لا تزال الثورة المصرية تلقي بنتائجها على الشعب المصري, وعلى جميع مناحي الحياة اليومية, فالثورة احدثت تغييرات في السياسة والحياة الاجتماعية وحتى في الاوساط الفنية والثقافية, وكانت من بين هذه التغيرات ما شهدته نقابة الموسيقيين المصريين عندما وقع الاختيار على الفنان ايمان البحر درويش ليكون نقيبا لها وبذلك يكون اول نقيب بعد الثورة. "العرب اليوم" التقت درويش الذي تواجد في عمان في ملتقى اتحاد المنتجين العرب الذي اقيم مؤخرا, وسألته عن التغييرات التي يريد احداثها في النقابة خصوصا بعد الثورة, حيث تمنى درويش قائلا:ما اسعى له احداث ثورة في نقابة الموسيقيين بعد تسلمها, فانا اول نقيب بعد الثورة وقد تسلمتها وفيها العديد من المشاكل لكن الادارة ليس لها صلة بالفن وهي بحاجة الى شيء اكبر واتجاه اخر من التفكير, وهذا امر لا يمكن انجازه بين يوم وليلة لكنني اتمنى ان احدث تغييرا جوهريا, بالرغم اننا نقدم على خطوات اعتقد انها مبشرة بالخير", مشيرا ان اي تغيير بحاجة الى فترة زمنية لكي يستطيع رأس الهرم انجاز ما يخطط له, ويجب ان لا ينسى الجميع اننا في مرحلة تحول سياسي لم يمر على مصر منذ ثلاثين عاما وهذا امر ليس بالهين على الاطلاق. التغيير ضروري وشدد درويش على ضرورة تغيير شكل الفن في مصر وفي الدول العربية كافة,رافضا الافكار التي خرجت مؤخرا حول تدني مستوى الافلام المصرية وهبوطها, معتبرا ذلك ظلما وعاريا عن الصحة, وابتعد درويش بذلك ليؤكد ان التركيز على الافلام جاء كمحاولة لاخراج المشاهد المصري من جهة والمشاهد العربي من جهة اخرى مما تابعه في فترة الربيع العربي من ظلم وانتكاسات تعرض لها الشعب العربي,ومن الاخبار المزعجة التي واكبوها بشكل يومي مما يجعلهم يبتعدون عن الواقع والتوجه الى متابعة اي شيء اخر حتى لو كان ليس بالمستوى المطلوب, وهذا ليس تقييما للفن الموجود الان, بل هذا يدفعنا الى تحسين الاجواء التي نعيشها ورفع مستوى الفن الذي يتم تقديمه". التركيز في المرحلة المقبلة وفيما يتعلق بالتطوير في مصر وبنائها من جديد طالب درويش بالتركيز في المرحلة المقبلة على بناء مصر في كافة القطاعات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية, معتبرا الثورة المصرية معجزة وقال: "لم يكن احد يتخيل حدوث هذه الثورة وخلع النظام الدكتاتوري السابق ولا بد من الصبر والتركيز على البناء ثم نتجه الى المطالبة بامور اكبر واهم". واضاف درويش: ما قيل عن مصر بعد الثورة امر نفخر به جدا, وكنا نتغنى بمصر وشعبها,لكن لم تكن الاحوال التي نعيشها تعكس هذا الامر فقد تراجعت مصر في كثير من المستويات لكن الثورة احدثت تغييرا هائلا والحديث عنها يؤكد صناعتها للتاريخ معتبرا انها امرا مشرفا لجميع المصريين. وقد كان ايمان البحر درويش قد فاز في انتخابات نقابة الموسيقيين في شهر تموز الماضي حيث حصل على 1219 صوتا. وقد شهدت النقابة مؤخرا سلسلة من المشاكل والاعتراضات على نقيبها السابق منير الوسيمي وأعضاء من مجلس النقابة, ونظم معظم أعضاء النقابة اعتصامات ووقفات احتجاجية للمطالبة بإقالتهم. وإيمان البحر درويش هو واحد من أبرز مطربي جيل الوسط وقد ذاعت شهرته منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي, لصوته الجميل وأغانيه الراقية البعيدة عن الابتذال والإسفاف. وإيمان سليل عائلة موسيقية فهو حفيد الموسيقار الراحل سيد درويش الذي ساهم بموسيقاه في دعم الحركة الوطنية خلال ثورة عام 1919 ضد الاحتلال البريطاني لمصر. وقد قام إيمان البحر بإعادة إحياء أعمال جده سيد درويش فقدمها بطريقة ممتازة لاقت إعجاباً كبيرا في كافة أنحاء الوطن العربي بالرغم من اختلاف إسلوب أغانيه عن أنماط الغناء التي كانت سائدة في ذلك الوقت, حيث توقع العديدون (و من بينهم إيمان البحر نفسه) فشل بعض الأغاني مثل اغنية " محسوبكم داس" التي تحكي معاناة رجل أجنبي بعد الحرب العالمية وما تلى ذلك من الانهيار الاقتصادي العالمي. كما قدم إيمان عددا من الاعمال الدرامية, فقد شارك الفنانة ليلى علوي بطولة فيلم "حكاية في كلمتين". ولعب دور البطولة في مسلسل "الإمام الشافعي" والعديد من الافلام والمسرحيات.