استعرض الكاتب الأمريكي "جيب بون" في مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية الحياة السياسية للرئيس على عبد الله صالح ومستقبل اليمن وأثر ذلك على الشعب والقبائل اليمنية في الشمال والجنوب. وذكر الكاتب أن الرئيس اليمني على عبد الله صالح أصيب 3 يونيو / حزيران الماضي بجروح بالغة بسبب الهجوم الذي شنه مجهولون على القصر الرئاسي وهو الأمر الذي استدعى نقله على الفور إلى أحد المستشفيات العسكرية في المملكة العربية السعودية. واعتبر كثيرون أن مغادرة صالح البلاد بمثابة حل أخير للأزمة التي اشتملت على مواجهة بين المعارضة ونظام صالح، إلا أن الأسابيع التي قضاها صالح في المملكة العربية السعودية لم تحل الأزمة السياسية بشكل كبير. وقام مناهضو الحكومة اليمنية بنصب عدد من الخيام في مدن عدة مثل صنعاء وتعز، وبدأ عدد من زعماء القبائل ينقلبون ضد حكومة صالح عن طريق دعم حركة الشباب. وفي الوقت نفسه سيطرت المعارضة السياسية اليمنية وأحزاب اللقاء المشترك على ساحة المخيمات الاحتجاجية في صنعاء في محاولة منهم لترسيخ الحياة السياسية الجديدة، بينما ينظر سماسرة السلطة في صنعاء إلى الموقف نفسه لشغل مقاعد السلطة وفقدان الحكومة اليمنية السيطرة الكاملة على بقية البلاد. وأشارت صحيفة «فورين بوليسي» إلى التفكك الجاري في اليمن، حيث لفتت الانتباه إلى تطلع جماعات الشيعة الزبدية في محافظة صعدة الشمالية إلى الإمامة، إلى جانب تأكيد الحوثيون أن تمردهم هذا هو للدفاع عن مجتمعهم ضد التمييز والاضطهاد التي تقوم به الحكومة ضدهم. هذا وقد احتشد الكثير من المحتجين المناهضين للحكومة اليمنية في المناطق التي كان يسيطر عليها الجيش اليمني في المدن الكبرى وأعلنوا أن الفرصة قد أتيحت لهم من جديد لإعادة بناء مجتمعاتهم والعيش في غياب كامل لسيطرة نظام صالح على الدولة. نجل الرئيس اليمني أحمد علي صالح ورأى الكاتب جيب بون، أن آخر الأماكن التي تظل تحت سيطرة حكومة صالح في اليمن هي العاصمة اليمنية صنعاء، فعلى الرغم من أن صالح بعيداً خلال الوقت الحالي في المملكة العربية السعودية لتلقي العلاج من الجروح والإصابات التي تعرض إلا أن ابنه أحمد صالح قائد الحرس الجمهوري، وابن أخيه البكر يحيي قائد قوات الأمن المركزي لا زالوا يحافظون على قبضتهم في المدينة، كما أن نقاط التفتيش لا تزال تسيطر على أمور كثيرة في مدينة صنعاء. وتابع الكاتب أن الجنود التابعين لقوات الأمن المركزي "الجناح العسكري اليمني" الموالية ظاهرياً للرئيس صالح، لا تزال تجوب الشوارع، على طول الطرق الرئيسية في المدينة. وبالنسبة لأفاق المستقبل اليمني فقال الكاتب أن أي حكومة مستقبلية قد تولد بسبب الصراع الدائر في مدن اليمن ستواجه مهمة مستعصية من أجل إعادة إنشاء دولة جديدة تهدف إلى الخروج من السيطرة الإقليمية، بالإضافة إلى مواجهتها لمشكلة الاقتصاد الذي يتراجع بشكل كبير. ترجمة – حامد عبد الرازق