شكل خطاب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، الذي ألقاه أول من أمس، فرصة لأنصاره لاستعادة بريق التظاهرات المؤيدة له، خاصة في العاصمة صنعاء، حيث تجمع عشرات الآلاف في ميدان السبعين للاحتفاء بمناسبة ظهوره التلفزيوني الأول بعد أن أدوا صلاة الجمعة أطلقوا عليها جمعة "جمعة الحمد والشكر". وجاءت تظاهرة السبعين بعد ساعات من احتفال صاخب أقامه أنصار الرئيس، أطلقوا خلاله الأعيرة النارية، أدى إلى مقتل وجرح العشرات من المعارضين في ساحات التغيير في أكثر من محافظة، أهمها صنعاء وإب وتعز. وتقاطر أنصار الحزب الحاكم منذ وقت مبكر أمس إلى الساحات الداخلية والخارجية لجامع الصالح المقابل لساحة العروض بميدان السبعين لأداء صلاة الجمعة وهم يحملون صور الرئيس صالح ولافتات تؤكد ولاءهم له. وتفاوتت ردود أفعال مؤيدي صالح حيال ظهوره الأول منذ تعرضه لمحاولة اغتيال استهدفته في 3 يونيو الماضي، وتراوحت بين التعاطف والابتهاج، كونه يتزامن مع تصاعد تسريبات حول تفاقم وضعه الصحي والصدمة جراء آثار الإصابات التي لحقت به وأعراضها الواضحة على ملامحه. وقال أحد أنصار الرئيس الذي احتفل في ميدان السبعين إن الظهور الأول للرئيس يمثل صفعة لمناوئيه الذين حاولوا استغلال تأخر ظهوره للترويج الإشاعات من قبيل وفاته وتردي وضعة الصحي. فيما اعتبر آخر، أن الظهور أنعش قلوب مؤيديه وأنصاره وجعلهم على ثقة بأنه سيعود قريبا إلى البلاد. لكن إحدى الناشطات في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم قالت "شعرت بالتأثر البالغ بمجرد رؤيتي للرئيس، فملامح الإعياء كانت واضحة على وجهه وصوته وآثار الحروق التي بدت على ملامحه ويديه جعلتني أشعر أنه تعرض لاعتداء قاس، وأن العناية الإلهية وحدها هي من أنقذته". من ناحيته جدد الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم الدكتور أحمد بن دغر دعوة الحزب الحاكم لأحزاب اللقاء المشترك المعارض بالمشاركة في حوار وطني شامل لا يستثني أحدا وبما يسهم في "إيجاد خارطة طريق للخروج من الأزمة". وكانت صنعاء شهدت عشية ظهور الرئيس، مظاهر انقسام واضح في المواقف وردود الفعل الشعبية توزعت بين ساحتي التغيير والتحرير. وسارع العديد من مؤيدي الرئيس إلى مشاركة القوات الموالية للنظام احتفالاتها الصاخبة عبر إطلاق الأعيرة النارية المكثفة في سماء العاصمة، بالتزامن مع تصعيد الأوساط المناوئة للنظام من انتقاداتها واتهاماتها للقوات الموالية للرئيس وأنصاره بالتسبب في مصرع 5 أشخاص وجرح العشرات نتيجة الإطلاق المكثف للنيران في سماء العاصمة وإثارة صخب استغل من قبل بعض المتعصبين للرئيس الذين بادروا إلى إطلاق أعيرة نارية باتجاه موقع ساحة التغيير وليس إلى السماء. في المقابل، هيمن على المطالبين بإسقاط النظام أجواء من الغضب والسخط العام جراء استهداف الساحة من قبل متعصبين من أنصار الرئيس، ما أسفر عن مصرع نحو 5 أشخاص وإصابة العشرات. وتظاهر المعارضون في صنعاء وتعز أمس رافعين شعار "لا للوصاية الأجنبية". ووصف قيادي في الثورة الشبابية السلمية ما حدث من مظاهر ابتهاج بمناسبة عودة صالح بأنه "حوّل صنعاء إلى ساحة حرب أقلقت السكينة العامة وبث الرعب في قلوب الملايين وسيطر الهلع على الأجواء وأطفئت أنوار المنازل وخلت الشوارع إلا من الذعر". كما قال عضو تنسيقية "شبان الثورة" محمد العسل، إن ظهور صالح يهدف إلى رفع معنويات أنصاره وزيادة الضغط على المعارضة لتقبل بدور سياسي لنجله وأبناء إخوته.