قالت مصادر تجارية يمنية مقيمة في السعودية أن آلاف الأطنان من الملابس الجاهزة والتي أظهرت نتائج الفحوصات التي أجرتها المختبرات السعودية لعينات من الملابس الجاهزة أنها مسرطنة وتحوي مواد ضارة بصحة المستهلك، منعت من الدخول إلى الأسواق السعودية وتم حجزها من قبل السلطات في ميناء جدة الإسلامي، وأرغم أصحابها على إعادة تصديرها إلى خارج المملكة. واشارت تلك المصادر في حديثها لصحيفة إيلاف إلى أن غالبية أولئك التجار هم من المغتربين اليمنيين وأنهم يعملون حاليا على إعادة تصدير بضائعهم تلك إلى اليمن، إضافة إلى شراء البضائع من التجار غير اليمنيين بأسعار بخسة جدا وإعادة تصديرها لليمن، وهناك من يعيد تصدير بضاعته من التجار غير اليمنيين إلى اليمن بنفسه على اعتبار أنها الأقرب والأقل تكلفة والأوسع سوقا ورواجا والأقل تدقيقا في مجال صحة المستهلك. وكانت لجنة المنسوجات والملابس الجاهزة في غرفة جدة بررت وجود هذه النسبة المرتفعة من الملابس المسرطنة يعود إلى وجود 80 في المائة من تجار الملابس في جدة يعملون تحت مظلة التستر التجاري ويخالفون النظام "يقصد التجار اليمنيين"، مشيرا إلى أن التجار السعوديين الحقيقيين لا يمثلون سوى 20 في المائة من مجموع تجار الملابس في مدينة جدة. وقالت اللجنة إن الملحق الصيني التجاري أبلغهم أن التجار السعوديين عندما يذهبون إلى الصين يطلبون بشكل مباشر أسوأ أنواع الملابس وأقلها ثمناً دون وضع أي اعتبار لمستوى جودتها أو تأثيرها في المستهلك. وقالت إيلاف القرار المفاجئ لهيئة المواصفات والمقاييس السعودية بإلزام تجار الملابس الجاهزة بفحص بضائعهم للتأكد من مطابقتها للمواصفات أدى إلى تكدس كبير للبضائع وبما يزيد عن 2000 حاوية داخل ميناء جدة الإسلامي، وذلك حتى الانتهاء من فحص العينات التي دخلت المختبر الوحيد في الميناء. وكان مصدر في مختبرات المواصفات والمقاييس السعودية أكد أن السرطان أصبح يحيط بسائر جغرافية الجسد، فملابس "البوليستر" بحسب تلك المختبرات سرطان مقبل ولو بعد حين في ظل عدم تدخل الجهات الرقابية لتمشيط الأسواق وقلة الوعي الذي يوهم المستهلك بجماليات الزهيد من البضائع. وأضاف المصدر أن تقارير طبية أثبتت أن تلك الملبوسات منسوجة من مخلفات البلاستيك، الأمر الذي يمكنها من أن تكون شريكا فاعلا يؤدي إلى زيادة إفراز الغدد العرقية، ومن ثم حساسية الجلد وترسبها في الجسد وصولا للسرطان، وتباغت الرجال لتصيبهم بالضعف الجنسي والعقم، وتزيد نسبة هرمون الأستروجين عند النساء، وهو المتهم بتسببه في ارتفاع الإصابة ببعض أنواع الأورام الخبيثة وعلى قمة الهرم سرطان الثدي الذي تفشى كثيرا. ويؤكد مدير مختبرات الشركة السعودية لخدمات الاختبار المهندس أحمد شوق، على ضرورة قراءة البطاقة الشرائية الملحقة بالملبوسات والتي تبين الخامة المستعملة في التصنيع، إذ أن الكثير يغفلون عن قراءتها وتمحيص ما يدون فيها، موضحا أنه خلال العامين الماضيين رفضت المختبرات دخول ما نسبته 60 70 في المائة من النسيج المستورد لعدم مطابقته للمواصفات ولأنه يلحق الضرر بالصحة العامة. وأشار مدير مختبرات الشركة السعودية لخدمات الاختبار، إلى أن 58 في المائة من الملابس العامة التي أجريت عليها اختبارات معملية أثبتت عدم صلاحيتها للاستعمال الآدمي، وما نسبته 24 في المائة من ملبوسات الأطفال مسببة للحساسية الجلدية. وأضاف المهندس شوق، أن المختبرات استقبلت 400 عينة ملبوسات أطفال فشل منها 250 عينة، و 900 ملبوسات نسائية ورجالية فشل منها 500 عينة، وأضاف أن الملبوسات الداخلية رُفض نصفها لعدم اجتيازها الاختبارات المعملية، أما في ما يخص الغتر فقد فشل 18 عينة من بين 20 عينة اختبرتها معامل الشركة. وذكر مدير مختبرات الشركة السعودية، أن الخطر الحقيقي يهدد حياة الأطفال في ظل الغش الذي تمتهنه بعض الشركات المصدرة، حيث أجريت الاختبارات على ملبوسات أطفال بينت بطاقتها أن ما نسبته 65 في المائة بوليستر و 35 في المائة قطن ليثبت الفحص أنها تحتوي على البوليستر بنسبة 100 في المائة، مضيفا أن زيادة نسبة البوليستر في الملابس الداخلية يمنع التعرق ومن ثم حساسية الجلد. وأوضح المهندس شوق أن زيادة نسبة مادة "الفورمالدهيد" وهي المادة التي إذا امتصها الجسم وزادت عن الحد تسبب خطر الإصابة بالسرطان، وتستخدمها بعض الشركات في صناعة النسيج، إذ أن النسبة المحددة دوليا لا تتجاوز 75 جزء من المليون لكن غالبية العينات التي فحصتها معامل المختبر أثبتت تواجدها بنسبة 300 400 جزء من المليون خصوصا في الأشمغة والتي تؤدي بعد عملية الكي إلى التبخر ومن ثم الإصابة بالسرطان.