قال السفير السوري لدى مصر ومندوبها الدائم بجامعة الدول العربية يوسف أحمد إنه سيعرض اليوم في اجتماع اللجنة الوزارية العربية بالقاهرة رد بلاده حول المقترحات التي قدمتها اللجنة العربية لإنهاء الأزمة السورية، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل. من جانبه قال المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المعارض إن النظام في دمشق يحاول كسب الوقت وإن دعاواه بشأن الإصلاح زائفة ومخادعة. وناشد المجلس وزراء الخارجية العرب قبيل اجتماعهم اليوم في القاهرة الاستجابة لمطالبه وتشمل تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة والدعوة لتوفير حماية دولية للمدنيين بغطاء عربي والاعتراف بالمجلس الوطني ممثلا للشعب السوري. ميدانيا، قال ناشطون إن 13 شخصا قتلوا برصاص الأمن السوري والشبيحة في حمص وحرستا. وبينما قصف الجيش بالمدفعية ظهر اليوم حي بابا عمرو بمدينة حمص التي حاصر معظم أحيائها وفق ناشطين حقوقين، دعت لجان التنسيق المحلية لتوفير حماية دولية للشعب السوري تبدأ أولا بقرار دولي يقر هذه الحماية بالإضافة إلى حزمة إجراءات على رأسها منع توريد السلاح إلى نظام الرئيس بشار الأسد. فبمجرد وصوله إلى القاهرة قادما من دمشق، قال يوسف أحمد "سأترأس وفد سوريا في اجتماع وزراء الخارجية الطارئ اليوم حيث سأعرض عليهم الرد السوري حول المقترحات التي قدمتها اللجنة العربية خلال اجتماعها الأخير في الدوحة". ورفض السفير السوري الإعلان عن تفاصيل الرد، قائلا "سأعرضه على الاجتماع ولن أصرح بأي شيء حوله إلا بعد انتهاء الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية". وكانت اللجنة الوزارية العربية المكلفة ببحث الأوضاع في سوريا قد سلمت في العاصمة القطرية الدوحة الأحد الماضي وفد سوريا برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم ورقة مقترحات لإنهاء الأزمة التي تعيشها سوريا منذ منتصف مارس/ آذار الماضي. وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ذكرت أمس أنه تم التوصل إلى اتفاق بين سوريا واللجنة الوزارية العربية على الورقة النهائية بشأن الأوضاع في البلاد. غير أن جامعة الدول العربية نفت تلقيها ردا رسميا من السلطات السورية على الورقة التي تقدمت بها لإنهاء الأزمة في سوريا، وذلك خلافا لما أعلنته وسائل الإعلام السورية.. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير في الجامعة العربية لم يكشف عن هويته أن الجامعة مازالت تنتظر رد دمشق على مقترحاتها لإنهاء الأزمة، ووقف إراقة الدماء في سوريا. الرد النهائي وأوضح دبلوماسي رفيع المستوى لوكالة الصحافة الفرنسية أن الرد السوري النهائي على الخطة العربية المقترحة لمعالجة الأزمة السورية ينبغي أن يتم إبلاغه الثلاثاء إلى السلطات القطرية، مشيرا إلى أن الجهود كلها منصبة على إيجاد حل للأزمة السورية في الإطار العربي. وقال الدبلوماسي إن المعلم طلب الاثنين تعديلات على المبادرة العربية، وإنه تمت الموافقة على بعض التعديلات الطفيفة، لكن الوفد العربي طلب منه ردا نهائيا الثلاثاء على المبادرة في مجملها، ليكون الموقف السوري واضحا قبل الاجتماع الوزاري العربي بالقاهرة. وأوضح أن المبادرة العربية ترتكز أساسا على عنصرين، هما "وقف العنف والسماح بدخول منظمات عربية ووسائل الإعلام العربية والدولية للتحقق من ذلك، ثم عند إحراز تقدم ملموس على الأرض، بدء حوار وطني في مقر الجامعة العربية في القاهرة يشمل كل أطياف المعارضة السورية". حماية دولية على صعيد التطورات الميدانية، قصف الجيش السوري بالمدفعية حي بابا عمرو بمدينة حمص التي حاصر معظم أحيائها. وخلال ليلة أمس بث ناشطون على الإنترنت تسجيلات مصورة لمظاهرات مسائية انطلقت في مناطق سورية عدة منها مدينة عامودا بمحافظة الحسكة بشرق البلاد للمطالبة برحيل النظام الحاكم. ارتباطا بالموضوع، دعت لجان التنسيق المحلية في بيان توصلت الجزيرة نت لنسخة منه إلى إقرار حماية دولية بقرار صادر عن مجلس الأمن بموجب الفصل السابع للأمم المتحدة. وطالبت جميع الدول الأعضاء في الأممالمتحدة باتخاذ ما يلزم من تدابير لمنع توريد جميع أنواع الأسلحة، وما يتصل بها من عتاد إلى النظام السوري. ودعت إلى إلزام النظام السوري باستقبال لجنة دولية مستقلة للتحقيق في جميع انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وللوقوف على حقائق وظروف وقوع تلك الانتهاكات، وتحديد مرتكبيها بالإضافة إلى رفع كافة القيود فوراً عن وسائط الإعلام المختلفة. كما طالبت بتأمين الظروف السياسية الملائمة لتمكين الشعب السوري من إجراء التصويت بالاقتراع العام والانتخابات الشفافة والعادلة والحرة على المستويات كافة، ووفق ما تتطلبه المرحلة الانتقالية للوصول إلى التحول الديمقراطي المنشود.