اعتبرت توكل كرمان القيادية في الثورة الشبابية والعضو في المجلس الرئاسيالانتقالي، أن نظام الرئيس علي صالح لم يعد قائما على حد زعمها. وحملتفي حوار مع «عكاظ» على الأحزاب السياسية اليمنية قائلة إنها ترقص علىالحبلين وتضع رجلا في منصة الثورة والأخرى على طاولة الحوار مع السلطة. وزادت «أرفض الرقص على الحبلين مثلهم». ورأت أن المجلس الرئاسي الانتقاليضرورة ملحة لتحقيق أهداف الثورة. وقالت إن من حقها الترشح للرئاسة، موضحةأن هناك من يتحمس لهذه الفكرة، لكنها قالت إنها تجد نفسها أكثر وسط الشباب،وليست متحمسة لمنصب الرئاسة. وفيما يلي ما دار في الحوار: • بداية، ما الأهداف التي حددتها ثورة الشباب للتعامل مع دول الخليج؟ بداية أقول لهم إننا نتطلع لإقامة علاقات ودية وشراكة استراتيجية معالخليج وعلى رأسهم المملكة، وسيجدوننا عامل سلامة وأمان وعمقا استراتيجيالهم. • أعلنتم عن تشكيل مجلس انتقالي، فما أهميته في ظل تمسك الرئيس صالح بالسلطة؟ المجلس الرئاسي الانتقالي ضرورة ملحة للشعب في هذه المرحلة تحديداً. وفياعتقادنا أننا حققنا الهدف الأول المتمثل في انتصار الثورة على النظام،وحققنا الهدف الثاني من خلال تشكيلنا للمجلس الذي سيعمل على إدارة البلادخلال الفترة الانتقالية حتى الوصول إلى انتخابات رئاسية برلمانية خلالالتسعة أشهر المقبلة. • لكن هناك من بين الشخصيات ال 17 من تفاجأ بوجود اسمه ضمن تشكيل المجلس مثل القاضي فهيم، ألم تتشاوروا معهم من قبل؟ نحن تشاورنا مع معظمهم من قبل، ولم نلمس من أي منهم موقفا رافضا. وحتى لولم نتشاور معهم هذا تكليف لهم بحكم أنهم رموز وشخصيات وطنية معروفة يثقفيها الشعب، وقد وضعهم مجلس شباب الثورة أمام مسؤوليتهم الوطنيةوالتاريخية، وفي حال تخلي أحدهم أو تخاذله فإن شباب الثورة سيعينون بديلاعنه. • وماذا عن القاضي فهيم؟ القاضي فهيم تم تكليفه من قبل شبابالثورة لكي يكون رئيسا لمجلس القضاء الأعلى، ولم نتصل به مسبقا لمعرفةرأيه؛ ونظرا لكونه معروفا بالنزاهة ويشهد له الجميع بالقدرة على أن يشغلهذا المنصب كلفناه بهذه المهمة، وتواصلنا معه بعد أن نشرت وكالات الأنباءأنه يرفض التكليف فنفى ذلك، وقال إنه سيستجيب لإرادة الشعب. ونثق في أنه لنيتخلى عن مسؤوليته الوطنية والتاريخية وسيقبل التكليف. • من هو رئيس المجلس الرئاسي الانتقالي؟ لم يقر بعد، نحن أعلنا أعضاء المجلس، وندعوهم للاجتماع لاختيار رئيس لهم،وآلية معينة لاجتماعاتهم، علما بأن بعضهم في الداخل والآخرين في الخارج. وفي حالة تعذر ذلك سيعمل شباب الثورة على تعيين رئيس للمجلس ونائب له بعدالتواصل والتشاور معهم وفق آلية يتفق عليها. • تتردد أنباء عن خلافات في أوساط شباب الثورة حول تشكيل المجلس الانتقالي، فما مدى صحة ذلك؟ هذا غير صحيح. المجلس الانتقالي مطلب شعبي معلن، والشخصيات التي أعلنت محلرضى وطني كبير. المشاورات حول تشكيل مجلس رئاسي انتقالي منذ وقت مبكر خاصةبعد مغادرة الرئيس صالح البلاد للعلاج في المملكة. ونحن تحاورنا مع القوىالوطنية والسياسية في الداخل والخارج، ووجدنا أنهم مجمعون على ضرورة إعلانالمجلس الانتقالي، لكنهم مترددون من اتخاذ القرار أو اتخاذ المبادرة، وكانلدى بعضهم بعض الملاحظات والاشتراطات التي أخذنا بها. • تباينت مواقف المعارضة حيال المجلس الانتقالي بين متحفظ ورافض، وبعضهم اعتبره عملا طائشا فما تعليقكم؟ حتى الآن لم يصدر رفض من أي من القوى الوطنية والسياسية والاجتماعية ولامن الأعضاء، ولا أعتقد أنه سوف يصدر؛ لأن من سيرفض سينظر إليه الثوارباعتباره تخلى عن مسؤولية وطنية وسياسية، وهذا انتحار سياسي لن يقدم عليهأحد. • لكننا سمعنا بعضهم يقول ذلك؟ ربما، لكنه ليس موقفالمعارضة بشكل عام. ومع ذلك فإن أي شخص يقول إنه عمل طائش يستوجب على شبابالثورة مساءلته في حال كان مؤيداً للثورة، ولا أعتقد أنهم سيقفون عائقاأمام رغبات الشباب. • هل توافقتم على شخص لترشيحه للانتخابات الرئاسية المقبلة؟ الشخصيات المختارة للمجلس الانتقالي من خيرة أبناء البلاد. وهي شخصياتتحظى برضا قطاع واسع من الشعب وأي أحد منهم مؤهل للقيادة. ونحن متأكدون منأنهم سيقودون بكفاءة واقتدار في الفترة المقبلة والانتقال بها من الشرعيةالثورية إلى الشرعية الدستورية. • لماذا لا تترشحين لرئاسة اليمن؟ من حقي أن أترشح، وهناك من يتحمس لهذه الفكرة، لكنني أجد نفسي في وسطالشباب معارضة للسياسات الخاطئة، ومناهضة لإساءة استخدام السلطة، ومدافعةعن الحقوق والحريات، هذا الدور هو الذي أطمح إليه ولست متحمسة لمنصبالرئاسة. • هل تم الاتفاق على الوزراء وأعضاء الحكومة؟ المجلس المشكل ليس حكومة، هو مجلس رئاسي انتقالي ليدير البلاد خلال الفترة المقبلة، ويكلف شخصا من داخله بتشكل حكومة تكنوقراط. • ألا تخشون من المواجهة العسكرية؟ أعتقد أن المجلس الرئاسي الانتقالي سيكون قادرا على التصدي لأي تمرد. كما أنني لا أعتقد أنه سيكون هناك تمرد كبير. • كيف تقيمون السيطرة الحزبية على الساحة؟ أنا على ثقة بأن المستقلين يشكلون الغالبية العظمى، لكن هناك سيطرة حزبيةعلى قرار الثورة وليس على وجودها وانتشارها. فقرار الثورة يسيطر عليه منقبل الأحزاب السياسية وعبر أداة واحدة وهي المنصة واللجان التنظيميةللأحزاب. وقد استعاد شباب الثورة دورهم وهم الآن من يقرر، على الرغم منأننا ما زلنا نعاني من إزعاجات المنصة غير الثورية، وسيطرة لجان النظام فيالساحة، لكنها لم تعد قادرة على احتواء الثورة وجعلها ورقة ضغط سياسي لصالحالأحزاب كما كان يخطط لها. • إذا ما دور الأحزاب في الساحات والثورة؟ في الحالات الطبيعية يفترض أن يكون للأحزاب دور سياسي وتسعى للتداولالسلمي للسلطة، لكن هذه ثورة، وحين أعلن «اللقاء المشترك» انضمامه إليهاكان عليها أن تغادر الحالة السياسية إلى الحالة الثورية، غير أنها رقصت علىالحبلين، وضعت رجلا في منصة الثورة، وأخرى على طاولة الحوار مع السلطة،مما أحدث إرباكا في صفوف الثورة، أخر الحسم أشهرا قبل أن يستعيد شبابالثورة زمام المبادرة. وأنا أرفض الرقص على الحبلين مثلهم. • ما الدور الذي ترونه للأحزاب في المستقبل؟ الأحزاب أحد أعمدة الدولة المدنية الحديثة التي نريدها، ونتمنى أن تديرعملا ديمقراطياً رائعاً للفترة المقبلة وترتب نفسها لتداول سلمي للسلطة جيدوهو دورها، فالمعارضة هي أحد أعمدة الدولة المدنية الحديثة. • كيف تنظرين إلى المستقبل في ظل الوضع الراهن والأزمات السياسية؟ أنا على ثقة بأن هناك مستقبلا أفضل وحياة كريمة تنتظرنا، وسنعمل على إعادةالسعادة لليمن السعيد، ولدينا تصميم وإرادة قوية على تحقيق حلم كل يمنيبيمنه الجديد سواء منهم في الداخل أو المغتربين في الخارج، ولدينا أمل فيأن تتمكن بلادنا من تحقيق النجاحات في العديد من المجالات، والتحليق في ظلثورتها الشبابية الشعبية إلى آفاق رحبة. • لكن هناك من يتخوف من اختطاف الثورة من قبل القبيلة أو العسكر؟ لا يمكن اختطاف الثورة، هي ليست مصرفا أو بقالة يمكن السطو عليها، كما أن ثورتنا شبابية شعبية كل اليمن فيها. • ما موقفكم في حالة عودة الرئيس صالح لليمن؟ نحن نعد الجميع بمحاكمة عادلة، والقضاء سيحدد كم حجم الجرائم التي ارتكبها النظام