اندلعت، مساء أمس الثلاثاء، أعمال عنف واشتباكات دامية بين المتظاهرين في التحرير والبلطجية، وتدخل رجال الشرطة وقوات الأمن المركزي لمحاولة السيطرة على الأحداث، من خلال إطلاق القنابل المسيلة للدموع، ونتج عن هذه الأحداث عشرات الجرحى والمصابين بإصابات مختلفة. فيما اكدوا شباب الثورة" ل شبكة سما الاخبارية"ان البلاطجة كانوا بين صفوف قوات الامن والشرطة وجاءوا مسرعين نحو الشباب حاملين الاسلحة البيضاء مما ادي الي سقوط العديد من المعتصمين جرحى. وتباينت الرؤى حول أسباب اندلاع هذه الأحداث، فالبعض يراها أنها نتاج طبيعي ومتوقع كرد فعل حول حكم المحكمة الإدارية العليا أمس بحل المجالس المحلية، والبعض يرى أنها رد فعل غاضب من قبل أسر الشهداء والمصابين، نتيجة تأخر وتأجيل محاكمة رموز النظام السابق وعلى رأسهم الرئيس السابق حسني مبارك ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي فيما اصدر صباح اليوم الاربعاء وزير الداخلية المصري اللواء منصور العيسوي أمرا لجميع قوات الشرطة بالانسحاب من ميدان التحرير بوسط القاهرة، والتوقف عن محاولة تفريق المعتصمين بالميدان، إثر الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين التي أصيب خلالها 26 شخصا.
ونقل الموقع الرسمي للتلفزيون الرسمي عن العيسوي قوله فجر اليوم الأربعاء إنه سيقوم بنفسه بالتحقيق في أي تجاوز قد حدث من أي من أفراد الشرطة في التعامل مع المتظاهرين بميدان التحرير، مشددا على أن "الوطن يحتاج في هذه المرحلة الدقيقة للتعاون الكامل والوثيق بين رجل الشرطة والمواطن من أجل حماية الجبهة الداخلية للبلاد". وكشف الدكتور محمود سعيد، مدير الطوارئ والإسعاف بمستشفي المنيرة العام، أن عدد المصابين الذين استقبلتهم المستشفى في الأحداث التي وقعت في ميدان التحرير فجر اليوم الأربعاء ارتفع إلى 52 مصابا، من بينهم 46 مجندا وضابطان من الشرطة، بالإضافة إلى 4 مدنيين. وقال إن الإصابات كانت ما بين كدمات وجروح واختناقات، بسبب قنابل الغاز المسيلة للدموع وحالة طلق ناري وحالة اشتباه فيما بعد الارتجاج، وأضاف سعيد، أن جميع المصابين قد خرجوا من المستشفى عدا 5 حالات ما زالت محجوزة بالمستشفى، من بينهم حالة مصابة بالطلق الناري ويتم حاليا إجراء الجراحات اللازمة لها وهي لمصاب مدني، وحالةاشتباه ما بعد الارتجاج لمجند سوف يتم ملاحظتها على مدى 24 ساعة للاطمئنان عليه. وأشار إلى أن الثلاث حالات الأخرى يتم حاليا عمل الفحوصات والأشعة والتحاليل اللازمة لها للاطمئنان عليهم بأن حالتهم جميعا مستقرة. صرح الدكتور أحمد عبد الحليم، النائب الإداري لمستشفى أحمد ماهر بأن عدد الحالات التي استقبلتها المستشفى من الأحداث التي وقعت في ميدان التحرير بلغت 8 حالات من بينها 3 مجندين والباقي مدنيين خرجوا جميعا من المستشفى سوى حالة واحدة. وقال إن الإصابات كانت ما بين جروح قطعية وكدمات واختناقات، بسبب الغازات المسيلة للدموع، وقامت الفرق الطبية بالمستشفى بإجراء الإسعافات اللازمة لهم والآشعة والتحاليل، وتقرر خروجهم بعد أن اطمأن عليهم سوى حالة واحدة أصاب بشظية في الصدر وهي موجودة تحت الملاحظة حاليا بالمستشفى وحالتها مستقرة. وكانت الشرطة قد تدخلت بعد قيام عدد من أهالي ضحايا الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني الماضي بالمطالبة بسرعة محاكمة وزير الداخلية السابق حبيب العادلي والرئيس السابق حسني مبارك بتهمة قتل المتظاهرين. ووفق رواية وزارة الداخلية فإن مجموعة حاولت اقتحام مبنى في منطقة العجوزة أثناء تكريم أسر شهداء الثورة المصرية، ثم توجهت المجموعة إلى مبنى وزارة الداخلية، وبعدها إلى ميدان التحرير للقيام بأعمال شغب. وكان آلاف من شباب وائتلافات الثورة توافدوا إلى الميدان من أجل دعم المتظاهرين، ووصل عدد المتظاهرين إلى أكثر من ثمانية آلاف شخص. وصرح مصدر أمنى مسؤول بأنه "من خلال متابعة ما يشهده ميدان التحرير من أعمال شغب لوحظ تزايد أعداد المتجمعين واستمرارهم في التعدي على المواطنين والمنشآت والسيارات، ورفضهم الانصياع لتعليمات الأمن بوقف ممارساتهم، وتعمدهم زيادة الاحتكاك برجال الشرطة". وقد واصل المتظاهرون اعتصامهم في الميدان رغم إطلاق قوات الأمن القنابل الموسيله للدموع والرصاص المطاطي لتفريقهم. واكد مصدر من الشباب المعتصم إن قوات الأمن اضطرت لإطلاق الغاز المدمع والرصاص المطاطي في الهواء لتفريق نحو ألفي متظاهر تجمعوا أمام مبنى وزارة الداخلية المصرية القريب من ميدان التحرير. وأشار إلى أن المتظاهرين توجهوا عقب ذلك إلى الميدان حيث تواصلت الاشتباكات بعد أن قذف المتظاهرون رجال الشرطة بالحجارة ورد هؤلاء بدورهم باستخدام الهري، موضحا أن جميع الشوارع المؤدية إلى ميدان التحرير مغلقة حاليا. وقال عضو ائتلاف شباب الثورة محمد القصاص -لقناة الجزبرة امس من الميدان- إن قوات الأمن المركزي أطلقت قنابل الغاز الخانقة بكثافة على المتظاهرين، مما أدى إلى إصابة العشرات منهم. ومن جهته ذكر موقع الأهرام الإلكتروني أن سبب وقوع الاشتباكات يرجع إلى سريان شائعة حول احتجاز والدة أحد شهداء الثورة داخل مقر وزارة الداخلية القريب من ميدان التحرير، رغم تأكيد القيادات الأمنية في موقع الأحداث عدم وجود أي محتجزين في مقر الوزارة. وبدورها نقلت رويترز عن مصدر أمني مصري أن نشطاء تجمعوا في الميدان لتأبين شاب توفي يوم الأحد الماضي متأثرا بإصابات لحقت به في الاحتجاجات التي أسقطت الرئيس السابق حسني مبارك، واشتبكوا مع الشرطة التي حاولت تفريقهم كما ألقت الشرطة العسكرية القبض على أحد المتطوعين لمساعدة مصابى 28 /6 ، يدعى الدكتور أحمد سليمان واحد من شباب الأطباء ، حيث اسرع مهرولاً للحاق بالجرحى و علاجهم باسرع وقت حتى لا تحدث خسائر بشرية كبيرة كما حدث فى بدايات ثورة 25 يناير المجيدة. علمت سما أن سليمان كان بصحبة مجموعة من الأطباء زملائه و هو من دعاهم للمشاركة فى العمل التطوعى للانقاذ السريع للمتظاهرين ، و يذكر أنهم كانوا يحملون أدوات اسعافات اولية ليس الا. الجدير بالذكر أنه تم القاء القبض عليهم و ترحيلهم إلى النيابة العسكرية و هو ما رفضه المتظاهرون مرددين "مدنية ..مدنية".