت تزور السفارة الإيرانية بصنعاء ، واقتيدت بطريقة مخالفة للقانون من جهة ومن جهة أخرى معاكسة لعاداتنا وتقاليدنا وقيمنا المجتمعية الأصيلة التي يتشدق بها الرجال ويكثرون من إسماعها للنساء ليل نهار ، ثم تبين أنها كانت ترتاد معهداً بالقرب من سفارة طهران ، واليوم احتشدت الأطقم العسكرية لتقوم بعملية اعتقال طالبة الهندسة حنان السماوي ليتبين فيما بعد أنها لا صلة لها بطرود واشنطن والرياض وصنعاء ، ولايزال التعذيب أمراً وارداً في فصول اعتقالها المفاجيء والصادم لكل من عرفها. وهي الطالبة البريئة التي ترفض الشهرة كما ترفض التشهير . السؤال الذي يطرح نفسه بقوة .. ماذا فعلتم في البيئة المولدة للتطرف ، وهل عملتم على تجفيف منابع الإرهاب .. هل حاربتم الفقر واجتثثتم الفساد ؟! .. هل عالجتم الجهل والبطالة ؟! .. هل حاكمتهم الفاسدين المعروفين كما تحاكمون المتهمين المجهولين ؟ أم أن المخرج لايريد التعريف ويحب النكرة ؟!. لقد حق القول : بأن الطردين الحقيقيين الذين ينبغي الحشد لهما محلياً ودولياً يتمثلان في قرار طرد رئيس الأمن السياسي ومعاونيه ، وقرار طرد رئيس الأمن القومي وفطاحلته ، لأن هذين الطردين سيجنبان اليمن والعالم كثير من الطرود الملغومة والمشبوهة ، فهل يجرؤ رئيس الجمهورية على القيام بهذين الطردين ليدلل على أنه يقود دولة .. وانه جاد في عزمه مكافحة الإرهاب وفي مقدمها إرهاب السلطات الأمنية . وبعيداً عن هذين الطردين اللذين لن يتحققا إلا في خيالي المثالي ، فليس بوسعنا إلا أن نتضرع إلى العزيز القدير ، القائل في محكم آياته :( أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ) . فما أحوجنا اليوم إلى طرد إلهي لكل هؤلاء المتعفرتين على الأرض ، وحنان سماوي بأهل الأرض المستضعفين ممن نهبت أرضهم وثرواتهم واستحكم بها وباتت كراماتهم وشرفهم مبتذلاً إلى درجة لم يعد معها للصبر حدود .. حقاً .. كذب المشعوذون ولو صدقوا !!. [email protected] عن " اليقين" الأسبوعية