شرم الشيخ تلك المدينة السياحية العالمية الواقعة في أقصى جنوبسيناء مستلقية في الموضع الذي ينفرج فيه البحر الأحمر إلى خليجان ارتسما دائما في مخيلتي كأنهما إصبعان منفرجتان في نهاية يد احد العمالقة وهي من المدن المصرية الحديثة النشأة و التي بنيت كمدينة سياحية تعتمد على السياحة البحرية شرم الشيخ ذلك الاسم الذي ما ان تسمعه حتى يتبادر إلى الذهن منظر البحر و السباحة والغوص والفلل والشاليهات الراقية والسياح من مختلف البلدان والزوار الأثرياء إنها فعلا مدينة للأثرياء ويؤمها الكثير ممن فتح الله عليهم الذين يتباهون بامتلاكهم لفله أو مسكن أو حتى بقضاء بعض أيام على شواطئها أما ألان فما ان يتبادر ذلك الاسم نفسه إلى السمع حتى يسارع الذهن لاستعادة تلك المناظر المرعبة لأحد الأفلام الأمريكية الذي صور لنا بإثارة وتشويق الهجوم الضاري لأسماك القرش المفترسة لمجموعة وديعة مرحة من السباحين وأحدثت فيهم الإصابات الشنيعة من بتر للأيدي والأرجل ووصل الأمر إلى حد الوفاة لبعض من تعرضوا لهذه الهجمات ناهيك عن الخوف والفزع الذي أصاب كل من كان في الشواطئ القريبة مما حدا بأكثرهم إلى الإحجام عن ممارسة هوايتهم المحببة بل ودفعت الكثير منهم لمغادرة المدينة الساحلية وعدم الاقتراب من أي مياه مطلقا كل ذلك حدث وبشكل دقيق ليس ضمن أحداث الفلم الأمريكي الشهير"الفك المفترس" فحسب بل في الواقع الفعلي في احد شواطئ مدينة شرم الشيخ قد تهاجم اسماك القرش بعض الشواطئ وتسبب الرعب لمرتاديها بل وقد تحدث بعض الإصابات أي كان نوعها ورغم ندرة ذلك لكن لا يستغرب حدوثها ولكن ان يتكرر حدوث ذلك وفي فترات متقاربة ولنفس الموقع فهذا هو الغير طبيعي ويدعونا لإعمال العقل والتفكير في الأسباب حيث تشير الدراسات العلمية إلى ان عدد المرات التي تهاجم فيها اسماك القرش الإنسان لا تتجاوز 20) ) حادثه سنويا في كل بحار ومحيطات العالم لذا فقد اعتبرت كمية الحوادث التي تعرضت لها شرم الشيخ مفزعة حيث بلغت (15% ) من نسبة الحوادث عالميا وكل ذلك خلال عشرة أيام فقط وقد تكون قابلة للزيادة إذا استمر الحال على ما كان عليه ان اسماك القرش مكون رئيسي في البيئة البحرية و التنوع الاحيائي البحري وسلوكياته الافتراسية محمودة فهي من أسس التوازن البيئي وبدونه يختل النظام الايكولوجي البحري وسمك القرش عادة يتجنب البشر ولا يهاجم إلا إذا استفز إضافة إلى ان هذه الأسماك لا تستسيغ طعم لحم البشر ويوجد (350) نوعا من اسماك القرش على مستوى العالم منها ( 30 ) نوعا فقط التي تعد من الأنواع الشرسة وتتواجد في مياه البحر الأحمر (25 ) نوعا من مجموع اسماك القرش المعروفة عالميا الأمر الذي جعل البحر الأحمر ينال لقب بحيرة القروش ويعد القرش المعروف برأس المطرقة هو أكثرها شراسة إذا طالما و اسماك القرش لا تهاجم الإنسان إلا إذا استفزت فماذا حدث لها ؟ وما الذي استفزها هكذا ؟ تزايدت التساؤلات و كل اخذ يدلي برأيه أما الجهات الرسمية فقد أدلت بتصريحات متنوعة و متضاربة فحينا تعلن عدم تمكنها من معرفة الأسباب الحقيقية حاليا الأمر الذي استدعى تكليفها للخبراء بمسح المنطقة وإعداد الدراسات و استقدام الخبراء الأمريكيين للمساعدة في عملية المسح وحينا أخر تعلن ان الاصطياد الجائر للأسماك قد اضر بكميات الأسماك التي يقتات عليها القرش مما دفعه للبحث عن فرائس أخرى وتارة أخرى ترجع أسباب هجوم القرش للكمية الكبيرة من الخراف النافقة التي ألقتها إحدى السفن أمام سواحل شرم الشيخ في أغسطس الماضي ودخلت على الخط التفسيرات السياسية حيث اعتبرت هذه الحوادث نوعا من الحرب البيولوجية الذي يستهدف تدمير الاقتصاد و الاستقرار المصري من خلال تدمير السياحة التي تعد المصدر الرئيسي للدخل القومي المصري وكان لابد للعلم و العلماء ان يتدخلوا ويوضحوا أسباب هذه الهجمات حيث اعتبروها ليست طبيعية وأرجعوها لوجود خلل بيئيا حدث في الأعماق مما أدى لارتفاع درجات حرارة المياه عن معدلاتها الطبيعية مما أدى لارتفاع معدل التمثيل الغذائي لأسماك القرش وبالتالي تزايد سرعة الهضم ومن ثم احتياجها للغذاء ولكن ما الذي أدى لارتفاع درجة حرارة المياه عن معدلاتها الطبيعية ؟؟؟؟؟ أجاب العلماء بان الإشعاع النووي والانبعاث الحراري يتسبب في رفع درجة حرارة المياه في الوسط البيئي المحيط بسمك القرش مما يعمل على تغيير الخواص الطبيعية للمياه والبيئة البحرية و يؤثر في بيوكيميائية وفسيولوجية اسماك القرش وبالتالي أنماطها السلوكية لا يحتاج الأمر لكثير من الذكاء لمعرفة مصدر الإشعاع النووي والانبعاث الحراري حيث بينت كثير من الدلائل والمعلومات قيام إسرائيل بتجارب نووية تحت الماء بخليج العقبة كما أفادت تقارير ودراسات عديدة عن وجود مخزن لحفظ القنابل النيوترونية أسفل مياه خليج العقبة الأمر الذي سبب حدوث الإشعاعات النووية كل هذه المعلومات التي كشفها العلماء أدت إلى دعم موقف الأحزاب والشخصيات السياسية التي اعتبرت هذه الحوادث نوعا من الحرب البيولوجية وتوافقا مع المثل الشعبي القائل (اللي على رأسه بطحة بيحسس عليها ) نجد أول المحسسين على بطحتهم يسارعون بالإدلاء بتصريحاتهم حيث سارعت الجهات الاسترالية بنفي خبر إلقاء المواشي والخراف الاسترالية النافقة في البحر قبالة سواحل شرم الشيخ واعتبروها مزاعم غير صحيحة و نفوا مسئوليتهم وجاء التفسير الأهم من صاحب البطحة الكبرى حين صرح المسئولين في مرصد البحر الأحمر بايلات إسرائيل ان الهجوم تم من قبل سمكة واحدة فقط أصيبت بتغير في نظامها الحسي مما سبب لها عدم التمييز بين البشر والأسماك نقلنا لكم وجهات نظر جهات عدة والعاقل يميز