أحكمت القوات المسلحة السودانية سيطرتها التامة على منطقة أبيي عقب اجتياح كامل نفذته مساء أمس، وأعلن مصدر عسكري في خبر عاجل بثه التلفزيون القومي أمس عن تمكن القوات المسلحة من دخول منطقة أبيي والسيطرة عليها بالكامل، وطرد قوات العدو بالمنطقة بعد تكبيدها خسائر والاستيلاء على دبابتين وأسر اثنين من أفرادها، موضحاً أن القوات المسلحة عملت على تمشيط المنطقة بصورة تامة وأدت قواتها صلاة المغرب (أمس) في أبيي. في غضون ذلك أصدر الرئيس السوداني عمر البشير مرسوماً جمهورياً حل بموجبه مجلس منطقة أبيي، كما أصدر مرسوماً جمهورياً آخر قضى بإعفاء رئيس ونائب رئيس إدارية منطقة أبيي ورؤساء الإدارات الخمس. الجيش ينتقد من جهتها وجهت القوات المسلحة انتقادات حادة للبيان الذي أصدرته بعثة الأممالمتحدة بالسودان حول الهجوم الغادر على القوات المسلحة في منطقة أبيي مؤخراً.وقال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد إن البيان الذي أصدرته بعثة الأممالمتحدة لم يحدد الجهة التي قامت بالاعتداء على القوات المشتركة وبعثة الأممالمتحدة نفسها في منطقة (دكرة) بأبيي مساء الخميس الماضي. وأشار إلى أن القوات المسلحة تؤكد على أن بعثة الأممالمتحدة يجب أن تكون مراقباً محيطاً ومدركاً بجميع الأشياء التي يراقبها، مشيراً أن البيان طالب الجانبين الذين لم يسم أحدهما لضبط النفس، علماً بأن خروقات الحركة الشعبية في المنطقة وتعددها لا يخفى على أحد. وأوضح الناطق الرسمي أن المسمى الخاص بالشرطة الذي ورد في بيان الأممالمتحدة هي قوات تتبع للجيش الشعبي وترتدي زي الشرطة كما يعلم الجميع وأضاف قائلاً: "هذه أيضاً تجاوزها بيان الأممالمتحدة." واشنطن تطلب توضيحات وطلبت الولاياتالمتحدة من حكومة جنوب السودان تقديم إيضاحات بشأن الهجوم الذي تعرضت له القوات المسلحة السودانية وقوة دولية إثر كمين في منطقة أبيي، بينما أدانت الأممالمتحدة الهجوم ووصفته بالعمل الإجرامي. سياسة الأمر الواقع من جهته نوه مسئول ملف أبيي بالمؤتمر الوطني الدرديري محمد أحمد بأن الحركة تحاول الاستيلاء على المنطقة. وقال الدرديري إن الحركة الشعبية تحاول استغلال زيارة وفد مجلس الأمن الدولي وفرض سياسة الأمر الواقع بأبيي، وشدد على التزام حزبه بكافة المواثيق وتسوية الأمر سلمياً بما يضمن مصالح سكان المنطقة من المسيرية ودينكا نجوك. وقال الدرديري إن القوات المسلحة تدخلت في أبيي بعد أن تعددت خروقات الحركة الشعبية . مباحثات مع مجلس الأمن على صعيد آخر يدخل وفد مجلس الأمن الذي وصل الخرطوم مساء أمس قادماً من أديس أبابا في إطار جولته الإفريقية التي تشمل السودان وكينيا. في مباحثات رسمية مع الحكومة بالنادي الدبيلوماسي بالخرطوم لمناقشة تنفيذ اتفاق السلام الشامل والجهود المبذولة لحل القضايا العالقة بين الشريكين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية والقضايا العالقة والتي من بينها قضية أبيي بجانب التطورات الاخيرة في أعقاب الهجوم الذي شنه الجيش الشعبي على القوات المسلحة وقوات الأممالمتحدة قرب أبيي.. ويترأس من جانب الحكومة وزير الخارجية علي كرتي فيما يترأسها من جانب الوفد رئاسة مشتركة من الولاياتالمتحدة وروسيا، وأكد الناطق باسم الخارجية السودانية خالد موسى إلغاء زيارة الوفد إلى المنطقة نسبة لتوتر الأوضاع بها. و انتقدت الخارجية تلكؤ الأممالمتحدة بتوجيه اتهامات صريحة وإدانة واضحة للحركة الشعبية جراء الهجوم على القوات المسلحة وقوات الأممالمتحدة بأبيي، وقال موسى إن الحياد وعدم الوضوح في إدانة الحركة صراحةً يعطيها مزيداً من ارتكاب خروقات باتفاقية السلام، وطالب موسى الأممالمتحدة بتسمية الأسماء بمسمياتها سيما وأن قوات اليونميس كانت هي ضحية هذا العدوان، مشيرا إن السودان أعطى الأطراف الدولية مهلة كافية في استصدار إدانة إلى الحركة الشعبية تعترف منها بالمسئولية السياسية للحادث وتقديم المتورطين للعدالة. تحفظات حكومية في السياق أكد موسى تحفظ الخارجية على التماس بعض أطراف المجتمع الدولي التي طالبت فيها الحركة الشعبية بتقديم إيضاحات عن العدوان. وقال إن على تلك الأطراف إدانة الحركة أولاً وشجبها ومن ثم متابعة التحقيقات وانتظار الإيضاحات، واضاف إن الخارجية تجدد مناشدتها للأمم المتحدة وكافة الأطراف الدولية بإصدار إدانة واضحة للحركة الشعبية في اتخاذ إجراءات عادلة لتحملها المسئولية السياسية. مؤكداً أن مجرد الطلب من الحركة إصدار توضيحات دون إدانتها وتحملها المسئولية السياسية يزيد من سلوكها العدواني ورغبتها في خرق اتفاقية السلام. وكشف أن وفد مجلس الأمن سيلتقي وفداً من ممثلي قبيلة المسيرية بالخرطوم بجانب لقاء وفد من ممثلي قبيلة دينكا نوك بواو، وقال إن المباحثات ستتناول أيضاً علاقة السودان بالمنظمة الدولية والقضايا المشتركة، مضيفاً أن جلسة المباحثات سيعقبها غداء عمل ومن ثم الدخول في مباحثات مع نائب رئيس الجمهورية علي عثمان طه حول القضايا ذات الاهتمام المشترك. اتحاد الصحفيين يطالب وعبر الاتحاد العام للصحفيين السودانيين عن رفضه التام للاعتداءات التي تعرضت لها القوات المسلحة السودانية وقوات تابعة للأمم المتحدة في منطقة أبيي، ودعا الاتحاد في بيان له ، الأممالمتحدة ومنظمات المجتمع الدولي، لأن تكون أكثر حسماً ووضوحاً في كشف الحقائق وتوضيحها حول الأطراف المعتدية وألا تنتهج نهج الكيل بمكيالين ومحاباة طرف على آخر بناء على أجندة سياسية أو إذعاناً للقوى الأجنبية، وأكد أن الدماء السودانية دماء غالية والتصدي للعدوان واجب أخلاقي وديني . المسيرية يوضحون وقال رئيس اتحاد عام المسيرية محمد خاطر جمعة إن الأوضاع مازالت متوترة في منطقة أبيي. وكشف عن تحركات للجيش الشعبي في المنطقة. واوضح جمعة أن عدد المصابين من المسيرية حتى أمس بلغ 44 جريحاً تم اجلاؤهم إلى منطقة المجلد وقال إن قبائل المسيرية تخشى أن تتعرض المراحيل إلى كمائن من قبل مليشيات الجيش الشعبي بعد عودتها في فصل الخريف. وناشد جمعة الحكومة المركزية بحماية الرعاة والرحل من الهجمات غير المنتظمة للجيش الشعبي وأشار إلى مؤتمر صحفي يعقده اتحاد عام المسيرية بالخرطوم لتوضيح ملابسات الاعتداءات الأخيرة. الحركة تتهم الأممالمتحدة بالتواطؤ وفي مؤتمر صحفي عقده في جوبا حمل نائب رئيس منبر استفتاء أبيي دينج مدينج الحكومة في شمال السودان مسئولية ما جرى في المنطقة, واتهم نائب رئيس المنبر القوات التابعة للأمم المتحدة في أبيي بالعمل لصالح الحكومة في الخرطوم, وأعرب عن عدم ثقتهم في هذه القوات. و استنكر دينج مدينج؛ نائب رئيس منبر استفتاء أبيي، ما أسماه استخدام القوة في أبيي, وقال إن السودان لا يزال بلداً واحداً وإن الحكومة في شمال السودان مسئولة عن سلامة المواطنين في أبيي.