اعلن امس ميلاد دولة جنوب السودان وسط حضور دولي كبير في ساحة الحرية امام مقبرة مؤسس الحركة الشعبية الجنوبية جون جارانج بوسط العاصمة جوبا . اعلنت جمهورية جنوب السودان رسميا استقلالها .. وأعلن جيمس واني إيجا رئيس برلمان جنوب السودان رسميا قيام"جمهورية جنوب السودان" لتصبح احدث دولة في العالم بعد ستة أشهر من استفتاء على ذلك بموجب اتفاقية السلام الشامل عام 2005 وأنهىت عقودا من حرب اهلية. وتلى إيجا امام الاحتفال الرسمي بهذا الإعلان بيان الإعلان عن جنوب السودان "دولة مستقلة ذات سيادة" مضيفا أن "ممثلي الشعب المنتخبين ديمقراطيا, واستنادا الى ارداة شعب جنوب السودان, وكما اكدته نتيجة استفتاء تقرير المصير, نعلن جنوب السودان دولة مستقلة ذات سيادة". وأكد أن الدولة الجديدة ستكون متعددة الأعراق وتلتزم بالاتفاقات الدولية وقواعد القانون الدولي. وقال الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم إن رئيس الدولة الوليدة سلفاكير ميارديت قرر إبقاء علم السودان قبل الانفصال في مكانه مرفوعاً إلى جانب العلم الجديد تقديراً للفترة التي قضاها الجنوب ضمن السودان الواحد. ورفع علم جنوب السودان ضمن أعلام دول العالم التي ترفرف في مكان الاحتفال. وقد أدى رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت اليمين الدستورية رئيسا لفترة انتقالية تمتد أربع سنوات خلال الاحتفال الرسمي المقام امام مقبرة مؤسس الحركة الشعبية جون جارانج . وقام سلفاكيرميارديت بانزال علم السودان وتسليمه للرئيس السوداني عمر البشير ورفع علم جمهورية جنوب السودان الوليدة. وأدى سيلفا كير اليمين الدستورية كأول رئيس لدولة جنوب السودان، وذلك بعيد دقائق من إعلان ولادة هذه الدولة المستقلة المنبثقة عن تقسيم أكبر بلد في افريقيا. ووقع سلفاكير علي الدستور الانتقالي ، ووعد بتعزيز تطور شعب جنوب السودان ورخائه . وقال وزير الاعلام في حكومة الجنوب السودان برنابا بنجامين في كلمة له مع بدء الاحتفالات انها "أسعد أيام الجنوبيين" وانها "لحظة تاريخية في حياة شعب جنوب السودان". وألقى الرئيس الكيني الأسبق دانيال اراب موي كلمة بلاده التي استضافت التوقيع على اتفاق السلام الشامل عام 2005 ، مؤكدا حرص كينيا على مواصلة دورها والوقوف مع الجانبين في الشمال والجنوب دعما للسلام ، ودعا كل دول الاقليم والاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي للالتزام بمساعدة السودان بأسره للوصول الى حلول لكل المشاكل التي لاتزال عالقة بينهما. وأعلن في ختام كلمته اعتراف بلاده بجمهورية جنوب السودان تماشيا مع القانون الدولي . وألقى رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة كلمة أكد فيها دعم المنظمة الدولية لجمهوريتي السودان وجنوب السودان في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتعاون في مجال التنمية بالبلدين . وأعلن رئيس الجمعية العامة قبول الجمعية لجمهورية جنوب السودان كعضو كامل العضوية بالاممالمتحدة . وتعهدت الاممالمتحدة بالعمل على بناء دولة جنوب السودان الوليدة. وطالب امين عام الاممالمتحدة بان كي مون في كلمة في الاحتفالات بدولة جنوب السودان بجوبا بمناسبة اعلان قيام الدولة الجديدة، الشمال والجنوب بفتح صفحة جديدة من العلاقات يسودها السلام والعمل معا كشركاء وليس كاعداء مؤكدا وقوف الاممالمتحدة الى جانب شعب جنوب السودان بعد حصوله على حقوقه. وقال الامين العام للامم المتحدة ان المنظمة الدولية سوف تقدم الدعم لجنوب السودان فى مواجهة التحديات الضخمة المتمثلة فى مشروعات البنية التحتية . واضاف ان مياه النيل سوف تتدفق من الجنوب الى الشمال مشيرا الى ضرورة التزام الجانبين بحل المشاكل العالقة والدخول فى مفاوضات بهذا الشان. وشدد على ضرورة ضمان قيام دولة ديمقراطية تتحقق فيها المساواة معربا عن تقديره الى جهود الشركاء فى الوصول الى هذه اللحظة. وجاءت كلمة بان كي مون بعد كلمة الرئيس الكيني مواي كيباكي التي اعترف فيها بقيام دولة جنوب السودان الوليدة. وكانت حكومة السودان في الخرطوم أول بلد يعترف بالدولة الجديدة قبل ساعات من الانفصال الرسمي في خطوة مهدت الطريق لتقسيم السودان الذي كان حتى امس أكبر بلد أفريقي.وأصدرت رئاسة الجمهورية السودانية بيانا ، تضمن اعتراف السودان رسميا بقيام دولة جنوب السودان. وقال الفريق أول بكرى حسن صالح، وزير رئاسة الجمهورية، الذى تلا البيان من القصر الجمهورى، إن اعتراف الدولة رسميا بقيام دولة جنوب السودان يجىء احتراما لخيار الجنوبيين وفقا للحدود القائمة فى أول يناير 1956، وكما كانت عليه عند توقيع اتفاقية السلام الشامل وتنفيذا لمبادئ القانون الدولي. وكان الاستفتاء تتويجا لتنفيذ نصوص اتفاق السلام الشامل المبرم بين شمال السودان وجنوبه عام 2005 بعد عقدين من الحرب الاهلية الطاحنة التي تعد اطول حروب القاره الافريقية. ومن المتوقع أن تعترف الأممالمتحدة الأسبوع المقبل بجمهورية جنوب السودان باعتبارها الدولة رقم 193 في العالم. يذكر أن آخر مرة شهد فيها العالم مولد دولة جديدة تعترف بها الأممالمتحدة كانت قبل تسعة أعوام تقريبا عندما حصلت تيمور الشرقية على استقلالها عن اندونيسيا عام 2002 . وكانت كوسوفو أعلنت استقلالها في عام 2008 غير أن الأممالمتحدة لم تعترف بها حتى الآن.